بكين: ضحايا زلزال «سيشوان» بلغوا 29 ألفا ومخاوف من انتشار الأوبئة بين 5 ملايين لاجئ

الآلاف يفرون خشية فيضان مياه بحيرة في المنطقة المنكوبة

TT

وصلت حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب جنوب غرب الصين الاثنين الماضي الى 28881 قتيلا، فيما بدأت معركة لمنع انتشار الاوبئة بين اللاجئين الذين يقدر عددهم بخمسة ملايين.

وتخشى بكين ان تتخطى الحصيلة النهائية خمسين الف قتيل.

واعلنت وكالة انباء الصين الجديدة الرسمية امس نقلا عن مسؤولين محليين ان حصيلة الزلزال قد تصل الى عشرين الف قتيل في مدينة ديانغ وحدها بولاية سيشوان (جنوب غرب)، حيث لا يزال اكثر من 10600 شخص مطمورين تحت الانقاض.

وتعمل وسائل الاعلام الصينية على الحفاظ على بصيص أمل، اذ تعلن العثور على ناجين ولو ان عددهم يتراجع مع مرور الساعات. وقد اعلن امس بعد خمسة ايام على الكارثة ان فرق الانقاذ التابعة لجيش التحرير الشعبي انتشلت سائحا المانيا جريحا من انقاض منزل.

وتفيد سلطات ولاية سيشوان ان حوالى 14 الف شخص ما زالوا مطمورين تحت اطنان من الاسمنت والحديد.

وتمت تعبئة 130 الف عنصر من الجيش لتنظيم عمليات الاغاثة وفتح الطرقات وتوزيع مواد غذائية ومياه جوا على البلدات المنكوبة في منطقتي بيشوان وونشوان، كما يشارك اختصاصيون من اليابان وروسيا وكوريا الجنوبية وسنغافورة في عمليات البحث، يستخدمون فيها كلابا مدربة. وبموازاة الجهود المتواصلة للعثور على ناجين، تبدي السلطات مخاوف من انتشار اوبئة تهدد الناجين، لاسيما بعدما أتى الزلزال على شبكات توزيع مياه الشرب.

وقال فنغ زيجيان مدير المركز الصيني للمراقبة والوقاية من الاوبئة السبت على موقع تشاينا.كوم على الانترنت: «ينبغي اعطاء الاولوية للمساعي من اجل ايجاد مساكن للاجئين وتأمين مياه صالحة للشرب لمنع انتشار الاوبئة».

واضاف «يجب دفن الجثث في المكان بدون ابطاء، لان امكانات احراقها ليست كافية». فبعد الامطار الغزيرة التي هطلت غداة الكارثة، عاد الطقس مشمسا وسرعت الرطوبة في عملية تحلل الجثث.

وفي شوارع مدينة شيفانغ القريبة من مركز الزلزال، يضع الجنود والشرطيون والمنقذون جميعا اقنعة على انوفهم بسبب الروائح المنبعثة من الجثث، اكثر مما هي للوقاية من اي امراض محتملة، على ما افاد به صحافيو وكالة الصحافة الفرنسية. من جهة اخرى فر امس سكان بلدة بيتشوان فى إقليم سيشوان جنوب غرب الصين، الذي ضربه زلزال مدمر يوم الاثنين الماضي، بعد أن تردد أن مياه بحيرة قريبة على وشك أن تفيض».

وأبلغ اريان راميرس مراسل محطة إيه آر دي التلفزيونية الألمانية وكالة الأنباء الألمانية بالهاتف أن سكان البلدة بدأوا في الاندفاع تجاه مناطق التلال المرتفعة وأن البعض استقل على وجه السرعة الدراجات البخارية لمغادرة البلدة في أسرع وقت ممكن.

وقال راميرس إن النهر الذي يمر عبر البلدة جف تقريبا وهو ما يرجع فيما يبدو إلى أن انهيارا أرضيا قد سد مجراه. وكانت وكالة الأنباء الصينية الرسمية شينخوا قد ذكرت في وقت سابق أن الجيش أمر بإجلاء الجرحى من البلدة. وتردد أن عشرة آلاف فقط من بين سكان البلدة البالغ عددهم ثلاثين ألفا هم الذين نجوا من الزلزال.

وقالت الوكالة إن «هناك حاجة إلى إجلاء 46 من المصابين بجروح بالغة على الفور من بلدة بيتشوان، التي تقع في مركز الزلزال الذي ضرب إقليم سيشوان، حيث أن مستوى مياه بحيرة هناك قد بدأ في الارتفاع بصورة سريعة، وأن مياه البحيرة قد تفيض في أي وقت».

واستيقظ امس ما يقدر بخمسة ملايين شردوا من جراء الزلزال من خامس ليلة منذ وقوعه وسط ظروف صعبة، في الوقت الذي تتدفق فيه أطنان من إمدادات الإغاثة على المنطقة المنكوبة.

ووسط بنية تحتية مدمرة والافتقار إلى الظروف الصحية العامة للسكان الذين نجوا من الزلزال وعدم القدرة على دفن المزيد من أكثر ما يقدر بخمسين ألف قتيل بالسرعة المطلوبة في الوقت الذي يجرى فيه انتشال المزيد من الجثث من تحت الأنقاض تتزايد مخاطر تفشي الأمراض. وتفيد التقارير بوجود نقص في الهيئة الطبية والأدوية وإمدادات الدم. ويعتزم الجيش الصيني بناء مستشفيين ميدانيين آخرين، على الرغم من أنه مازال يتعين نقل المعدات اللازمة إلى المنطقة.

كما يعتزم السلاح الجوي الصيني نقل عشرة فرق طبية أخرى، فضلا عن ألف طن من إمدادات الإغاثة إلى سيشوان، من بينها خمسة آلاف خيمة و200 مولد كهربائي وأغذية وملابس وبطانيات، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الصينية الرسمية شينخوا .

ومن المتوقع أن تقوم طائرات النقل العسكرية بنحو خمسين طلعة في مطلع الأسبوع لنقل إمدادات من مختلف أنحاء الصين إلى تشينجدو عاصمة إقليم سيشوان.

في الوقت نفسه، ذكر متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية في برلين أن سائحا ألمانيا جرى انتشاله حيا من تحت الانقاض في سيشوان. وقال المتحدث إن السفارة الألمانية في بكين تتحقق من صحة تقارير تفيد بأن بضعة ألمان في عداد المفقودين في منطقة الزلزال.