سراييفو: حملات إعلامية متواصلة ضد عرب البوسنة

TT

اشتكى عدد كبير من عرب البوسنة من الحملات الاعلامية التي تستهدفهم من قبل الصحافة الصفراء في البوسنة، التي يديرها شيوعيون سابقون «انضموا إلى سوق الرأسمالية» بتعبير بعضهم، إلى جانب «جهات معروفة بميولها وتغذيتها للاسلاموفوبيا»، على حد قول البعض الآخر. وكانت صحيفة «نيزفيسنا» الصربية الصادرة في بنيالوكا (240 كيلومترا شمال سراييفو) وصحف ومواقع انترنت كرواتية قد رددت في المدة الأخيرة مزاعم لا أساس لها من الصحة وفق الجهات الدولية، وهي أن ضربات 11 / 9 في نيويورك «خطط لها في البوسنة»، فسارع نائب المبعوث الدولي إلى البوسنة، رافي غاريغوريان إلى تكذيبه، كما نفى ما أوردته تلك المصادر من تورط وزير بوسني سابق في عملية تمويل تلك الأحداث. وقال عامر عبد المجيد أحد المقاتلين العرب السابقين في البوسنة، وأحد الوجوه المعروفة لـ«الشرق الاوسط»، «هناك من يعبر عن حقد دفين، من خلال هذه الاتهامات، وهناك من يبحث عن الاثارة الاعلامية، وهناك من كشفت الجهات الدولية أهدافه من هذه الاكاذيب، وهي الكيد للعرب في البوسنة خصوصا وللمسلمين عموما، فالاتهامات طالت الجميع». وعن ردود الفعل قال: «الجهات الدولية لم تعد تتصرف بعشوائية، كما حصل في الفترات السابقة، بل أصبحت تشكل لجان تحقيق علمية في أي شبهات تثار، وهذا مبعث ارتياح لدينا، فمن لا يخطئ لا يخاف». وتابع «كل ما نطمح إليه هو أن يأخذ القانون مجراه».

وأعرب توفيق بركات عن انزعاجه من الحملات الاعلامية المتوصلة على العرب، مؤكدا أن هدفها ليس أمنيا ولا قضائيا، وإنما محاولة تشويه العرب والمسلمين لدى الرأي العام، بما فيه الرأي العام المحلي، «المشكلة ليست أمنية، ولو كانت كذلك لكانت سرية، فبعد أن أعيتهم كل الطرق لادانة العرب والمسلمين بالارهاب في البوسنة عمدوا لوسائل الاعلام لادانتهم كذبا من خلالها وهذا كل ما في الأمر».

من جهة أخرى لا يزال التطهير العرقي في البوسنة مستمرا، وقال مفتي موستار الشيخ سعيد سمايكيتش لصحيفة «دنيفني أفاز» البوسنية في عددها الصادر أمس في بعض المناطق باقليم هرتسغوفينا، هناك إبادة ديمغرافية تجري بصمت، فقد كان في بعض تلك المناطق 15 ألف مسلم حسب إحصاء 1991، لم يبق منهم سوى 400 فرد، وفي منطقة تربينيا كان هناك نحو 6 آلف مسلم، ولكن عددهم الآن لا يتجاوز 200 فرد.