شباب لبنان ينقل المعركة من الأرض إلى المواقع الإلكترونية

تهديد ووعيد وأبواب الجحيم يفتحها كل طرف على الآخر

TT

انتقلت الحرب اللبنانية من شوارع بيروت والمناطق الى أروقة المواقع الالكترونية والمجموعات الجديدة التي يتولى عملية انشائها وإدارتها مناصرون لفريقي المعارضة والموالاة منذ اليوم الأول لاندلاع الأحداث الدرامية التي شهدها لبنان. معارك شرسة وصلت الى عمليات القرصنة وسقوط المواقع في أيدي الخصوم. حرب كلامية شديدة اللهجة تدور على جدران الـ «face book» الذي تحولت مجموعاته الجديدة الى ساحات تعكس ما خلفته المشكلات والصراعات السياسية بين القادة والزعماء اللبنانيين. اتهامات من هنا وشتائم من هناك تصل الى حد التهديد والوعيد. مناصرو الموالاة يسقطون صفة المقاومة عن حزب الله، ومناصرو المعارضة يعدون بالنصر الحاسم، اضافة الى صور ومشاهد فيديو مصورة في أيام حرب مايو (أيار) 2008. نبدأ مع المجموعة الموالية «تضامنا مع بيروت» التي تحولت بفعل القرصنة الى موقع معارض تولى قيادته والتحكم فيه مناصرو المعارضة الذين استبدلوا صورة بيروت بصورة تجمع رئيس مجلس النواب نبيه بري والإمام موسى الصدر مع علم حركة أمل، مع تحذير وحرص أصحاب الموقع الأساسيين على تنبيه المشتركين فيه مفاده «تم احتلال الموقع من قوات بري الخاصة». يرد المحتلون «بيروت سقطت تحت قدميك يا أسد لبنان يا دولة المجاهد القائد النبيه»، طارحين السؤال الآتي «سقطت طريق الجديدة بيد ليوث حيدر، أين هم فهود طريق الجديدة؟». ليأتي التهديد من جهة أخرى «الويل لكم من غضب شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وان اردتموها حربا فلتكن طاحنة وشرسة... سنحرق السراي الحكومي ومرتع جعجع والمختارة ونفتح كل جبهات الشرف... نحن كأمواج البحر متى توقفنا انتهينا لأن وعدنا صادق بالنصر وحتما نصرنا آت ان شاء الله...». فيأتي الرد من صوب الخصوم «يا أصحاب منطق الشتائم والسرقات، منطق استعمال القوة للحصول على الأهداف السياسية... همكم الوحيد هو الاحتلال وها أنتم تحتلون أيضا المواقع الالكترونية...».

فإذا بموال يتدخل ليقول «هذه الحرب التي شنها حزب الله أسقطت شرعية سلاحه بعدما استعمله في الداخل... وهي إن دلت على شيء فلا تدل إلا على اعترافهم بحكومة السنيورة الشرعية...». ولأن للمعركة وسائل مختلفة اجتمع أيضا انصار الفريقين وخصوصا السنة والشيعة منهم كل باسم محبته للبنان في موقع صبوا جام غضبهم على جداره وضعوا له عنوان «عطيني يا أمي سلاحي وعبي الرشاش». وبدا واضحا من خلال الحوارات الساخنة أن تفوق حزب الله على الأرض ترك تداعياته الواضحة في حماسة الشباب اللبناني وحتى تطرفه السياسي والطائفي. تأتي إحداهن وتكتب بيانا داعية فيه الى «مقاطعة الشيعة ومؤيدي نصر الله في لبنان». ويقول أحد الموالين «لن يثق اي سني في بيروت بالشيعة بعد اليوم»، ويعترف زميل له بخسارة فريقه على الأرض «لأننا نفتقد السلاح والتدريب»، كما قال، محذرا رفاقه «ما الذي يحمينا اذا خسرنا الحرب على الشبكة». من ناحية أخرى، نشط مناصرو المعارضة في الاحتفال بانتصارهم في بيروت، معتمدين على خطاب النصر «السيد يعد ويفي، وعندما قرروا مد يدهم الى سلاحنا قطعناها». كما عمد أنصار الحزب السوري القومي الاجتماعي بعد وقوع مجزرة حلبا الى انشاء موقع لهم تحت عنوان «عهدا لشهدائنا، لن يهدأ لنا بال الا بالاقتصاص من القتلة والمجرمين». ولأن كلا يدّعي حب لبنان على طريقته، قام شباب الموالاة بتأسيس موقع «مطار رفيق الحريري سيظل منارة لبنان ولن يصبح مطار نصر الله». فيرد عليهم المعارضون بموقع آخر تحت عنوان «مطار المقاوم السيد حسن نصر الله»، مرفقاً بصورة لشاب على دراجة نارية يحمل علم حزب الله أمام مطار بيروت. وكرت مسبحة المواقع والمجموعات لتصل الى مساندة وسائل الاعلام اللبنانية، بعد مجموعة «سحر الخطيب فشيتي خلقنا» التي عرضت على موقعها شريطا مسجلا لما قالته الاعلامية في تلفزيون المستقبل سحر الخطيب بعد إقفال المحطة، أتت مجموعة «لا لوقف بث محطتي أخبار المستقبل والمستقبل الأرضية وإذاعة الشرق» مع تمنيات مشتركيها بالابتعاد عن الفوضى الكلامية والشتائم التي لن تؤدي الى نتيجة. ويعلق أحد المشاركين «يجب ألا نضيع البوصلة لأن العدو الأول والأخير هو اسرائيل وعلينا استعمال مصطلحات دقيقة لأن حزب الله لا يختزل الشيعة في لبنان». وفي مواجهة مناصري تلفزيون المستقبل برزت مجموعة تهاجمه وأخرى تناهض قناة العربية، الأولى «سيبقى تلفزيون المستقبل صورة في الذاكرة لا أكثر ولا اقل «والثانية» وطنيون ضد العربية».