بوش يتعهد في شرم الشيخ بتحقيق حلم الدولة الفلسطينية ويعتبر لبنان في لحظة حاسمة

أجرى مباحثات مع مبارك وعباس وكرزاي وسيلقي كلمة تفصيلية اليوم عن القضية الفلسطينية

TT

قال الرئيس الاميركي جورج بوش الذي وصل الى شرم الشيخ في مصر أمس قادما من الرياض وذلك في ثالث محطة له في جولته الحالية بالشرق الأوسط ان لبنان يواجه لحظة حاسمة وتعهد بالعمل على تحقيق حلم الدولة الفلسطينية. بينما قالت مصر إنها ترصد تفاؤلا أميركيا تجاه المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وذلك قبل يوم واحد من بدء فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي بمنتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر الذي سيلقي بوش كلمة فيه.

وعقد الرئيس المصري جلسة مباحثات مع الرئيس بوش، وقالت مصادر قريبة من الرئاسة المصرية إن المباحثات تناولت سبل إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط والتهدئة في الأراضي الفلسطينية ورفع الحصار الإسرائيلي وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، دون مزيد من التفاصيل، مشيراً إلى أن المباحثات تناولت أيضاً التطورات الجارية في المنطقة العربية بما فيها أوضاع العراق ولبنان والسودان خاصة فيما يتعلق بإقليم دارفور إضافة للملف النووي الإيراني. واعلن بوش بعد تناوله الغداء مع الرئيس مبارك ان الأخير (الرئيس المصري) اراد التأكد من ان الرئيس الاميركي «حازم» في نواياه.

وفي وقت لاحق التقى الرئيس بوش الرئيس الفلسطيني محمود عباس حيث اجرى جولة مباحثات معه، وقال انه يريد المساعدة على «تحديد» دولة فلسطينية لان «قلبي ينفطر لرؤية قدرات الفلسطينيين الواسعة تتبدد». واضاف ان «وطنا» فلسطينيا سيوفر فرصة «لوضع حد للمعاناة التي تشهدها» الاراضي الفلسطينية.

ومضى الرئيس بوش يقول «اتعهد مجددا امامكم ان تساعد حكومتي في تحقيق الحلم الذي يراودك»، موضحا ان هذا الحلم هو حلم الاسرائيليين ايضا «بقيام دولتين تعيشان بسلام جنبا الى جنب». واستعرض بوش مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، التطورات على الساحة الفلسطينية والجهود التي تقوم بها أطراف عربية من بينها مصر للتهدئة بالأراضي المحتلة ووضع حد لمعاناة الفلسطينيين والمساعدات التي يقدمها الجانب الأميركي للسلطة الفلسطينية.

وكان بوش قال ردا على سؤال لصحافيين بعد مباحثات اجراها مع الرئيس الافغاني حميد كرزاي حول الاتهامات التي يوجهها اليه عدد من العرب والفلسطينيين لجهة تحيزه لاسرائيل، «في خطابي غدا ( اليوم الاحد)، سأقول بوضوح ان في امكاننا ان نحقق نجاحا في تحديد دولة فلسطينية قبل انتهاء ولايتي وسنعمل جاهدين للتوصل الى هذا الهدف». واضاف «اعتقد ان في امكاننا التوصل الى ذلك، واعلم ان هذا سيكون مهما للسلام في الشرق الاوسط».

وتحدث بوش عن لقاءاته مع المسؤولين الاسرائيليين خلال زيارته الى اسرائيل واللقاءات التي سيجريها مع عباس ومع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الاحد. وقال بوش في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الافغاني حميد كرزاي «كل من هذه اللقاءات يساعدنا على التقدم في اتجاه هدف تحديد دولة»، مع الاتفاق على الحدود ومسألة اللاجئين والامن بحلول يناير (كانون الثاني) 2009.

وعززت مسألة عدم زيارة بوش الاراضي الفلسطينية التي كانت تحيي من جهتها ذكرى النكبة، والخطاب الذي القاه امام الكنيست الاسرائيلي وأكد فيه دعم بلاده الثابت لاسرائيل، الاتهامات الموجهه اليه بالتحيز الاعمى لاسرائيل. وفي خطابه امام الكنيست الجمعة، لم يشر بوش الى الدولة الفلسطينية الا باعتبارها حلما يمكن ان يتحقق في مستقبل بعيد.

وحول لبنان قال بوش ان لبنان يواجه لحظة حاسمة وتعهد بان تدعم الولايات المتحدة حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة في مواجهة حزب الله.

واتهم بوش عناصر متشددة بمحاولة تقويض الحكومة اللبنانية وقال «انها لحظة حاسمة». ويفتتح أعمال المنتدى الاقتصادي اليوم الرئيس مبارك بمنتجع شرم الشيخ حيث سيلقي كلمة كما سيلقي بوش كلمة ضمن 12 رئيس دولة وحكومة. ومن المقرر أن يلتقي بوش اليوم مع الملك عبد الله عاهل الأردن ويوسف رضا جيلاني رئيس وزراء باكستان ومسؤولين عراقيين.

من جانبه قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن الرئيس مبارك أثار خلال لقائه مع بوش ما جاء في خطاب الأخير أمام الكنيست الإسرائيلي قبل يومين، وأنه (بوش) قال في رده «إن عليكم أن تستمعوا أيضا إلى الخطاب الذي سألقيه غدا (اليوم) في الجلسة الافتتاحية» للمنتدى، وأن بوش قال إنه سيتطرق للقضية الفلسطينية بشيء من التفصيل.

وحول الموقف الاميركي من إيران قال أبو الغيط: «لا أحد يتحدث عن ضرب إيران، ولا نتوقع ضربا لإيران وأن الموقف المصري واضح فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني ـ وقد دار حديث حوله ـ هو إننا نرى أن هناك حقوقا لدى الدول الأعضاء في معاهدة عدم الانتشار في التمتع بالمعرفة النووية والاستخدامات السلمية للطاقة الذرية لكن على هذه الدول ألا تستحوذ على قدرات نووية عسكرية».

وأضاف الوزير المصري قائلا حول ما إذا كانت المحادثات قد تطرقت لخطة التهدئة التي ترعاها مصر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إنه تم عرض هذه الخطة بالفعل خلال المحادثات ونتائج زيارة الوزير عمر سليمان لإسرائيل وأبلغناهم بقرب وصول وفد من حماس للقاهرة خلال أيام للاستماع إلى وجهة النظر الإسرائيلية، وأن «الرئيس تلقى تقريرا مستفيضا من وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس تضمن رؤية الولايات المتحدة للجهد المبذول حاليا لدفع المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.. نحن نرصد لدى الجانب الأميركي بعض التفاؤل».

في الوقت ذاته قال رئيس اللجنة الحكومية المنظمة للمنتدى، المهندس رشيد محمد رشيد، وزير التجارة والصناعة المصري، أمس إن انعقاد «هذا المنتدى الاقتصادي الضخم» في شرم الشيخ «يؤكد ثقة المجتمع الدولي وتقديره لمصر ومساندته للسياسات الإصلاحية بالإضافة إلى تقدير المجتمع الدولي لدور الرئيس مبارك والحكومة المصرية في عملية السلام والحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط»، إذ يشارك في أعمال المنتدى أيضاً رئيس السلطة الفلسطينية ومسؤول الرباعية الدولية توني بلير والمدير العام للمنتدى الاقتصادي بدافوس أندريه شنايلر، ورئيس البنك الدولي روبرت زوليك.

ويلقي كل من الرئيس حسني مبارك والرئيس الاميركي جورج بوش كلمات فى الجلسة الافتتاحية ضمن 12 رئيس دولة وحكومة.

وتحت شعار «التعلم من المستقبل» تبدأ فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي بشرم الشيخ اليوم بمشاركة 13 رئيس دولة وملك إلى جانب عدد من رؤساء الوزراء والوزراء من 70 دولة إضافة لـ1400 من رجال أعمال وممثلين لمنظمات مجتمع مدني وهيئات ومنظمات دولية وممثلين لوسائل إعلام، إذ من المقرر أن يلقي كل من الرئيس المصري والعاهل الأردني والرئيس الأميركي كلمات في الجلسة الافتتاحية التي تسبق جلسة رئيسية مخصصة لمناقشة مستقبل الشرق الأوسط، إضافة لجلسة خاصة للقضية العراقية، إلى جانب قضايا أخرى منها آثار التضخم العالمي على دول المنطقة ومواقف النمو الاقتصادي في الشرق الأوسط مع إعطاء نظرة خاصة لدول الخليج.

ويشارك في ندوات عن منطقة الشرق الأوسط، سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني، وروبرت بارون وزير المالية الإسرائيلي، وروبرت سيري المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، والأمير أندرو، دوق يورك وممثل المملكة المتحدة الخاص للتجارة والاستثمار.

وتتناول ندوات منتدى شرم الشيخ قضايا المياه والسياحة ومستقبل الاستثمارات والطاقة في المنطقة إضافة إلى التوقعات المستقبلية في الشرق الأوسط والتنمية المستدامة والتضخم العالمي والارتفاع المتصاعد في أسعار الطاقة وأزمة الغذاء في العالم والتدهور البيئي، واتجاه بعض دول العالم لاستخراج الوقود من الحبوب.

وعلى هامش المنتدى يناقش وزراء التجارة العرب وسائل تعزيز التعاون الاقتصادي العربي وتنسيق المواقف في منطقة التجارة العربية إلى جانب وضع تصورات مشتركة لمواجهة أزمة الغذاء العالمية. ومنذ صباح أمس توافد إلى مطار القاهرة الدولي العديد من كبار المسؤولين والشخصيات الدولية من بينهم رئيس الوزراء الإثيوبي مليس زيناوي ورئيس البنك الدولي روبرت زوليك ورجال أعمال وممثلين لوسائل إعلام يمثلون نحو 70 دولة في طريقهم إلى مدينة شرم الشيخ للمشاركة في المنتدى الاقتصادي.

وأضاف أن الرئيس محمود عباس «قلق جدا في شأن لبنان ومصير حكومة السنيورة، وأنا كذلك». وتابع «من الواضح ان حزب الله الممول من ايران، لم يعد قادرا على الدفاع عن موقفه القائل بأنه يدافع ضد اسرائيل، منذ اللحظة التي انقلب فيها على مواطنيه».