المفتي قباني: شهر السلاح يهدم الوطن فوق رؤوس اللبنانيين

TT

أمل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني في «ألا يتكرر شهر السلاح في وجه اللبنانيين، كما حدث منذ اندلاع الأحداث الأخيرة في بيروت، لأن استخدام السلاح بين اللبنانيين يتناقض والعيش المشترك ويهدم الوطن فوق رؤوس اللبنانيين». كما أمل في «نجاح مؤتمر الحوار الوطني في الدوحة بالوصول إلى نتائج تطمئن اللبنانيين إلى يومهم وغدهم ومستقبل وطنهم». وكان قباني قد استقبل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر الذي قال عقب اللقاء: «أكدنا لسماحته أن لبنان الباقي هو لبنان المحبة، لبنان الوحدة. مرت على بلادنا صعاب عدة منذ أكثر من ثلاثين عاما. واللبنانيون أظهروا أنهم يريدون وحدتهم ومحبتهم بعضهم لبعض. وهذا ما نعول عليه دائما. الغيوم الصيفية تزول ويبقى الوطن إن شاء الله في مقوماته، فهو وطن الحرية والإنسان والحضارة وقبولنا بعضنا لبعض». وعن هدف الجولة التي يقوم بها على المراجع الروحية، قال: «هدفنا التواصل والمحبة. فنحن هنا في بيروت نعيش على أرض واحدة وفي وطن واحد. وقد تحدثنا عن محبة البطريرك (الماروني نصرالله صفير) لجميع أبناء بيروت ولجميع أبناء لبنان، وغبطته في الولايات المتحدة اليوم يعمل من أجل سلام لبنان أيضا». وعن توقعاته للحوار الوطني في قطر، قال: «نتوقع خيرا، فالناس في لبنان يحتاجون إلى سلام واطمئنان إلى غدهم. أولادنا يهاجرون بأعداد كبيرة، ولبنان يحق له أن يكون مرتعهم، وأن يكون له مستقبل زاهر. طبعا لبنان يدافع عن نفسه وحقوقه كأي بلد في العالم، لكن لبنان يريد الحياة ويحبها وله الحق فيها. شعورنا بأنهم سيوفقون في الدوحة». وعن امكان انتخاب رئيس للجمهورية، قال: «هذا ما أرجوه، فلبنان هو البلد الوحيد اليوم في العالم من دون رئيس. هذا لن يستمر إن شاء الله. لا نستطيع أن نقول أكثر من ذلك. نتمنى الوفاق وأن تأخذ المبادرة العربية مجراها للوصول إلى ما يريده جميع اللبنانيين». أما العلامة السيد علي الأمين الذي زار بدوره قباني، فقال: «بحثنا مع سماحته في الجرح الذي أصاب اللبنانيين جميعا والسبل والطرق للملمة هذه الجراح وطي هذه الصفحة السوداء، والسعي مجددا إلى ترسيخ الوحدة بين اللبنانيين عموما وبين المسلمين خصوصا. وقد وجدت لدى سماحته الحرص الشديد على معالجة هذه الأمور». وعما اذا كان لايزال يشغل منصب مفتي مدينة صور، قال: «ما قرأته في بعض الصحف وما سمعته من بعض وسائل الإعلام ليس له من أساس قانوني. إنما هي خطوة تشبه الخطوات التي اتخذتها قوى الأمر الواقع في بيروت وفي المجلس النيابي، وما فعلته من تعطيل لانتخابات رئاسة الجمهورية وغيرها من القوانين. ونحن نشهد بأن القادر على أن يفعل ما فعله في بيروت وأن يكون غطاء شرعيا لما جرى يمكن أن يصدر عنه قرار كهذا. وفي كل الأحوال المسألة ليست مسألة عناوين وألقاب، فنحن سنبقى نقوم بواجبنا الديني والوطني تحت العناوين والألقاب المختلفة. وما نراه في مصلحة أهلنا في الجنوب وفي الضاحية وفي البقاع وفي سائر المناطق اللبنانية، مصلحة الطائفة الشيعية هي في العيش المشترك وفي مشروع الدولة اللبنانية الواحدة. وليست مصلحتها في ما تقوم به الواجهة السياسية المدعومة من بعض المؤسسات الدينية في عزل هذه الطائفة داخل وطنها لبنان، وعزلها أيضا في وطنها العربي الكبير».