طالباني يثير تكهنات حول احتمال «توسيط» قطر بدعوته أميرها لزيارة العراق

أطراف سياسية عراقية لـ«الشرق الأوسط»: أزمتنا ليست كأزمة لبنان

TT

فيما وجه الرئيس العراقي جلال طالباني الدعوة إلى أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لزيارة العراق، مشيدا بـ«الجهود المباركة» التي بذلها للتوصل الى اتفاق لحل الأزمة اللبنانية، فسر مراقبون الخطوة على انها ربما تكون دعوة ضمنية للشيخ حمد للتوسط في الأزمة العراقية.

وقال بيان للدائرة الصحافية في هيئة الرئاسة العراقية، أمس ان طالباني وجه برقية إلى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، شاكراً مساعيه الحميدة في تحقيق بيان الدوحة التاريخي. وحسب وكالة الانباء الالمانية (د ب أ) ذكر طالباني في البرقية: «من صميم القلب نهنئكم على الجهود المباركة التي بذلتموها في إعانة الاشقاء اللبنانيين على توحيد كلمتهم والاتفاق على بيان الدوحة التاريخي». واضاف «ان ما ابديتموه من حكمة وحصافة قبل اجتماعات الدوحة وأثناءها كان له الفضل الاكبر في التوصل الى اتفاق يرضي جميع الاطراف، ويحفظ كيان الدولة اللبنانية، ويعزز الاستقرار فيها وفي المنطقة عموما، واغتنم الفرصة لاجدد الدعوة لسموكم لزيارة بلدكم الثاني العراق في الوقت المناسب».

واحدثت الدعوة التي اوحت برغبة في وساطة قطرية في الأزمة العراقية ردود فعل متباينة بين الفرقاء السياسيين العراقيين. وقال علي الاديب، القيادي في حزب الدعوة، وعضو الائتلاف في البرلمان لـ«الشرق الاوسط»، ان «الدعوة قد توحي بهكذا طلب (التوسط) وان كانت القضية العراقية مختلفة عن القضية اللبنانية». وأضاف «ان الازمة اللبنانية تم حلها بعد تقسيم ادوار معينة بين بعض الاطراف، فضلا عن وجود اتفاق دولي حول لبنان، لاسيما مع وجود اتفاق سابق مشابه (اتفاق الطائف)». وعن القضية العراقية وامكانية اشراك العرب في حلها، اكد «الحل يكون من خلال عقد اتفاقات دولية، لاسيما ان موضوع العراق معقد جداً والجانب الاميركي لايزال يستأثر بالملف الامني، ناهيك من وجود القوات المتعددة الجنسيات». من جهته، قال سليم عبد الله، عضو جبهة التوافق في البرلمان «في لبنان اتفقت الاطراف السياسية هناك على ان تتوصل الى حل، أما في العراق فاننا لم نصل الى هذا المستوى». وتابع «لا نمانع في مشاركة دولة عربية في حل الازمة العراقية من خلال تقديمها مقترحات او الضغط على اطراف معينة لاصلاح الوضع الراهن من دون ان تتجاوز في تدخلها». من جانبه نفى محمود عثمان، عضو التحالف الكردستاني في البرلمان، وجود علاقة بين دعوة امير قطر لزيارة العراق وبين الطلب منه التوسط في حل الازمة، وقال «العراقيون بشكل عام في الوقت الحالي يتفاهمون في ما بينهم افضل من ذي قبل». وتابع لا اعتقد أنهم يستطيعون حل الازمة العراقية ولا يوجد لقطر أي دور في العراق». واعتبر اسامة النجيفي، عضو القائمة العراقية في البرلمان، ان القضية العراقية وملابساتها اكبر من قابلية وقدرة قطر على حلها، مؤكداً «ان العراق محتل من قبل الاميركيين، مع وجود التدخل الايراني العميق وباشكال مختلفة، كلها امور لا تستطيع معها قطر ان تنجح في العراق كما نجحت في لبنان». واضاف «هناك عوائق حقيقية في الملف العراقي، ولكن من الممكن ان يكون هناك لقاء بين الجانبين (العراقي – القطري) ولكن ليس بمستوى حل ازمة». وقال ان «قسما من الاطراف السياسية في العراق غير مقتنع بواقع العراق، لاسيما مع وجود العديد من القضايا المختلف عليها، سواء الدستور أو الميليشيات أو العملية السياسية أو امورا اخرى تلزم الجميع بالتوصل الى اتفاقات، وبالتالي فان الواقع العراقي معقد جداً».