الجماعة الإسلامية في مصر: سلاح حزب الله يهدد توافق الموالاة والمعارضة في الدوحة

TT

حذرت الجماعة الإسلامية بمصر أمس من انهيار اتفاق الدوحة بين الموالاة والمعارضة في لبنان، بسبب استمرار وجود سلاح في يد طرف واحد ينفذ أجندة إيرانية سورية في لبنان. وقال قيادي بالجماعة إن إيران «تجامل أميركا في العراق وتدعي عداءها في لبنان».

للمرة الثانية خلال أسبوعين توجِّهُ قيادات بالجماعة الإسلامية بمصر انتقادات شديدة اللهجة لحزب الله اللبناني، محذرة في تعليق لها أمس حول اتفاق الموالاة والمعارضة في قطر، من تداعيات مستقبلية «تهدد الصيغة التوافقية التي توصلوا إليها في الدوحة»، قائلة إن حزب الله لن يتورع عن استخدام السلاح ضد خصومه السياسيين، لصالح إيران وسورية.

ورفضت الجماعة وصفا قالت إن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أطلقه في وقت سابق بأن ما يحدث في لبنان هو «تحرك ضد النفوذ الأميركي»، مؤكدة أن «الرئيس الإيراني ودولته وجيشه يتعاونون وينسقون على أعلى مستوى لتمكين الأمريكان وتثبيت أقدامهم في العراق».

وقال القيادي في الجماعة محمد يحيى، إن «إرادة الحكومة اللبنانية الشرعية انكسرت أمام جبروت حزب الله العسكري»، وإن «هذا الانكسار الحكومي ستكون له تداعياته المستقبلية ويهدد الصيغة التوافقية... لأن المعادلة مختلة وغير متوازنة وحزب الله لن يتورع عن استخدام السلاح في فرض أجندة إيران وسورية في لبنان».

وأضاف يحيى قائلاً إن المقاومة (اللبنانية) تحولت من عمل شريف مشروع مرتبط بمقاومة الاحتلال.. «إلى فزّاعة وعقدة أشد ضراوة وإرهاباً من عقدة السامية عند اليهود، وتحول سلاح المقاومة الذي كان في يوم من الأيام شريفاً عفيفاً، إلى أداة قتل وتخريب وإفساد»، وإن «إيران تعتبر لبنان خط القتال الأول مع الغرب... وسورية تعتبره جزاء منها وعمقا إستراتيجيا لها».

وأردف: كأن حزب الله يريد أن «يُلحق لبنان بالأمة الفارسية البائدة أو بالأمة الإيرانية الشيعية الإثني عشرية المتحفزة»، مشيراً إلى أن «ما أفسد أحوال لبنان هو وضعه كورقة في الصراع الأميركي الإيراني.. ولن تتورع إيران، عند الضرورة، عن بيع لبنان، وما هو أعز من لبنان، في سبيل تسوية ملفها مع الغرب».

وأوضح القيادي بالجمـــاعة الإسلاميــة التي توقفت عن استخدام العنف في مصر منذ أواخر التسعينيات، أن الرئيس الإيراني الذي وصف الأحداث الأخيرة في لبنان بأنها ليست حربا أهلية بل تحركا ضد النفوذ الأمير كي، هو وصف غير حقيقي، إذ «كان يجب على الرئيس الإيراني أن يكون أكثر لياقة من هذا.. لأنه هو ودولته وجيشه يتعاونون وينسقون على أعلى مستوى لتمكين الأميركان وتثبيت أقدامهم في العراق ويوفرون الحماية والدعم السياسي والأمني لكل عملاء أميركا هناك.. أليس هذا نشرا وتدعيما للنفوذ الأمريكي في العراق أم أن ما يحله لنفسه في العراق يحرمه علي غيره في لبنان؟ وهل يعقل أن يجامل وينافق أميركا في العراق ويدعي عداءها في لبنان».

يشار إلى أن الجماعة الإسلامية انتقدت بشدة في بيان لها استخدام حزب الله السلاح ضد معارضيه الأسبوع قبل الماضي، وقالت إن «أهل السنة يعلمون أن حزب الله لا يخدم الأجندة العربية والإسلامية في المقام الأول، ولكنه يخدم الأجندة الإيرانية».