عملية بيت حانون ترمي لخطف جنود إسرائيليين

شاحنة مفخخة بأربعة أطنان متفجرات تتقدمها سيارة «جيب» عسكرية

فلسطينيون يرفعون أمس أعلام حماس الخضراء أثناء مظاهرة للحركة قرب معبر كارني بين غزة وإسرائيل (أ.ب)
TT

أفاد الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي أن العملية التي نفذها الفلسطينيون عند معبر بيت حانون (ايرز) الفاصل بين شمال قطاع غزة وإسرائيل، صباح أمس، استهدفت خطف جندي اسرائيلي أو أكثر. وأن الصدفة لعبت دورا مركزيا في منع عملية خطيرة، إذ أن خللا فنيا أدى الى فشلها.

وكانت شاحنة مفخخة وسيارة جيب عسكرية قد تقدمتا من الجهة الفلسطينية لحاجز بيت حانون في الساعة السابعة من صباح أمس، وبشكل مفاجئ انفجرت الشاحنة على بعد 100 متر من المعبر، وانقلبت سيارة الجيب، وفي الوقت نفسه تم قصف المكان بقذيفتي هاون من الطرف الفلسطيني وقصف سيارة الجيب الفلسطينية من طائرة هليكوبتر اسرائيلية مقاتلة. وروى شهود عيان ان دوي الانفجار سمع من على بعد عشرة كيلومترات على الأقل، وان جميع المباني القائمة في المعبر تضررت من جرائه، بعضها تصدع وجميعها تحطم زجاجها. كما تضررت بعض البيوت في البلدات المحيطة بقطاع غزة. وقدرت قيمة الأضرار بعدة ملايين من الدولارات.

وحسب ناطق بلسان «سرايا القدس» ـ الجناح العسكري لحركة «الجهاد الاسلامي»، فإن «هذه عملية استشهادية نفذتها السرايا بالتعاون مع «كتائب شهداء الأقصى» التابعة لحركة فتح، وسقط فيها ابراهيم نصر، 23 عاما، وهو عنصر جهادي من سكان مخيم البريج وسط قطاع غزة». وقال الناطق ان هذه العملية تأتي «في اطار تلقين العدو الصهيوني درسا، حيث ان الشعب الفلسطيني لا يمكن ان يسكت عن ممارساته العدوانية رغم محادثات التهدئة». وأضاف ان سيارة الجيب العسكرية التي رافقت الشاحنة المفخخة انقلبت نتيجة لخلل فني، بسبب الضباب الكثيف.

وأما في اسرائيل، فاعتبروا هذه العملية خطيرة للغاية. وقالوا ان العملية استهدفت تدمير المعبر وأبنية الجيش الاسرائيلي فيه واستغلال الفوضى والقصف المدفعي من أجل خطف جندي اسرائيلي أو أكثر. وأعرب الناطق الاسرائيلي عن تقديره بأن كمية المتفجرات في الشاحنة المفخخة بلغت 4 أطنان. واعترف الناطق بأن الصدفة هي التي أنهت هذه العملية الى ما انتهت به، من دون خسائر في الأرواح بين الاسرائيليين. فقد انفجرت الشاحنة على بعد 100 متر من المعبر لأسباب غير معروفة. وانقلبت سيارة الجيب أيضا للسبب نفسه. وقال ان سبب عدم الكشف عن الشاحنة قبل وصولها، يعود الى كثافة الضباب في تلك الساعة، «حيث لم يكن بالامكان أن ترى شيئا عن بعد متر واحد». وحرص الناطق الاسرائيلي على القول ان المتضرر الأساس من هذه العملية هم الفلسطينيون أنفسهم. وأضاف: «هذا المعبر كان يستخدم لنقل العمال الفلسطينيين الى العمل في اسرائيل، فأوقفنا عملهم بسبب عمليات سابقة. وصار يستخدم للمؤسسات الدولية والدبلوماسيين الذين يطلبون الدخول الى القطاع للاطلاع على أوضاع سكانه، وهذه العملية اليوم ستؤدي الى اغلاق المعبر الى حين تصليح الأضرار. ومن هذا المعبر يدخل أيضا المرضى الفلسطينيون الذين يأتون الى اسرائيل لتلقي العلاج، والآن لن يتاح لهم الدخول». وإثر هذه العملية، اقتحمت قوة عسكرية راجلة، تساندها آليات ودبابات بغطاء من طائرتي هليكوبتر، منطقة حجر الديك شرق مخيم البريج وسط غزة، واعتقلت عددا من المواطنين. وأطلقت باتجاهها النيران، فردت عليها بشكل عشوائي، مما أدى الى مقتل المواطن محمد البحابصة، 62 عاماً. من جهة أخرى، أعلنت إسرائيل عن قتل متسلل وجرح آخر، تسللا الى اسرائيل من سيناء المصرية. وقالت إن عمليات التفتيش والتحقيقات دلت على انهما تسللا لتنفيذ عمليات عدائية، ولكنهما كانا يحملان كمية قليلة من المخدرات. وفي الضفة الغربية، أجرت قوات الاحتلال الاسرائيلي عدة عمليات اعتقال طالت عددا من نشطاء «حماس» في بلدة عرابة بمنطقتي جنين ومنطقة نابلس.