ثناء مرشد إخوان مصر على بن لادن يثير استياء رجال دين وسياسيين

TT

أثار ثناء مرشد الإخوان بمصر مهدي عاكف، على تنظيم القاعدة استياء رجال دين وسياسة، خاصة ما قاله في تصريحات صحافية حول أسامة بن لادن من أن زعيم تنظيم القاعدة مخلص في جهاده، وأنه يؤيد ما يقوم به ضد المحتل. وقال الدكتور عبد المعطي بيومي أستاذ الشريعة وعضو مجمع البحوث الإسلامية لـ«الشرق الأوسط»: «أستغرب أن يصرح (مرشد الإخوان) بهذه التصريحات لأن أسامة بن لادن لكي يكون مجاهداً لا بد أن يكون في ميدان القتال بعيدا عن المدنيين في المدن الأخرى.. حتى في ميدان القتال ينهانا نبي الإسلام عن قتل طفل أو امرأة أو شيخ وينهانا عن حرق الزرع أو التعرض لراهب في صومعة.. عمليات أسامة بن لادن تجري بعيدا عن ميدان القتال، تقتل الأبرياء في لندن أو مدريد أو أميركا، ولا تفرق بين من يساعد إسرائيل وبين من لا يساعدها».

وأبدت أستاذة الفلسفة الإسلامية الدكتورة آمنة نصير، دهشتها مما ذهب إليه مرشد الإخوان قائلة إن «الجهاد الجاد يكون بتخطيط وقول مسؤول، وفيه حقيقة العمل والتوجه.. أسامة بن لادن يعمل في واد لا يقدم ولا يؤخر، هل المجاهد هو من يقبع في جبال أفغانستان.. إذا كان (مرشد الإخوان) يريد أن يعتبر أن بن لادن تنازل عن جمال الدنيا وعن رفاهيتها وقبع في أدغال أفغانستان يعده من المجاهدين هو حر.. أريد أن أقول إن هشاشة المجتمع العربي تجعله يبحث عن أي صرخة رعناء يقوم بها هذا أو ذاك.. أقول للجميع أفيقوا، ما يفعله أسامة بن لادن صراخ بلا روية وبلا نضج وبلا فعل على أرض الواقع».

وقرر وكيل لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري محمد خليل قويطة بحث إمكانية مساءلة الحكومة حول تصريحات مرشد الإخوان، باعتبار أن لها تأثيراً على السياسية الخارجية المصرية، من «فصيل سياسي (الإخوان) يتستر باسم الدين، وله تأثير على محاولات نقوم بها (بالبرلمان) لإقناع العالم بالفرق بين الجهاد الحقيقي في مقاومة المحتل الغاصب، وبين الإرهاب الذي يقوم به تنظيم القاعدة».

وقال زعيم الأغلبية في البرلمان المصري، الدكتور عبد الأحد جمال الدين، لـ«الشرق الأوسط» إن «بن لادن أعطى أعداء الإسلام الفرصة لتشويه صورة الإسلام»، رافضاً الوصف الذي أطلقه عليه مرشد الإخوان بأنه (بن لادن) مجاهد لا يشك في صدق مقاومته الاحتلال».

وأجرت «الشرق الأوسط» اتصالات على هواتف المرشد ونائبه، للتعليق، لكن لم يرد أي منهما حتى مساء أمس، فيما قال عضو بمكتب إرشاد جماعة الإخوان، وهو أعلى هيئة بالجماعة التي تتعامل معها الحكومة المصرية باعتبارها جماعة محظورة، إنه لم يطلع على حديث المرشد، وأنه يشك في أن يكون قد أثنى على تنظيم القاعدة وزعيمه.