مقاتلات إسرائيلية تهدد بإسقاط طائرة بلير.. بعد أن عجز طاقمها عن الاتصال ببرج المراقبة

بسبب الاعتقاد بأنها قد تنفذ هجوما إرهابيا

TT

لحظات وكاد رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير يقتل، بعد تهديد مقاتلتين إسرائيليتين بإطلاق النار على طائرة خاصة كانت تقله إلى مؤتمر عن الشرق الأوسط، بسبب الاعتقاد بأن الطائرة قد تنفذ هجوما إرهابيا. وفي نفس الوقت قللت مصادر إسرائيلية، أمس، من شأن حادثة اعتراض طائرة مبعوث الرباعية الدولية، توني بلير، يوم الأربعاء الماضي. وقال ناطق عسكري ان المسألة مجرد سوء تفاهم انتهى على خير. ومثل هذه الحوادث تقع باستمرار. وقال ان الدفاعات الجوية الإسرائيلية متيقظة تماما على مدار الساعة ولا تسمح لأية طائرة مشبوهة بدخول المجال الجوي الإسرائيلي. وهي تقيم اتصالات دائمة مع شركات الطيران في العالم، وأسلحة الجو في الدول الصديقة، بهدف اطلاعها على المحاذير الإسرائيلية الصارمة في حماية أمنها الجوي.

وكانت المقاتلتان الحربيتان قد تحركتا بسرعة لاعتراض طائرة بلير، بعد أن عجز طاقمها عن الاتصال ببرج المراقبة. وكان بلير، مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط، في طريقه من منتدى دافوس الاقتصادي بمنتجع شرم الشيخ المصري، إلى مدينة بيت لحم الفلسطينية لحضور مؤتمر عن استثمارات القطاع الخاص، حسبما ذكر تقرير في صحيفة «التايمز» البريطانية امس. وكانت المقاتلتان الإسرائيليتان اللتان ستستخدمان لاعتراض طائرة بلير من طراز «إف 16» أو «إف 15» ويمكنهما إطلاق صورايخ جو ـ جو من نوع «بيثون» و«شفرير». يذكر أن صواريخ «شفرير 2» قد استخدمت في الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973 وتسببت في إسقاط نحو 100 طائرة. وكانت أبراج المراقبة قد سجلت اقتراب طائرة مشبوهة إلى المجال الجوي الإسرائيلي، قادمة من شبه جزيرة سيناء الاثنين الماضي وحاولت الاتصال بها عدة مرات، وعندما لم يستجب الطيار لمحاولات الاتصال، تحركت مقاتلتان إسرائيليتان لاعتراضها، خشية أن يكون هناك هجوم إرهابي، حسبما ذكرته صحيفة «التايمز» البريطانية. حلقت المقاتلتان فوق الطائرة التي تقل بلير لتظهر للطيار أنهما يتعاملان مع الطائرة كهدف مشتبه فيه، وفي هذه اللحظة تمكن الطيار من إجراء الاتصال، ووضح لهم الأمر. وخلال هذه الحادثة، لم يخبر الطيار بلير، الذي كان معه بعض المندوبين القادمين من المنتدى الاقتصادي العالمي، بما يحدث. وقالت روتي وينترستين، وهي المتحدثة باسم مكتب بلير: «لم يكونوا على علم بالأمر عندما كانوا في الطائرة، ولم يسمعوا عن الأمر حتى سمعوه من وسائل الإعلام»، حسبما ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية امس. وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي، إن الجيش لن يعلق على الحادثة، ولكن مصدر أمني آخر قال إن مثل تلك المناورة تحدث في هذه الظروف. وتعيش القوات الإسرائيلية في حالة استنفار بسبب تهديدات من هجمات تأتي من منطقة سيناء، منذ أن هدمت حماس الجدار الموجود على الحدود المصرية قبل 5 أشهر، وتمكن الناس من الدخول والخروج من قطاع غزة المحاصر لمدة أسبوع. كما ان سيناء شهدت بعض الهجمات لإرهابيين لهم صلة بتنظيم «القاعدة» على فنادق في الأعوام الأخيرة. وقالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية إن التحقيقات الأولية في الحادث تشير إلى عطل فني تسبب في تعطل الاتصال، وأشارت إلى نظم جديدة تم تركيبها في الأشهر الأخيرة لتحديد هوية الطائرات المشتبه فيها. وقد قامت المقاتلات الإسرائيلية بالعديد من المناورات المشابهة لتوقيف مهاجمين محتملين. ويهدف المؤتمر الذي سيعقد في بيت لحم إلى جذب مليار جنيه إسترليني للمساعدة في النهوض بالاقتصاد الفلسطيني، وهو محور رحلة بلير للمنطقة. ومن المتوقع أن يحضر إلى هذا المؤتمر أكثر من ألفي مندوب ومستثمر محتملين. وقد رحب الكثيرون بهذا المؤتمر ووصفوه بأنه خطوة إيجابية تجاه بناء دولة فلسطينية قابلة للبقاء.