منح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمس في حفل تدشين المشاريع الاقتصادية في الجبيل، عبد الله سليمان الحمدان وشاح الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى، وقدم الوشاح لأبنائه.
ويأتي التكريم، في ظل احتفال شركة ارامكو السعودية بيوبيلها الماسي، حيث يتذكر قطاع النفط السعودي عبد الله السليمان، الذي وقع بأمر من الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، اتفاقية الامتياز المشهورة بين الحكومة السعودية وشركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا (سوكال) التي تعرف اليوم باسم «شيفرون»، في 29 مايو 1933 (4 صفر 1352هـ)، وأسفر الاتفاق عن وصول الجيولوجيين الأميركيين للتنقيب عن الزيت في السعودية، ليبدأ التنقيب عن النفط على الساحل الشرقي، ومن ثمّ اكتشافه بكميات تجارية، واكتشاف مخزون هائل من البترول.
عبد الله السليمان الحمدان أول سعودي يحمل لقب وزير، الذي تسمى به عند توليه مديرية المالية العامة سنة 1925. ولد (ابن سليمان) كما كان يعرف، سنة 1887 (1305 هـ) في عنيزة وتتلمذ على أيدي مشايخها، بينهم الشيخان عبد الله بن مانع وصالح العثمان القاضي، وكان زميله لفترة هذه الدراسة الشيخ محمد بن عبد العزيز المانع العالم المشهور الذي تولى نظارة المعارف السعودية في ما بعد اشتغل بالتجارة، وسافر إلى الهند ودول الخليج، لكنه استقرّ في الرياض سنة 1913 (1331 هـ)، واتصل بالملك عبد العزيز سنة 1917 (1338هـ)، بعد أن أناب عن أخيه محمد الذي كان كاتباً لدى الملك المؤسس، فأوكل إليه الشؤون المالية، وفي سنة 1927 (1346هـ) تم إنشاء (مديرية المالية العامة) في مكة المكرمة، وأوكلت لابن سليمان مسؤولية إدارتها، وأصبح منذ ذلك الوقت يلقب بـ (الوزير) قبل أن تعرف البلاد التشكيلات الوزارية المعروفة اليوم، فكان أول من حمل هذا اللقب. وكانت الوزارة تضم آنذاك كافة قطاعات الشؤون الاقتصادية وليس المالية فحسب، حيث كانت تشمل قطاع التجارة والصناعة، وبعدها بسنة سمي وزير المالية وحصل ابن سليمان في عام 1932 (1351هـ) وهي سنة توحيد المملكة، على لقب (معالي الوزير)، وبعد ذلك بسنتين صدرت أول ميزانية رسمية نظامية حسب نظام مجلس الوزراء من وزارة المالية التي كان هو وزيرها. وتوفي ابن سليمان سنة 1966 (1385هـ).