باريس ترجح انتقال السنيورة إلى البنك الدولي في حال تكليف الحريري رئاسة الحكومة اللبنانية

كوشنير في بيروت الأحد مستبقا ساركوزي

TT

يتوجه وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الى بيروت غدا لحضور جلسة انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية والاستماع لخطاب القسم الذي سيليه.

وقالت الناطقة باسم الخارجية باسكال اندرياني إن الوزير الفرنسي تلقى دعوة من رئيس مجلس النواب نبيه بري للذهاب الى بيروت، فيما يبدو أن الرئيس ساركوزي، وفق ما قاله مصدر في الرئاسة، «ينوي» زيارة العاصمة اللبنانية في الأيام أو الأسابيع المقبلة والارجح خلال شهر يونيو (حزيران) المقبل. وستكون زيارة بيروت، بحسب الخارجية الفرنسية «مناسبة لإجراء سلسلة من اللقاءات» مع المسؤولين السياسيين اللبنانيين. وقالت مصادر فرنسية رسمية إن زيارة ساركوزي إلى لبنان ستتم إما بمناسبة زيارته للشرق الأوسط (حيث من المقرر أن يكون في إسرائيل ثم في الأراضي الفلسطينية المحتلة ابتداء من 22 الشهر المقبل)، أو قبل ذلك التاريخ. ويريد قصر الأليزيه أن يعطي الرئيس اللبناني الجديد الوقت الكافي لـ«يستقر» ويباشر مهامه الرئاسية.

وفي هذا السياق، كشفت المصادر الفرنسية أن رئيس الحكومة الحالية فؤاد السنيورة «يجري اتصالات» مع البنك الدولي الذي «من المرجح أن ينتقل اليه بعد انتهاء مهامه الحكومية» ما يعني أن رئاسة الحكومة ستذهب على الأرجح لرئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري. لكن باريس تبقى «متحفظة» باعتبار أن الأمور ما زالت مرهونة بالاستشارات النيابية وبنوعية العلاقات داخل «المستقبل» وتيار «14 آذار».

وفي سياق آخر، تفيد المصادر الفرنسية بأن باريس «شعرت بالارتياح» إزاء مضمون اتفاق الدوحة إذ ترى أنه «أفضل الممكن» بعد المعارك الأخيرة، وترى أن «العبرة في التنفيذ» إذ أن «الاتفاق شيء وتنفيذه عمليا وميدانيا شيء آخر». وأفادت باريس بأن الجانب الفرنسي كان «خائفا على سلامة سعد الحريري ووليد جنبلاط» إبان الأحداث الأخيرة.

وترفض المصادر الفرنسية الخوض اليوم في ما سيكون عليه الموقف الفرنسي من دمشق التي رهنت نوعية علاقاتها المستقبلية معها بالموقف السوري من الانتخابات الرئاسية اللبنانية وبطبيعة الدور الذي تلعبه دمشق بشأنها. وترى هذه المصادر أنه «من المبكر» الخوض في الموضوع مع اعتبارها أن «الأمور (أي تصرف دمشق) تسير بالاتجاه الصحيح» وأنه يتعين أن تأخذ باريس ذلك في الاعتبار لجهة إعادة دراسة علاقاتها مع سورية. وزار السفير ألان لوروا المكلف متابعة ملف الاتحاد المتوسطي دمشق أخيرا لتناول الوضع مع المسؤولين السوريين ولدعوة الرئيس الأسد للمشاركة في القمة المتوسطية في 13 يوليو (تموز) المقبل. ورجحت مصادر سياسية أن يسهل انتخاب الرئيس اللبناني ومفاوضات السلام السورية ـ الإسرائيلية مشاركة الرئيس السوري في القمة المذكورة رغم دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي. أما التخوف الفرنسي الرئيسي فيتناول مستقبل المحكمة الدولية ومدى استجابة الجانب اللبناني للتعاون معها في حال تغيرت موازين القوى السياسية في البلد وإذا ما تبين أنها ستثير مجددا انقساما حادا بين اللبنانيين.