مبارك يهنئ سليمان وواشنطن تتطلع إلى استمرار العلاقة الجيدة مع الحكومة الجديدة

اللبنانيون يزدادون تفاؤلا بالحل السياسي المصنوع في الدوحة.. وحزب الله يتمنى أن تتعزز الوحدة الوطنية في عهد الرئيس الجديد

TT

يرتفع منسوب تفاؤل اللبنانيين بالحل السياسي الذي اقرته «وثيقة الدوحة» كلما اقتربوا من الساعة المحددة لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، وهي الخامسة عصر غد الاحد، ويتقاطع تفاؤلهم مع التأييد الاقليمي والدولي للحل واختيار سليمان رئيساً توافقياً.

وقد تلقى «الرئيس» سليمان، امس، اتصالاً من الرئيس المصري حسني مبارك هنأه فيه باتفاق الدوحة، كما تلقى اتصالا من نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان ومن رئيس كتلة نواب حزب الله محمد رعد الذي قال: «هنأناه وتمنينا ان يسود في عهده الاستقرار وتتعزز الوحدة الوطنية».

وفي معرض تداول الوضع اللبناني تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري امس رسالة من رئيس مجلس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني اكد له فيها «ان امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني سوف يتابع الجهود لانجاح اتفاق الدوحة». واعتبر بري هذه الرسالة «ردا على بعض التصريحات التي تصف الاتفاق بأنه هدنة موقتة وليس حلا».

وبعد ظهر امس، استقبل بري القائمة بأعمال السفارة الاميركية ميشيل سيسون التي صرحت اثر اللقاء: «ان الولايات المتحدة تقدر الجهود الكثيرة التي بذلها الرئيس بري من اجل حل الازمة السياسية، ونحن نرحب باتفاق الدوحة كذلك بدعوة الرئيس بري مجلس النواب الى انتخاب رئيس الجمهورية في 25 مايو (ايار) الحالي هذا الاحد».

واضافت: ان الولايات المتحدة ترحب بالاتفاق الذي توصل اليه الرئيس بري والقيادات اللبنانية الاخرى في الدوحة. ونرى ان هذا الاتفاق خطوة ايجابية لتعزيز الديمقراطية في لبنان، واكدت ان «الولايات المتحدة تدعم الحكومة اللبنانية على بسط كامل سلطتها على كل الاراضي اللبنانية. ونحن نتطلع الى استمرار العلاقة الجيدة مع الحكومة الجديدة». وختمت: «لقد بحثنا انا والرئيس بري في حث الولايات المتحدة لكل القيادات اللبنانية على تطبيق اتفاق الدوحة بكل بنوده وبما يتوافق مع المبادرة العربية وايضا مع قرارات الامم المتحدة».

وبدوره قال مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ان «امن اللبنانيين يجب ان يكون في يد الدولة فقط وليس في ايدي الجهات الحزبية التي تخرج الى الشارع في كل مرة لارهاب الناس وترويعهم وازهاق ارواحهم واتلاف ممتلكاتهم، وخصوصا بعد اتفاق الدوحة الذي يعيد الى اللبنانيين آمالهم واطمئنانهم بإمساك الدولة بزمام امورهم».

أما الشيخ قبلان الذي هنأ سليمان فدعاه الى «حل المشكلات بالتواصل والتشاور مع الجميع... ونحن نبارك انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية لنقول له ان لبنان وشعبه وارضه ومقدساته امانة، وعند قسم اليمين تذكر الفقراء والمعوقين والمرضى والمصابين فيكونوا عند اهتمامك». وخلص الى المطالبة بحكومة «نزيهة لم تغمس يدها بالدم، ولا في شحن النفوس بالضغائن».

وعرض رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي للاوضاع مع لجنة المتابعة المنبثقة من لقاء الفاعليات والقيادات الطرابلسية التي يرأسها مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار.

ورحب ميقاتي بالاتفاق اللبناني وبانتخاب سليمان رئيساً الا انه رأى «ان بعض ما تم التوصل اليه سواء في طريقة ادارة الحكم وتشكيل الحكومة وتوزيع الحقائب الوزارية او تكريس قانون الانتخاب على اساس طائفي يشكل خروجا على روحية اتفاق الطائف»، داعيا الى العمل لانجاز «تسوية متكاملة تنطلق من حسن تنفيذ اتفاق الطائف بأكمله والتمسك بروحيته».

ورحبت الكتلة الشعبية النيابية التي يرأسها النائب الياس سكاف بنتائج مؤتمر الحوار اللبناني وأيدت الاتفاق النهائي. وأمل عضو كتلة «المستقبل» النائب نبيل دوفريج ان «تكون المرحلة المقبلة مرحلة ازدهار لان الشعب لم يعد قادرا على التحمل» وتطرق الى موضوع قانون الانتخاب معتبرا ان «لا قانون الـ 60 ولا قانون التسوية هو افضل قانون يمثل الشعب».

ورأى النائب السابق نسيب لحود (قوى 14 آذار) ان اتفاق الدوحة «شكل بارقة امل للبنانيين بعد الاحداث الخطيرة التي وقعت اخيرا في بيروت والجبل ومناطق اخرى، وفرصة جدية لاستيعاب الازمة المتصاعدة منذ 18 شهرا». واضاف: «ان احياء المؤسسات الدستورية بدءا من فتح البرلمان وانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية .. هو حجر الاساس في مسيرة اعادة الامور الى نصابها عبر حكومة الوحدة الوطنية التي ستكون مؤتمنة على تنفيذ بنود هذا الاتفاق والاشراف على بلسمة الجراح وبناء الثقة بين اللبنانيين».