البوليساريو ينتقد مقارنة مشروع الحكم الذاتي في الصحراء بأرخبيل الكناري الإسباني

TT

انتقد أحمد بوخاري، ممثل جبهة البوليساريو لدى الأمم المتحدة في نيويورك، مقارنة صيغة الحكم الذاتي المقترح للصحراء، بوضعية أرخبيل الكناري، الذي تتمتع حكومته المستقلة بصلاحيات واسعة في مجال تدبير الشأن المحلي، في إطار السيادة الإسبانية.

ووصف بوخاري، في تصريحات تناقلتها بعض الصحف الإسبانية امس، المقارنة بين الحالتين، بأنها غير ملائمة وليست مستساغة، وشبهها في أسلوب ساخر، بمن يضع الحذاء في حافري فرس، ليقول بعدها إنه يمشي. واعتبرت الإشارة الساخرة، ردا غير مباشر، على تصريحات مفوضة الشؤون الخارجية في حكومة الأرخبيل، إيلسا كاساس، التي وصفت المقترح المغربي بخصوص الحكم الذاتي في الصحراء، بالشجاع، مضيفة أنه على الرغم من كون الحكومة المستقلة تلتزم الحياد التام في نزاع الصحراء، فإنها تتمنى أن يكون التفاوض والحوار بين الأطراف المعنية، وسيلة لإيجاد حل له، معربة عن استعداد حكومة الإقليم الإسباني، لكي تضع رهن إشارة المتفاوضين، جميع الوثائق والمستندات التوضيحية، التي أفضت في النهاية إلى صيغة الحكم الذاتي المطبقة في أرخبيل الكناري، على غرار المناطق الإسبانية الأخرى ذات الوضعية المماثلة.

وفي هذا السياق، اكتفى بوخاري معلقا على موقف حكومة (الكناري)، من دون أن يذكرها بالاسم، بالقول إنه يوجد دائما في الإقليم حكام ينقصهم بعد النظر، ويركزون أبصارهم على جيوبهم، مثلما يوجد آخرون لهم نظرة إستراتيجية على المدى البعيد، تقوم من وجهة نظره، على أساس تأييد قيام «دولة صحراوية»، في الضفة الأخرى للمحيط الأطلسي.

وكان أعضاء من المجلس الملكي لشؤون الصحراء، الذي يرمز له بالفرنسية باسم (كوركاس)، ونواب في البرلمان المغربي، يمثلون الأقاليم الصحراوية، قد زاروا أخيرا، أرخبيل الكناري، وأجروا سلسلة محادثات مع رئيس وأعضاء الحكومة المحلية، ورؤساء البلديات الكبرى، شرحوا خلالها لمحاوريهم السياسيين وللرأي العام، أبعاد المقترح المغربي الذي اعتبروه مخرجا واقعيا ومثاليا للنزاع، الذي دام أكثر من ثلاثة عقود، ما زاد في معاناة اللاجئين الصحراويين الموجودين في مخيمات تندوف (جنوب غرب الجزائر).

ويبدو أن جبهة البوليساريو، انزعجت من اقتحام المغرب لمناطق كانت تعتبرها الجبهة في الماضي، ساحة فسيحة وحكرا عليها، تتحرك فيها وحدها، وكما تشاء، تشن منها حملات إعلامية ضد الرباط. يذكر أن المغرب اعترف أكثر من مرة بأنه استوحى في صياغة مشروع الحكم الذاتي للمحافظات الصحراوية، الذي عرضه على الأمم المتحدة، نموذج التجربة الإسبانية الناجحة في مجال الحكم الذاتي، الذي ينص عليه الدستور الإسباني. فقد درس الخبراء المغاربة الذين صاغوا الوثيقة، مختلف التجارب الإسبانية، بما فيها المناطق تلك التي تنحو نحو مزيد من الاستقلال عن الحكومة المركزية في مدريد، لدرجة أنها مثل حكومة إقليم كتالونيا، تطالب بأن تكون لها تمثيليات شبه دبلوماسية في الخارج، لكن هذا المطلب لم يحظ بالمساندة من طرف الطبقة السياسية في إسبانيا، على اعتبار أنه يمكن أن يوقع السياسية الخارجية للبلاد في مآزق دبلوماسية مع الدول الأجنبية. وترتبط الرباط حاليا، بعلاقات تعاون واسعة وخاصة في المجال الاقتصادي، مع ثلاث حكومات مستقلة، في كل من جزر الكناري، القريبة جدا من الجنوب المغربي على الضفة الأخرى للمحيط الأطلسي، وكذا في إقليمي كتالونيا والأندلس. وتتنافس الحكومات الثلاث فيما بينها على السوق المغربية، بالنظر إلى عامل القرب الجغرافي والفرص المتاحة للاستثمارات الخارجية.