مسؤول عراقي: لا نقبل وصاية من أحد وعلى طهران ألا تحملنا وزر مشاكلها

ردا على انتقادات رجل دين إيراني حول الاتفاقية بين العراق وأميركا

TT

سخر مسؤول حكومي عراقي بارز من تصريحات رجل دين إيراني تحدث فيها حول ما أطلق عليه «اتفاق أمني سيوقع بين العراق والولايات المتحدة الأميركية».

وقال المسؤول الحكومي العراقي لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس، ان ما قيل على لسان رجل الدين الايراني «مجرد أكاذيب»، نافيا ان يكون «العراق قد وقع أي اتفاق أمني مع الولايات المتحدة الاميركية حتى الآن».

واضاف المسؤول الحكومي، الذي فضل عدم نشر اسمه، قائلا، ان «كل ما هناك هو مجرد مفاوضات تجري بين العراق واميركا لتوقيع اتفاقية بين بلدين مستقلين صاحبي سيادة كاملة ولإقامة علاقات اقتصادية وثقافية وسياسية طويلة الأمد تضمن احترام سيادة وحقوق العراق».

ونفى المسؤول الحكومي العراقي بشدة أن الاتفاقية «ستتضمن استهداف او الهجوم على اية دولة جارة او غير جارة انطلاقا من الاراضي العراقية، وليس في تخطيطنا ان ينطلق أي عدوان او هجوم من اراضينا على الغير، وكل اتفاقياتنا مع اية دولة كانت تقوم على أساس الاحترام المتبادل بين الطرفين».

وكان رجل الدين الايراني المحافظ آية الله احمد خاتمي قد ندد بشدة في خطبة صلاة الجمعة باتفاق أمني ستوقعه الحكومة العراقية والولايات المتحدة ويتناول وجود القوات الاميركية في العراق.

وقال احمد خاتمي، الذي نقلت الاذاعة خطبته، إن هذا الاتفاق يؤكد ان «المحاكم العراقية لا تستطيع محاكمة العسكريين الاميركيين وموظفي الشركات التي تعمل لحساب الجيش الاميركي»، حسبما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وأوضح أن الاتفاق يقضي ايضا بأن «تحتفظ القوات الاميركية بإشرافها لمدة عشر سنوات على وزارتي الدفاع والداخلية وعلى المخابرات. ويمكن ان يكون لها سجون خاصة في العراق».

وأضاف خاتمي ان الاتفاق يسمح للقوات الاميركية بشن هجمات من العراق على «أي بلد يدعم مجموعات ارهابية». واعتبر ان هذا الاتفاق «استعباد بلا نهاية وأسوأ مهانة وإذلال، وأي يد توقع على مثل هذا الاتفاق ستعتبرها ايران خائنة للاسلام والشيعة والشعب العراقي».

وقال المسؤول الحكومي العراقي البارز، ردا على خاتمي «ان الحديث عن وصاية اميركية او غير اميركية هي مجرد مغالطات لا صحة لها ومقصودة»، مشددا على ان «العراق بوضعه الجديد لم ولن يقبل اية وصاية او قيمومة من أي كان، واننا نطور امكانياتنا العسكرية إيجابيا ونرى ان البلد بحاجة الى وجود القوات الاميركية في الوقت الراهن لردع الارهاب وصد الاطماع الخارجية التي تتربص ببلدنا وشعبنا».

وأشار المسؤول الحكومي الى ان «توقيع اية اتفاقية او وجود أي قوات هو شأن عراقي خالص ولا نقبل بوصاية من أحد، فالعراقيون وطنيون وحريصون على بلدهم وسيادتهم ومستقبل بلدهم ولا نقبل بأية طروحات او وصاية تتعارض مع قواعد حسن الجوار والحفاظ على سيادتنا».

وقال المسؤول الحكومي العراقي، مخاطبا ايران «نذكر الاخوة في الجارة ايران بألا يحملوا العراق والعراقيين وزر مشاكلهم مع الآخرين، فلدينا ما يكفي من المشاكل ونحن قادرون على حلها بأنفسنا ان شاء الله».

وأوضح المسؤول الحكومي قائلا «اننا في حالة توصلنا لأي اتفاق ومن أي نوع ومع أي دولة، فسوف نعرضه على المجلس السياسي للأمن الوطني وعلى مجلس النواب (البرلمان) العراقي ونعلن نقاطه لأبناء شعبنا قبل ان نوقعه».

وتتفاوض الولايات المتحدة والعراق حاليا على اتفاق يطلق عليه «ستيتوس اوف فورسس اغريمنت» يهدف الى اعطاء اسس شرعية لوجود القوات الأميركية على الاراضي العراقية الى ما بعد 31 ديسمبر (كانون الاول) عندما ينتهى مفعول قرار الامم المتحدة الذي ينظم حاليا وجودها.

وتؤكد ايران دعمها للحكومة العراقية التي شكلها الشيعة الذين كانوا حلفاء لإيران في عهد صدام حسين.

وتتهم الولايات المتحدة بانتظام ايران بدعم المجموعات الشيعية المعادية للحكومة العراقية ولاسيما ميليشيات جيش المهدي التابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، وذلك بتزويدها بالأسلحة وتدريبها، الامر الذي تنفيه طهران.