انخفاض في قدرات نتنياهو للفوز برئاسة الحكومة الإسرائيلية مقابل لفني

TT

دلت استطلاعات الرأي التي نشرت في إسرائيل، أمس، على ان حزب الليكود المعارض برئاسة بنيامين نتنياهو، ما زال صاحب أكبر احتمالات للفوز بالحكم وتشكيل الحكومة القادمة في حالة تبكير موعد الانتخابات، ولكن هذه الاستطلاعات أشارت أيضا إلى انخفاض ملموس في شعبيته. وقد حسبت هذه الاستطلاعات ان ايهود أولمرت، رئيس الوزراء الحالي، سيخرج من دائرة التنافس الانتخابي، على اعتبار ان الشرطة ستقدم لائحة اتهام ضده بتهمة تلقي الرشوة وانه سيضطر الى الاستقالة. ففي حالة تولي تسيبي لفني قيادة حزبه «قديما»، يفوز الليكود بـ 24 مقعدا فقط، بينما قبل أسبوعين أشارت استطلاعات الرأي الى احتمال فوزه بـ 26 مقعدا وقبل سنة أعطي الليكود 34 مقعدا. وجاء في الاستطلاعات ان حزب «قديما» برئاسة لفني سيحصل على 21 مقعدا (له اليوم 29 مقعدا)، بينما حزب العمل برئاسة وزير الدفاع، ايهود باراك، سيهبط الى 16 مقعدا. مما يعني ان «قديما» لن يتحطم. وان الجمهور يريد معاقبة أولمرت شخصيا وليس حزبه. وعندما سئل الجمهور عن أية شخصية سياسية في اسرائيل هي الأكثر ملاءمة لرئاسة الحكومة، حصلت لفني على نفس نسبة نتنياهو (30%)، بارتفاع يبلغ 12% عن نتائج الشهر الماضي.

وقد بعثت هذه النتائج التفاؤل في «قديما». ورأت بعض الأوساط فيه انه إذا توحدت صفوف القيادة في هذا الحزب وسلم المتنافسون على رئاسته بقيادة لفني، فإنها ستكون قادرة على سد الفجوة بينها وبين نتنياهو والتفوق عليه. وعندئذ يظل «قديما» قائدا لاسرائيل. وقال أحد مؤيدي لفني من قيادة «قديما» ان مشكلة حزبه ليست في جمهور مؤيديه، بل في قيادته الشرهة للزعامة. ودعا المتنافسين على رئاسة الحزب، وهم: شاؤول موفاز، وزير المواصلات، وآفي ديختر، وزير الأمن الداخلي، ومئير شطريت، وزير الداخلية، الى التنازل عن تنافسهم والسير وراء لفني حتى تأخذ حقها وتضمن أفضل النتائج للحزب في الانتخابات المقبلة. وأضاف: «أنا من مؤيدي أولمرت وليس من مؤيدي لفني. ولكن الأهم من ذلك انني من أنصار حزب «قديما» الذين يؤمنون ان وجوده في قيادة اسرائيل هو الضمان الوحيد اليوم لانتصار مسيرة السلام. لذلك أنظر الى مصلحة الحزب فأرى ان على أولمرت أن يستقيل ويعطي الدعم لتسيبي لفني. وعلى جميع قادة الحزب أن يناصروها ويتحدوا وراءها». وكان نتنياهو قد خرج بتصريحات ضد اولمرت، الليلة قبل الماضية، لأول مرة على خلفية التحقيقات في الشرطة وهو الذي صمت طيلة شهر قائلا انه سينتظر نتائج التحقيق. وعلل هذا الهجوم بإعلان أولمرت عن المفاوضات مع سورية بالوساطة التركية. وقال نتنياهو ان أولمرت يستخدم مفاوضات السلام ملجأ له في وجه تلك التحقيقات. وانه بذلك يخضع مستقبل إسرائيل ومصالحها الاستراتيجية لمصالحه الشخصية. وحذر نتنياهو من ان تصرف أولمرت هذا يلحق الضرر بمصالح إسرائيل حيث ان هم أولمرت سيكون الخروج بأي اتفاق، حتى لو كان ضارا بإسرائيل، في سبيل تعزيز مكانته الشخصية وتشبثه بالحكم. وادعى نتنياهو ان أولمرت سلم تركيا وديعة جديدة شبيهة بوديعة رئيس الوزراء الأسبق، اسحق رابين، والتي تعهد فيها بالانسحاب الى حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967 مقابل السلام مع سورية. وادعى نتنياهو انه عندما فاز برئاسة الحكومة سنة 1996، كان أول عمل قام به الغاء وديعة رابين. وتعهد بأن يلغي وديعة أولمرت عندما يفوز بالحكم. وقد رد أولمرت على نتنياهو بواسطة مساعديه الذين دحضوا أقوال نتنياهو وقالوا انه يشوه التاريخ. وأكدوا ان نتنياهو تفاوض مع سورية بواسطة المليونير الأميركي، لاودر، موافقا على الانسحاب، لكنه تراجع في آخر لحظة. ولجأ الى المسار الفلسطيني وانسحب من الخليل. الجدير ذكره ان مجموعة من الشباب اليهودي الأميركيين، المتطوعين في مشروع مشترك للحكومة الاسرائيلية والوكالة اليهودية، هاجموا أولمرت، الليلة قبل الماضية على خلفية المفاوضات مع سورية. فظهروا في مهرجان ضخم أقيم لهم وهم يرتدون قمصانا كتب عليها «الشعب مع الجولان». وتراكض عدد منهم نحو المنصة محاولين الوصول الى أولمرت، فصدهم رجال الأمن بالقوة. وراح أولمرت يقول لهم: «دعونا من السياسة الحزبية الآن، فأنا أحب الجولان وفيه قضيت عطلة عيد الفصح وأرى فيه منطقة خلابة». واتهم رجالات أولمرت الليكود بتنظيم هذه المظاهرة ضده وذكروا بحملات التحريض ضد رابين التي أدت الى اغتياله برصاص متطرف يميني يهودي.