زعيم طالبان الباكستانية يتعهد بالقتال في أفغانستان

محسود ينفي تورطه في اغتيال بوتو رئيسة الوزراء السابقة

آثار التفجير الذي ادى الى مقتل مسؤول محلي وسائقه خارج بيشاور عاصمة الاقليم الشمالي الغربي بالقرب من معسكرات اللاجئين الافغان في منطقة ناصر بك امس، حيث تحولت السيارة الى حطام بفعل عبوة ناسفة على الطريق العام (ا ب ا)
TT

تعهد بيت الله محسود زعيم طالبان الباكستانية امس بمواصلة قتال قوات حلف شمال الاطلسي والقوات التي تقودها الولايات المتحدة في افغانستان بغض النظر عن المفاوضات على اتفاق سلام مع الحكومة الباكستانية. وقال زعيم طالبان باكستان لمجموعة من الصحافيين دعاهم الى معقله في المناطق القبلية باقليم وزيرستان الجنوبية، إنه يريد التوقف عن قتال الجيش الباكستاني.

وقال محسود، وهو أسود الشعر مفتول العضلات: «القتال بين طالبان وباكستان يضر بالاسلام وباكستان. يجب ان ينتهي هذا القتال فورا». لكنه لم يقدم أي التزام بشأن وقف الهجمات في افغانستان، وقال ان الجهاد سيستمر. واوضح محسود فيما كان الحراس يمسكون ببنادق الكلاشنيكوف وينظرون بريبة: «الإسلام لا يعترف بالحدود. الجهاد في أفغانستان سيستمر».

وبرز محسود كقائد للمتشددين خلال العام الماضي، حيث جرى الربط بينه وبين سلسلة من الهجمات الانتحارية من بينها ذلك الهجوم الذي قتلت فيه رئيسة الوزراء السابقة بي نظير بوتو في ديسمبر (كانون الاول) الماضي. وبعد هجوم في يناير (كانون الثاني) نجح الجيش في محاصرة قوات محسود في المناطق القبلية الجبلية مما أعطى الحكومة موقفا تفاوضيا اقوى.

ورغم ذلك فقد فتحت الحكومة الجديدة بقيادة حزب بوتو بعد توليها السلطة في مارس (آذار) محادثات مع زعماء قبليين لإقناع محسود بالتوقف عن شن الهجمات انطلاقا من أراضيهم.

وتقول السلطات الباكستانية إن الزعماء القبليين على وشك الانتهاء من اتفاق سلام مع محسود.

ولدى حلفاء باكستان الغربيين خاصة الولايات المتحدة تحفظات شديدة على اي اتفاق سلام، إذ ان اتفاقات سابقة من هذا النوع تمخضت عن اعادة تنظيم المتشددين لصفوفهم في الملاذ الآمن بالمناطق القبلية.

ويدعو الاتفاق المقترح المكون من 15 نقطة والذي اطلعت عليه رويترز الى إنهاء نشاط المتشددين مقابل تبادل السجناء وانسحاب تدريجي للقوات من وزيرستان. غير انه لم يورد اشارة صريحة الى وقف المتشددين للهجمات في أفغانستان. ويقول الجيش الباكستاني إنه يسيطر على جميع الطرق المؤدية الى المناطق القبلية الخاضعة لمحسود والتي لا تقع على الحدود مع افغانستان ومن ثم فان مدى التحركات عبر الحدود محدود.

وخرق محسود اتفاق سلام موقعا مع الحكومة في 2005 وأذل الجيش العام الماضي بأسره نحو 250 جنديا واطلق سراحهم مقابل الافراج عن رجاله. وأعرب نائب وزيرة الخارجية الاميركية جون نيغروبونتي عن هواجسه ازاء محادثات السلام التي تجريها الحكومة الباكستانية مع المتشددين خلال جلسة استماع بالكونغرس يوم الثلاثاء.

وقال محسود انه فخور بأن يكون عدوا للولايات المتحدة، موضحا ان الأفغان يقودون القتال ضد القوات التي تقودها الولايات المتحدة في افغانستان فيما يشكل الباكستانيون وغيرهم من الاجانب خمسة في المائة فقط من المسلحين. واضاف محسود انه لم يلتق قط بزعيم «القاعدة» اسامة بن لادن او زعيم طالبان الملا محمد عمر. وتابع قائلا: «لكني ارغب مثل اي مسلم حقيقي في أن ألقي ولو نظرة على هذين القائدين». وقال الجنرال ديفيد بترايوس يوم الخميس ان قيادة «القاعدة» موجودة في المناطق القبلية بباكستان، وان الهجوم الكبير التالي على الغرب سينبع من هناك على الارجح. ونفى محسود تورطه في اغتيال بوتو. وتخطط الحكومة التي يرأسها حزب بوتو أن تطلب من الامم المتحدة اجراء تحقيق في الحادث، لكن محسود قال انه لن يتعاون مع اي تحقيق من هذا القبيل.

من جهة أخرى، في ميران شاه (باكستان) افاد مسؤول باكستاني أمس بأن مقاتلين موالين لطالبان ينشطون في المناطق القبلية شمال غربي باكستان قتلوا أفغانيا اتهموه بالتجسس لحساب القوات الاميركية والافغانية المجاورة. وأكد المسؤول أن جثة اختر نواز (40 سنة) ألقيت وسط البازار الكبير في مدينة تقع عند الحدود مع افغانستان في مقاطعة شمال وزيرستان معقل الاسلاميين الموالين لطالبان وتنظيم القاعدة. وأضاف انه اتهم في رسالة تركت على جثته بالتجسس لحساب القوات الاميركية في افغانستان. وكان طالبان الباكستانيون قطعوا رأس جندي اتهموه بالتجسس لحساب الولايات المتحدة في الرابع عشر من ايار (مايو) ايضا في شمال وزيرستان. وتشهد المنطقة القبلية الحدودية مع افغانستان اعمال عنف منذ ان لجأ اليها مئات المقاتلين الاسلاميين الموالين لـ«القاعدة» وطالبان بعد طردهم من أفغانستان. الى ذلك، أعلنت الشرطة الباكستانية مقتل اثنين من عناصرها ومدني امس في انفجار عبوتين زرعتا على قارعة الطريق في بيشاور شمال غربي البلاد. وأوضح مجيد خان الضابط في الشرطة المحلية لفرانس برس، ان الشرطيين قتلا عندما كانا في سيارة اصيبت بانفجار في ناصر باغ بضواحي بيشاور العاصمة الإقليمية. وتسببت القنبلة التي فجرت عن بعد على ما يبدو، في إصابة شرطيين اثنين آخرين. وأعلن المسؤول المحلي غلام حبيب ان سيارة كانت تنقل مدنيين تعرضت الى انفجار آخر في إقليم خيبر القبلي قرب بيشاور مما أسفر عن سقوط قتيل وثلاثة جرحى. وتأتي هذه الهجمات التي لم تتبناها أي جهة حتى الآن، رغم التقدم الذي حصل مؤخرا في المفاوضات بين طالبان والحكومة الائتلافية الجديدة التي تولت السلطة بعد هزيمة الرئيس برويز مشرف. وأدت المفاوضات الى هدوء نسبي بعد سلسلة من الاعتداءات اسفرت عن سقوط نحو ألف قتيل السنة الماضية.