حوار «المساومات» السوداني ـ الأميركي ينتقل من روما إلى الخرطوم

الأمم المتحدة: الأوضاع في أبيي «مأساوية» والمنازل دمرت بالكامل والنازحون 90 ألفا جراء المعارك

سودانية من مدينة أبيي اضطرت للاختباء مدة يومين تحت سريرها إبان القتال في المدينة بين الجيش السوداني والجيش الشعبي لتحرير السودان (أ.ب)
TT

ينتقل الحوار السوداني الاميركي الهادف لتطبيع العلاقات بين الجانبين من العاصمة الايطالية روما الى الخرطوم، اعتبارا من الاسبوع المقبل. يرأس الجانب الاميركي ريتشارد وليامسون المبعوث الاميركي للسودان، الذي سيصل البلاد يوم الجمعة. وأسفر الحوار السابق، الذي عقد في روما، نهاية أبريل (نيسان) الماضي، عن جملة قرارات اتخذها الطرفان، من بينها فتح حساب جار باسم السفارة السودانية بواشنطن، في احد البنوك الاميركية (كان اغلق ضمن ملف العقوبات)، واطلاق السلطات السودانية، لحاويات اميركية كانت محتجزة في ميناء بورتسودان، لمدة عام تحوي متعلقات للسفارة الاميركية بالخرطوم، فضلا عن اطلاق سراح 3 من السودانيين المعتقلين في معسكر غوانتانامو، من بينهم مصور قناة الجزيرة القطرية سامي الحاج. ويصف المراقبون في الخرطوم الحوار الاميركي ـ السوداني بانه حوار «المساومات».

وقال علي الصادق احمد، الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية، في تصريحات صحافية، بان الجانبين السوداني والاميركي سيواصلان الحوار الذي بدأ في العاصمة الايطالية روما حول عدد من الموضوعات، تشمل الاوضاع في دارفور وتنفيذ اتفاقية السلام الشامل والعلاقات السودانية الاميركية. من جانبه، قال عبد الباسط بدوي السنوسي مدير الادارة الاميركية بوزارة الخارجية في تصريحات ان زيارة «المبعوث الاميركي للسودان ستستمر عدة ايام يلتقي خلالها بعدد من المسؤولين في الدولة، كما سيزور دارفور وجوبا». واضاف ان «المباحثات ستشهد القضايا التي تمت مناقشتها من قبل في واشنطن والخرطوم وروما، بالتركيز على ما تحقق في الملفات المطروحة، بهدف التأسيس لقاعدة صلبة تستند اليها العلاقات الثنائية بين البلدين بمختلف جوانبها». وكشف الدبلوماسي السوداني ان الجانب السوداني سيطرح على الوفد الاميركي «مسألة الهجوم الذي شنته حركة العدل والمساواه المسلحة في دارفور على العاصمة، بدعم من تشاد، وسيوضح ان هذا العمل يخالف القانون الدولي ومواثيق المنظمات الاقليمية والدولية، للدفع بوضع حركة العدل والمساواه في قائمة المنظمات الارهابية».

من ناحية اخرى، حذر اشرف قاضى مبعوث الامين العام للامم المتحدة في مؤتمر صحافي عقده في ابيي، من مغبة عودة البلاد الى المربع الاول للحرب، في حالة استمرار حدة التوتر بين طرفي السلام الشامل في المنطقة، ووصف الاوضاع الامنية والانسانية في منطقة ابيي بـ«المأساوية». وقال قاضى ان منطقة ابيي تم تدميرها بالكامل، ولم يبق فيها منزل ولا ساكن. وقدر قاضى عدد النازحين من المنطقة بحوالي 90 الف نازح انقسموا ما بين مدن اغوك والمجلد. وتواجه الجيش السوداني مرتين في الاسابيع الاخيرة مع الجيش الشعبي لتحرير السودان، التابع للحركة الشعبية (ثاني اكبر شريك في حكومة الوحدة الوطنية بالخرطوم) في ابيي، ما هدد اتفاق سلام شامل تم توقيعه عام 2005 بين الطرفين بعد 21 عاما من الحرب الاهلية وبقي تطبيقه هشا على الارض. ولم تتضح حصيلة الخسائر البشرية لهذه المعارك بعد، لكنها ادت الى نزوح سكاني كبير قد يترافق مع تدهور الاوضاع الانسانية.

وقال اندي بندلتون المسؤول عن جنوب السودان في مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية «انه سباق مع الوقت»، مشيرا الى توقع هطول امطار غزيرة بعد اسبوعين. ولفت الى ان هذه الامطار قد تساهم في انتشار امراض، اذا لم يتم ايواء النازحين في ملاجئ مناسبة.

من ناحية اخرى، قال الصادق المهدي رئيس حزب الأمة المعارض ان اتفاق المصالحة بين حزبه وحزب المؤتمر الوطني، الذي جرى توقيعه الاسبوع الماضي يمثل مساحة زمنية للأحزاب للحاق بركب السلام، ووصف من يتخلف عن التراضي الوطني كالمتخلفين عن سفينة نوح، وقال في ندوة في مدينة بورتسودان التي يزورها الان أن التراضي الوطني يمثل النجاة من الغرق.