اشتعلت المواجهات في بروكسل، عاصمة بلجيكا، واوروبا الموحدة ولا أحد يستطيع ان يعرف الى اي مدى ستستمر او الى اي درجة سوف تتطور الامور، والمكان هو حي اندرلخت الذي يوجد به ملعب نادي اندرلخت لكرة القدم، والذي يقطن فيه عدد غير قليل من المهاجرين، وخاصة المغاربة، والتوقيت مساء الجمعة، والسبب هو تصفية حسابات بين البلجيكيين من مشجعي الكرة، والمغاربة من سكان المنازل المجاورة لملعب فريق اندرلخت، وخاصة بعد مصادمات جرت بين الجانبين الاسبوع الماضي.
وكان البعضُ قد اعتقدَ ان الأمرَ انتهى بعد تدخل الشرطة، ولكن دعوة انطلقت على الانترنت، من جماعة أطلقت على نفسها اسم شبان شمال افريقيا لمواجهة عنصرية البلجيكيين، جعلت الأمور تعود الى مرحلة القلق والاضطراب. واستعدت العناصر الامنية البلجيكية. وأحاطت المكان بقوات كبيرة وطائرات هليكوبتر. وعلى الرغم من كل هذه الاستعدادات إلا ان الامور خرجت عن السيطرة، إذ شهدت الشوارع مواجهات ومصادمات وأعمال عنف وتخريبا ورشقا لرجال الامن بالحجارة، مما أسفر عن اصابة 14 منهم، وهناك اثنان في حالة حرجة. واضطر رجال الشرطة الى فتح خراطيم المياه على المشاركين في اعمال الشغب، الذين قاموا بتكسير السيارات وتحطيم واجهات المحال التجارية وتخريب محطات الحافلات العمومية.وألقت الشرطة البلجيكية القبض على 200 شخص. وقالت سلطات التحقيق انها ستشاهد صوراً التقطتها الكاميرات الموجودة بالقرب من أسوار نادي اندرلخت، لتحديد مدى تورط عددٍ من المعتقلين في أعمال الشغب وملاحقتهم قضائياً. وتوقعت وسائل إعلام بلجيكية أن تستمر المصادمات واعمال الشغب، خلال عطلة نهاية الاسبوع وسط مخاوف من ان تمتد الى احياء اخرى يقطنها غالبية من المغاربة، او المهاجرين من اصول أجنبية اخرى. يذكر ان المهاجرين المغاربة في بلجيكا، نجحوا في تحطيم الرقم الذي سجله ابناء الجالية الايطالية من حيث العدد. واحتل المغاربة المرتبة الاولى بدلا من الايطاليين في قائمة الجاليات الاجنبية المقيمة في بلجيكا.
وجاءت الجالية التركية في المرتبة الثالثة. وبعدها الفرنسية ثم الهولندية ويبلغ إجمالي عدد الاجانب ما يقرب مليوني شخص من جنسيات مختلفة.