جنوب أفريقيا: أعمال العنف المعادية للمهاجرين خلفت 42 قتيلا

الصليب الأحمر: معاداة الأجانب تتسبب في نزوح 25 ألفا

متظاهرون في جوهانسبرغ يرفعون شعارات أمس تطالب بوقف العنف ضد الأجانب في جنوب أفريقيا (أ.ف.ب)
TT

أعلنت منظمة الصليب الأحمر في جنوب افريقيا أمس انها تقدم المساعدة لاكثر من 25 الف نازح بسبب أعمال العنف المعادية للأجانب الجارية خلال الأسبوعين الأخيرين في كبرى مدن البلاد.

وقتل جنود جنوب افريقيون رجلا كان يهددهم بسلاح ناري في ضاحية جوهانسبورغ حيث انتشر الجيش لاول مرة منذ الايام الحالكة لنظام الفصل العنصري لاحتواء اعمال العنف المعادية للاجانب التي تعصف بالاحياء الفقيرة.

واعلن الناطق باسم الجيش الجنرال كوينا مانغوب لوكالة الصحافة الفرنسية «مع الأسف حصل حادث عندما تسبب شخص في اطلاق النار عليه لانه كان يصوب سلاحا ناريا في اتجاه جندي، فقتل بالرصاص». وانتشر العسكر منذ الخميس الماضي في احياء جوهانسبورغ الفقيرة لاول مرة منذ نهاية نظام الفصل العنصري الذي كانت خلاله الاقلية البيضاء تقمع السود مستخدمة الجيش. وخلفت اعمال العنف المعادية للاجانب التي اندلعت في 11 مايو(ايار) في احد احياء الاكواخ بجوهانسبورغ قبل ان تمتد الى تسعة اقاليم، عن سقوط 42 قتيلا ومئات الجرحى ونزوح اكثر من 17 الفا حسب المصادر الرسمية، واعتقلت الشرطة اكثر من 500 شخص.

من جهتها اعلنت منظمة الصليب الاحمر في جنوب افريقيا انها تقدم المساعدة لاكثر من 25 الف نازح بسبب اعمال العنف المعادية للاجانب الجارية خلال الاسبوعين الاخيرين في كبرى مدن البلاد. واوضح الجيش ان الرجل قتل مساء أول من أمس في ايست راند الضاحية المنجمية شرق جوهانسبورغ.

واكد الجنرال مانغوبي ان «رجلا كان على ما يبدو يهاجم امرأة اعترضه رجالنا فصوب حينها سلاحا ناريا في اتجاههم»، موضحا ان التحقيق جار. ودعي الرئيس الجنوب افريقي ثابو مبيكي مطلع الاسبوع الى نشر القوات لمساعدة الشرطة التي تواجه اصلا صعوبات في بلد يشهد اكبر نسبة اجرام في العالم بنحو خمسين قتيلا يوميا.

الا ان بعضهم اعتبر ان اللجوء الى الجيش غير مجد معبرين عن تخوفات من وقوع حوادث ومشددين على ان الجنود ليسوا مدربين للسيطرة على تحرك الحشود.

واعلنت الشرطة واجهزة النيابة العامة الجمعة اجراءات استثنائية لمعالجة اعمال العنف «بسرعة وصرامة» وقررت اقامة محاكم متخصصة، الا ان منظمة هيومن رايتس ووتش دعت الحكومة الى «حماية الضحايا لضمان العدالة» والتأكد من استطاعة المهاجرين المستهدفين في الهجمات واغلبهم بدون هويات، من الادلاء بشهادتهم. ويأخذ العديد من الجنوب افريقيين الذين يعانون من بطالة بلغت نسبتها اربعين في المائة ومن الفقر، على المهاجرين ومن بينهم ثلاثة ملايين زيمبابوي فروا من الازمة التي تعصف ببلادهم، انهم يستولون على الوظائف ويساهمون في تفشي الاجرام.