متقي ومشعل يعتبران أولمرت ضعيفاً في مفاوضات السلام مع سورية

رئيس المكتب السياسي لحماس يهدد بفتح معبر رفح بالقوة

منوشهر متقي وخالد مشعل خلال مؤتمر صحافي في طهران أمس (إ.ب.أ)
TT

بينما اعتبر خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ضعيف جدا ليقوم بالخطوات اللازمة لتحقيق سلام مع سورية. وقال وزير خارجية ايران منوشهر متقي في مؤتمر صحافي مشترك مع مشعل في طهران، ان على اسرائيل ان تعيد لدمشق هضبة الجولان من دون شروط. واشترطت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني إحراز تقدم في هذه المفاوضات بقطع سورية لعلاقاتها مع «ايران وحزب الله (اللبناني) وحركة حماس ومنظمات ارهابية اخرى». وردت سورية بأنها لا تقبل الشروط المسبقة. وقال متقي للصحافيين «إننا ندعم سورية لتستعيد الجولان، ولا نعتقد ان النظام الصهيوني قادر على إملاء شروطه في هذا الملف». وأضاف «أن النظام الصهيوني يجد نفسه في وضعٍ يفرض عليه الانسحابَ من كافة الاراضي المحتلة. وبالقليل من الحظ سينسحب من كافة الاراضي الفلسطينية». من جانبه، قال مشعل «إننا نشكك في جدية اسرائيل في اعادة هضبة الجولان الى سورية». وحرص مشعل على تجنب انتقاد استئناف مفاوضات السلام السورية ـ الاسرائيلية، لكنه اكد انه مقتنع بان هذه المفاوضات لن تكون على حساب المسار الفلسطيني.

وجدد مشعل في المؤتمر الصحافي هجومه على الحصار الاسرائيلي، وهدد بفتح معبر رفح مع مصر بالقوة. وقال اذا لم يقم المجتمع الدولي والاطراف المعنية بكسر الحصار، فسنكسره بأنفسنا ونحن نصر على فتح كل المعابر، خاصة معبر رفح. وكانت حماس قد فجرت في يناير (كانون الثاني) الماضي الجدار الفاصل بين الحدود المصرية والفلسطينية. وتدفق عشرات الآلاف عبر الحدود قبل ان تغلق مصر الحدود بعد 12 يوماً وحذرت حماس من تكرار ذلك.

وفي غزة، قالت حماس إن الزيارة التي يقوم بها مشعل لطهران تأتي ضمن تحرك واسع من قبل قيادة الحركة لحشد التأييد للشعب الفلسطيني ومساعدته على فك الحصار المفروض عليه. وقال فوزي برهوم، الناطق الرسمي باسم الحركة في قطاع غزة لـ«الشرق الأوسط» إن مشعل سيزور في المستقبل المزيدَ من الدول العربية والإسلامية لشرح الظروف التي يعيشها الشعبُ الفلسطيني في ظل الحصار وتحديداً في قطاع غزة، وأنه سيحاول تجنيد الدعم العربي والإسلامي لرفع الحصار. ونفى برهوم بشدة أن تكون زيارة مشعل لطهران في هذه الأوقات تحديداً تأتي انسجاماً مع حسابات إقليمية وارتباطات محورية لا علاقة لها بالقضية الوطنية الفلسطينية. وأشار برهوم الى أن الاعتبارات والحسابات التي دفعت مشعل لزيارة طهران حالياُ هي نفس الحسابات والاعتبارات التي دفعته لزيارة الرياض والقاهرة في الماضي، مشدداً على أن رئيس مكتب حماس السياسي سيلبي أيَّ دعوة لزيارة أي عاصمة عربية أو إسلامية فوراً ما دام الأمر يخدم القضية الوطنية الفلسطينية. وأعاد برهوم الى الأذهان الى ان مشعل زار العاصمة الروسية موسكو أكثر من مرة في سعيه لشرح القضية الوطنية الفلسطينية ولمحاولة كسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل والولايات المتحدة على الشعب الفلسطيني ولوقف مسلسل العقاب الجماعي الممارس ضد الشعب الفلسطيني بسبب خياراته الديمقراطية. وأشار الى الاتصالات التي تجريها الحركة بشكل حثيث مع أوساط أوروبية، في سعيها لكسر العزلة المفروضة عليها، مشيراً الى إقرار وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير بإجراء اتصالات مع حركة حماس. وأكد برهوم أن الرسالة التي سيحملها مشعل وغيره من قيادات حركة حماس لقادة العالمين العربي والإسلامي هي أن الشعب الفلسطيني لا يمكنه ان يسلم بتواصل الحصار «الظالم» عليه، وأنه يتوجب على العرب والمسلمين التدخل لرفع المعاناة الناجمة عن الحصار.

وفي دمشق، اعلنت صحيفة «تشرين» الحكومية السورية أمس ان «دمشق ترفض كل الشروط» في مفاوضات السلام غير المباشرة الجارية بينها وبين اسرائيل و«لا تساوم» في علاقاتها مع دول اخرى، في تلميح الى الحليف الاقليمي الايراني لسورية. وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها ان «دمشق لا تريد شروطا مسبقة تضع العربة امام الحصان ولا تساوم في علاقاتها مع الدول والشعوب». وتابعت «ستعلن مستقبلا ما اذا حققت هذه المفاوضات غير المباشرة (مع اسرائيل) تقدما ملموسا وما اذا كانت قد اصطدمت بالعراقيل والشروط». وحذرت من ان «الشروط التعجيزية لا يمكنها ان تسهل عمل المفاوضين. ومن يضع الشروط اليوم لاهداف داخلية وانتخابية، فانه يضع العصي في العجلات ويخضع عملية السلام لعملية مساومة وابتزاز». وأشادت الصحيفة بـ«الدور التركي الصديق في محاولة لإحياء عملية السلام على المسار السوري بعد جمود قارب العقد من الزمن»، لكنها رأت انه «لا مجال للتنبؤ في هذا الملف الشائك والمعقد نظرا للظروف الاقليمية والدولية التي قد تؤثر على مسار المفاوضات». واكدت ان «سورية كانت دائما مع عملية السلام التي تعيد لها حقوقها وارضها المغتصبة ودخلتها في مؤتمر مدريد 1991 بنية صادقة».

وتابعت ان دمشق «عند دخولها مفاوضات غير مباشرة جديدة برعاية تركيا فانها تفعل ذلك انسجاما منها مع مواقفها وقناعاتها واستراتيجيتها السلمية التي كانت الاساس في مشاركتها الاولى في مؤتمر مدريد». واضافت ان سورية «واضحة وصريحة في السابق واليوم وتعلن على الملأ وبدون خجل وتخفٍّ وراء الابواب المغلقة والمحادثات السرية، أنها تريد السلام الحقيقي في المنطقة برمتها وتريد الاستقرار والهدوء والأمن». ورأت ان «المنطقة اليوم أمام مفترق طرق ومرحلة جديدة عنوانها الظاهر هو الحوار»، معبرة عن املها في ان «تصدق النيات كي تخرج منطقتنا من حالة الفوضى والحروب والدمار الى بر الأمن والاستقرار والازدهار».

من جهة اخرى، اعتبرت الصحيفة ان «اتفاق الدوحة اكد ان العرب قادرون على حل مشاكلهم وأزماتهم داخل البيت العربي، وبعيدا عن اي تدخل اجنبي، وأكد صحة ما كانت سورية تقوله من ان الازمة كانت منذ البداية لبنانية بامتياز وشأن داخلي لبناني لا يحله إلا اللبنانيون».

كما اشارت الى ان ملك اسبانيا، خوان كارلوس اكد للرئيس السوري بشار الاسد في اتصال هاتفي امس دعم اسبانيا للمحادثات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل وعبر عن استعداده لتقديم كل ما من شأنه ان يدعم هذه المحادثات.