لبنان ينتخب اليوم رئيسه بعد 6 أشهر من الفراغ.. وسط جدل حول طريقة الانتخاب

سليمان يبدأ استشارات تشكيل الحكومة الثلاثاء المقبل .. والسنيورة لا يرغب بترؤس الحكومة الجديدة

صورة للجنرال ميشال سليمان في أحد شوارع بيروت أمس (أ.ف.ب)
TT

في الخامسة عصر اليوم، يلتئم مجلس النواب اللبناني لينتخب قائد الجيش ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، بعد ستة أشهر من فراغ هذا المنصب، وسط جدل حول طريقة الانتخاب من دون تعديل الدستور الذي لا يسمح لموظفي الدولة من الدرجة الأولى بالترشح الى منصب الرئاسة، علما أن قائد الجيش يعد موظفا من الدرجة الاولى.

وينتخب المجلس عصر اليوم سليمان رئيسا متخطيا خطوة تعديل الدستور قد يطرح تساؤلات في ما بعد حول شرعية ترشيح سليمان. وقد رفض رئيس البرلمان نبيه بري تعديل الدستور قبل جلسة الانتخاب، وأصر على إجراء الانتخاب من دون تعديل وحاول تخطيها عبر التبرير بأن «الفراغ الرئاسي يسقط المهل الدستورية»، وهو ما أثار مخاوف بعض النواب المسيحيين في الاكثرية الذين يعتبرون ان عدم تعديل الدستور قبل انتخاب سليمان قد يكون ذريعة في ما بعد للطعن بشرعية الرئيس المنتخب. وقد دفع هذا الأمر بالنائب بطرس حرب الى إعلان رفضه لطريقة الانتخاب، وقال إنه سيقترع بورقة بيضاء إلا انه شدد على انه يؤيد سليمان انما يعارض طريقة انتخابه. وكانت كتلة القوات اللبنانية المؤلفة من خمسة نواب، قد لوحت بإمكانية اقتراعها بورقة بيضاء أيضا إلا انها لم تكن قد اصدرت موقفها النهائي حتى ليل أمس.

وسيتم الانتخاب أمام حضور أجنبي مميز يتقدمه راعي اتفاق الدوحة امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وأعضاء لجنة الوساطة العربية والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ورئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني بصفته رئيس الاتحاد البرلماني العربي، ووزراء خارجية المملكة العربية السعودية الأمير سعود الفيصل، وسورية وليد المعلم، وتركيا عبد الله باباجان، وايران منوشهر متكي، وفرنسا برنار كوشنير، وايطاليا فرانكو فراتيني، واسبانيا ميغيل أنخيل موراتينوس، وممثل السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا. وكذلك ستحضر الحكومة برئاسة فؤاد السنيورة بعدما ثار لغط حول دعوتها، حسمه رئيس البرلمان نبيه بري بتوجيه الدعوات رغم انه يعتبر الحكومة «بتراء» و«غير شرعية».

وبينما يتوجه سليمان الى القصر الرئاسي في بعبدا قرب بيروت غدا، ينتظر أن يبدأ الاستشارات النيابية الثلاثاء لتسمية رئيس للوزراء، فيما يتردد على نطاق واسع أنه سيكون رئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري الذي يتوقع أن يعقد قريبا لقاء مع الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله لتتويج المصالحة الوطنية.

وأعرب رئيس الوزراء فؤاد السنيورة عن رغبته في عدم ترؤس حكومة جديدة. وقال في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية: «مارست مهامي طيلة ثلاث سنوات، واعتقد ان الوقت حان للتغيير». واضاف: «اذا كان الامر يعود لي انا شخصيا، فاني راغب في التخلي عن منصبي. لقد اكتفيت. وحان الوقت للتوجه نحو امور اخرى على علاقة بالشأن العام». وأعرب السنيورة عن «ترحيبه» باتفاق الدوحة، رافضا ان يرى فيه استسلاما للأكثرية، وقال: «اني مقتنع بأنه اتفاق قدمنا جميعا خلاله تنازلات لمصلحة البلد». واضاف: «اعتقد ان ما حصل في الدوحة اخذ في الاعتبار مجمل الاحداث الاخيرة والصدمة التي عشناها عندما استولى مقاتلو حزب الله على المدينة ووجهوا السلاح ضد اهالي بيروت». وعبر عن ثقته بان حزب الله لن يوجه اسلحته ضد اللبنانيين بعد الآن. وقال: «الامر يشبه رصاصة لا يمكنك اطلاقها سوى مرة واحدة لأنهم يعرفون ما ستكون عليه النتائج». واشار الى انه اذا ما لجأ حزب الله مجددا الى القوة «فسيكون ذلك كمن يفتح عليه ابواب جهنم واعتقد انهم تلقوا الرسالة». وبشأن المستقبل، قال السنيورة انه يريد تكريس المزيد من الوقت لعائلته. وأعرب عن اسفه قائلا «منذ دخولي العمل العام، لم امض وقتا مع عائلتي. كان عليَّ تخصيص المزيد من الوقت لأطفالي».

وودعت قيادة الجيش قائدها الذي ينتقل الى تسلم المنصب الاعلى في الدولة اليوم، وأقامت احتفالا وداعيا له في وزارة الدفاع في اليرزة. وأكد سليمان في كلمته الوداعية للجيش، أنه يتطلع «لبناء جيش قوي بعديد وعتاد كافيين، ليتمكن من اداء مهماته الوطنية على اكمل وجه». وقال: «سأبقى الى جانب المؤسسة في كل ما تحتاج اليه، لكنني لن أتدخل بعد اليوم في شؤونها الداخلية التي ستكون في عهدة قيادتها الجديدة».