الفن والإعلانات في خدمة المزاج السياسي في لبنان

استبدال أغاني الذم بالفرح للترحيب باتفاق زعمائهم

TT

انتفض اللبنانيون بعد كبوة طويلة مهللين باتفاق زعمائهم وبعودة الحياة الطبيعية إلى يومياتهم. ولم يجدوا وسيلة أفضل للتعبير عن فرحتهم، من الإعلانات والأفلام القصيرة والأغنيات. وهذه المرة، وبعدما كانت كل الأعمال الفنية تدعو إلى إنهاء الأزمات والحروب، برزت أمس أغنيات تتحدث عن الفرح والانتصار والأمل. ولعب الإعلام والمؤسسات الإعلانية دورا لافتا، وبرزت إعلانات لسلع استعملت فيها مصطلحات المصالحة. وأنتجت بعض الوسائل الإعلامية أفلاما قصيرة تختصر مسيرة حياة اللبناني مع المعاناة المستمرة والموت السريع ليعود وينتفض ليحيا في فترة قصيرة. أما الأغنيات فكان لها الوقع الأكبر والأهم، فبعدما ودّع اللبنانيون زعماءهم على طريق المطار تحت شعار «إذا ما اتفقتوا ما ترجعوا» على وقع أغنية «الفرسان الأربعة» التي كتب كلماتها ولحنها غدي الرحباني وهي «الزعما فلوا من لبنان وكبرت فينا فرحتنا، صار فينا نعيش بأمان...». ها هم الفرسان الأربعة يعودون اليوم، ليحتفلوا بعودة الزعماء بأغنية تحمل ذما في معرض المديح. لم يغير غدي الرحباني لحن أغنيته التي لاقت رواجا ملحوظا في الأوساط اللبنانية بل بدّل بعض كلماتها قائلا: «الزعماء رجعوا عا لبنان وكبرت فينا فرحتنا». وقال نادر الخوري أحد أعضاء فرقة الفرسان الأربعة لـ«الشرق الأوسط» إن الأغنية سجلت بعد يومين على توقيع الاتفاق وبدأت تبث عبر أثير الإذاعات اللبنانية على أن يتم تصويرها فيديو كليب في أقرب وقت ممكن. وبعدما هاجم الرحباني الزعماء اللبنانيين عبر أغنيات عدة مثل «شرشحتوا البلد» و«حدّ الحية» التي تقول كلماتها «حدّ الحية افرش ونام وحد الموكب لا تقرب» و«خربتوا الجمهورية»، استبق الاستحقاق الرئاسي وقدّم أغنية بأصوات أعضاء فرقته وذلك إثر إعلان السياسيين توافقهم على اسم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان منذ حوالي ثلاثة أشهر وذلك في أغنية حملت عنوان «الوصايا العشر» يقدم من خلالها جملة وصايا إلى الرئيس القادم أيا كان اسمه، ناصحا إياه بالمحافظة على وطنه وأرضه لأن الكرسي الرئاسي لا يصنع رئيسا بل أن الرئيس هو الذي يصنع مقام الرئاسة وكرسيّه. «أنت الجايي عالرئاسة يا فخامة الرئيس، طالع من شعب المآسي، شعبك معتّر وتعيس، مين ما كنت تكون بقلّك ... حافظ على وطنك وأرضك، الكرسي اللي رح تقعد عليها مش هي اللي بتعمل رئيس... الرئيس بيعمل كراسي مش الكرسي بتعمل رئيس...».