الأمم المتحدة تثمن دعم السعودية لبرنامج الغذاء العالمي بنصف مليار دولار

السفير الركبان: 850 مليون جائع حول العالم و25 ألفا يموتون يوميا

موظفو برنامج الغذاء الدولي يوزعون مساعدات لمتضرري فيضانات اندونيسيا عام 2007 (إ.ب.أ)
TT

أعلنت مصادر مسؤولة في الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط» أن الدعم الذي قدمته السعودية بقيمة 500 مليون دولار لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، ساهم في تحقيق فائض قدر بنحو 214 مليون دولار، بعد أن تسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنحو 55 في المائة بما فيها ارتفاع أسعار الوقود، في عجز بلغ نحو 755 مليون دولار.

وستسهم هذه المساعدة التي وصفت بأنها الأكبر التي يحصل عليها برنامج الغذاء العالمي الذي تشرف عليه المنظمة الدولية، في إنقاذ ما يقارب 90 مليون من الجوعى المحتاجين للغذاء في 82 دولة في العالم يغطيها البرنامج.

وأوضح السفير عبد العزيز الركبان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» بأن المنظمة العالمية تقدر هذا التمويل من المملكة العربية السعودية وتدعو جميع دول العالم إلى الإقتداء بها، مشيرا إلى أن المبلغ سيقدم لدعم برامج التغذية المدرسية في افريقيا وأماكن النزاع حول العالم. وأضاف الركبان أن هناك ما يقارب 850 مليون جائع حول العالم، مبينا أن ما يقارب 25 ألف جائع يموتون يوميا، ومقدرا ان في كل خمس ثواني يموت طفل او امرأة بسبب الجوع في أنحاء المعمورة. من جهة أخرى، كشف مصدر في مكتب الأمانة العامة للأمم المتحدة، أن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز وجه رسالة مباشرة الى الأمين العام بان كي مون يبلغه فيها بتبرع السعودية بمبلغ 500 مليون دولار لمعالجة أزمة اسعار المواد الغذائية والطاقة، مؤكدا فيها حرص السعودية لمواجهة هذه المشكلة العالمية والتصدي لها في الوقت المناسب. واعتبرت ستيفان بانكر المتحدثة الرسمية من دائرة الأمم المتحدة لشؤون المساعدات الإنسانية، مساهمة السعودية أكبر مساعدة حتى الآن تلقاها برنامج الغذاء العالمي، موضحة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» انها «مساهمة كبيرة، والمبلغ الذي قدمته السعودية هو مبلغ كبير جدا وجاء في وقت حرج جدا». واضافت «انه سوف لن يساعد فقط في مواجهة ارتفاع اسعار سلع المواد الغذائية والوقود، بل سيساهم مساهمة جادة في مواجهة التحديات التي تواجهها بعض الدول التي تعاني من الجفاف، مثل الصومال واثيوبيا، والتي تعاني في الوقت ذاته من ارتفاع الاسعار».

من جهتها رحبت اللجنة الخاصة التي شكلتها الأمم المتحدة لمواجهة أزمة ارتفاع اسعار المواد الغذائية والطاقة بالمساهمة السعودية، حيث أفاد مصدر دبلوماسي من اللجنة بقوله «ان مساهمة السعودية قد جاءت في وقت مبكر، وانها مساهمة كبيرة، وسوف تساعد الأجهزة المختصة على مواجهة الكثير من التحديات في البلدان الأكثر ضررا من ارتفاع اسعار المواد الغذائية والأكثر حاجة». واضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه «ان مساهمة المملكة العربية السعودية تشكل سابقة مهمة من شأنها أن تولد زخما كبيرا على المستوى الدولي لدفع الدول المانحة الأخرى الى التصدي لهذه المشكلة بالسرعة المطلوبة، لمعالجة أسباب هذه الأزمة»، معربا عن اعتقاده بأن السعودية فتحت الباب من «اجل تضافر كل الجهود الفعلية لوضع استراتيجية على المديين القريب والبعيد لمواجهة هذه المشكلة».

من جهتها بينت لـ«الشرق الأوسط» هبة قنديل مسؤولة الإعلام في البرنامج الغذائي العالمي في الشرق الأوسط والذي يتخذ من العاصمة المصرية القاهرة مقرا له، أن البرنامج حقق أهدافه التي تم وضعها في منتصف العام الماضي ليتم تنفيذها هذا العام بجمع 755 مليون دولار إضافية، تمثل قيمة العجز ضمن الميزانية التي أقرت العام الماضي. وقدرت قنديل التمويل للبرامج بنحو 2.9 مليار دولار ولكن بسبب الارتفاع الكبير للمواد الغذائية والذي بلغ نحو 55 في المائة ساهم في إيجاد هذا العجز، اضافة الى ارتفاع أسعار الوقود، مشيرة إلى أن السعودية كان لها الفضل الكبير في توفير 500 مليون دولار وهو ما ساهم في ايجاد فائض بنحو 214 مليون دولار. وشددت مسؤولة الإعلام في البرنامج على أن السعودية لم تشترط على البرنامج تحديد مكان إنفاق التمويل، وهو الحق الذي يمنح لجميع الدول المانحة، ما أعطى البرنامج حجما من المرونة في خدمة المحتاجين، أظهرت أن عجز البرنامج يحتاج لنحو 2.5 مليار لسد النقص في الميزانية للعام القادم والتي قدرت بنحو 4.5 مليار دولار.

وكان بان كي مون الأمين العام للأم المتحدة قد رحب بحرارة بتبرع المملكة العربية السعودية بمبلغ 500 مليون دولار إلى برنامج الغذاء العالمي، وفي بيان ادلت به ماريا اوكابي المتحدثة في مكتب الناطق الرسمي للأمين العام «اعتبر بان كي مون تبرع السعودية بمثابة علامة فارقة لبرنامج الغذاء العالمي».

وقال بان كي مون في بيانه «ان هذا التبرع يستكمل هدف نداء البرنامج لجمع 755 مليون دولار، للاستجابة لارتفاع أسعار الوقود والأغذية». وأشاد الأمين العام بمساهمة السعودية تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وقال «ان هذه المساهمة غير المسبوقة من حيث الحجم والسخاء تأتي في الوقت المناسب في ضوء احتياجات ملايين البشر الذين يعتمدون على الحصص الغذائية».