«العدل والمساواة» السودانية: الجامعة العربية تفرق بين السودانيين على أساس العرق واللون  

الجامعة ترد: كثير من الحركات المسلحة في دارفور يعاني من أفق ضيق

TT

وجهت حركة العدل والمساواة السودانية، بزعامة الدكتور خليل ابراهيم انتقادات شديدة اللهجة للجامعة العربية ووصفتها بالعنصرية، وانها تفرق بين السودانيين على أساس عرقي، لكن الجامعة العربية ردت قائلة: ان كثيرا من حركات دارفور المسلحة تعاني من ضيق افق، و«العدل والمساواة» لديها خلل في المفاهيم. وعبرت الحركة السودانية، التي شنت هجوما عسكريا كبيرا على العاصمة السودانية في العاشر من مايو (ايار) الجاري، عن استهجانها لما اسمته «تفريق الجامعة للسودانيين على أساس العرق»، رافضة تصنيف الجامعة للحركة بانها ارهابية. وقال الناطق الرسمي باسم الحركة احمد حسين لـ«الشرق الاوسط»، ان «الجامعة توصفنا بالارهابيين في وقت تنسى ان الخرطوم تمارس ارهابا حقيقيا، ضد اطفال ونساء دارفور»، وأضاف «عليهم الضغط على الخرطوم لتسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية، ومقاطعة الحكومة السودانية، ان كانت جادة في محاربة الارهاب». وقال حسين: «ما يستحق الادانة من الجامعة هو مواصلة السلطات السودانية لقتل ابناء ونساء دارفور في الاقليم والعاصمة الخرطوم». وأضاف حسين ان «الجامعة عزلت نفسها عن الشعب السوداني.. وأهل دارفور». وتحدى الجامعة باجراء استفتاء وسط الشعب السوداني حول ادائها قائلا: «ستجد انها غير مرغوبة من قطاع كبير». واتهم الجامعة العربية «بانها لم تقم بزيارة الى معسكرات النازحين واللاجئين في دارفور، لانها تفرق بين الشعب السوداني على اساس اللون والعرق». وكانت الجامعة قد صنفت حركة العدل السودانية، بعد هجومها على الخرطوم، بانها «ارهابية» وطالبت بعزلها عن مفاوضات السلام. وقال حسين «الجامعة لا تستطيع عزلنا عن المفاوضات.. وليس لها الحق في ذلك لاننا نمثل ضمير شعبنا»، مطالباً المنظمة العربية باثبات انها ليست منحازة ضد الشعب السوداني على اساس عنصري، «عليها ان تثبت انها لا تساند الذين تطاردهم لاهاي بتهم ارتكاب ابادة جماعية، في دارفور». وردت الجامعة العربية أمس قائلة، إن اتهامات حركة العدل والمساواة، تؤكد وجود خلل في مفاهيم الحركة. وقال المستشار زين الصبان مسؤول العلاقات الأفريقية في مكتب الأمين العام للجامعة العربية، رئيس الشركاء الدوليين في مفاوضات أبوجا حول دارفور، إن «اتهامات الحركة، التي كانت تلعب دائما بورقة العنصرية والإثنية، تؤكد وجود خلل في مفاهيم تعانى منها»، واضاف في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» أن «المشكلة الرئيسية التي ما زال يعاني منها كثير من الحركات المسلحة في دارفور، أنها تنطلق من أفق ضيق قبلي، وتنقصها الرؤية المفاهيمية مما دفع المجتمع الدولي برمته لرفض التعامل معها».

وأشار إلى أن الجامعة العربية «هي المنظم الوحيد للعمل العربي، وما زالت، تعمل من أجل تقديم الأفكار والمساعدات الغذائية المباشرة لابناء دارفور أثناء النزاع، وحتى في قضايا التنمية بعد النزاع»، قائلاً إن المؤتمر العربي من أجل دارفور الذي عقد بالسودان تحت رعاية الجامعة العربية بلغت فيه التعهدات العربية نحو ربع مليار دولار، وأنه «لا يمكن لعاقل أن ينسى الزيارات المختلفة التي قام بها عمرو موسى (الأمين العام للجامعة العربية) لدارفور، وتفقده معسكرات النازحين ورعايته للمصالحة بين القبائل، ودعوته إلى قوافل مساعدات عربية إلى دارفور».