الأمم المتحدة: الحواجز العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية زادت.. ولم تنقص

السلطة الفلسطينية تتهم إسرائيل بوضع العراقيل أمام التوصل إلى اتفاق سلام هذا العام

TT

في الوقت الذي يتباهى فيه وزير الدفاع الاسرائيلي، ايهود باراك، أمام المسؤولين الأميركيين والمصريين بأن قواته خفضت من عدد الحواجز العسكرية الاسرائيلية في الضفة الغربية بهدف «تخفيف معاناة الفلسطينيين وتشجيع السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس»، كشف تقرير صادر عن الأمم المتحدة ان عدد هذه الحواجز قد زاد في الواقع بنسبة 7%، وارتفع من 566 حاجزا في سبتمبر (أيلول) 2007 الى 607 حواجز في أبريل (نيسان) الماضي. وانتهزت الرئاسة الفلسطينية، هذا التقرير لتجدد الإتهامات الى اسرائيل باستمرار وضع «عراقيل» امام عملية السلام.

وأوضح التقرير الذي أصدره مجلس التنسيق في القضايا الانسانية التابع للأمم المتحدة، ان اسرائيل أزالت فعلا خلال هذه المدة 110 حواحز بينها 7 خلال الشهر الجاري، لكنها بالمقابل أضافت 141 حاجزا جديدا، وهي بمقدار 7% منذ سبتمبر (ايلول) الماضي. وتركزت ازالة الحواجز في مناطق القدس ورام الله وبيت لحم، بينما تركزت عملية زيادة الحواجز في مناطق نابلس والخليل وطولكرم وقلقيلية. وما زال 250 ألف فلسطيني في محيط القدس مقطوعي الصلة عن المدينة المقدسة لا يستطيعون ادارة أعمالهم فيها ولا تعليم أبنائهم ولا حتى الصلاة في مساجدها. ولم ينف مارط ريجف، المتحدث بلسان رئيس الوزراء الاسرائيلي، هذه المعلومات واكتفى بالرد قائلا: «اسرائيل حريصة على تخفيف مصاعب السكــان وتــأخذ على عاتقهــا مخاطر أمنية كبيرة في سبيل ذلك». فيمــا أكد الفلسطينيون ان ما جاء في تقرير الأمم المتحدة هو الصحيح. فهذه الحواجز تقل في مكان مــا وتزيد في أمــاكن أخرى وتصرفات الجنود الاسرائيليين عليهــا لم تتغير ومــا زالت تتسم بــالعداء والغطرسة والتنكيل والتعذيب. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة، نبيل ابو ردينة، في بيان «ان تقرير الأمم المتحدة، يؤكد مرة أخرى، أن إسرائيل غير جادة، وما زالت تضع العراقيل أمام سير المفاوضات، ولا تساهم إطلاقا في تحقيق وعودها للمجتمع الدولي وللجنة الرباعية تحديدا». وتشكو السلطة الفلسطينية من عدم جدية الاميركيين في الضغط على اسرائيل لدفع عملية السلام. ولم تفض المفاوضات الدائرة بين الجانبين عن اي اتفاق. بل بدأت السلطة الفلسطينية تهئ الرأي العام لاحتمال فشل التوصل لاتفاق مع الاسرائيليين حتى نهاية العام.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس نفى شخصيا اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، التوصل الى اتفاقات مع الفلسطينيين. وقال عباس ان مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين لم تتمخض بعد عن نتائج من شأنها الدفع قدما باتجاه تحقيق السلام بين الطرفين. وهو ما حمل وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ليشكك في امكانية التوصل الى اتفاق فلسطيني ـ اسرائيلي حتى نهاية العام الجاري. ويسعى الاسرائيليون في احسن الاحوال الى التوصل الى «اتفاق رف» وقالت مصادر اسرائيلية لـ«الشرق الاوسط»، ان «هذا الاتفاق سيوضع على الرف طويلا، ومن يضمن ماذا سيحدث بعد عدة سنين» (في اشارة الى تخوفات من تعزيز مكانة حماس).

ونشر التقرير، بعد ساعات من قيام وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنر، بانتقاد سياسة الحواجز التي تتبعها قوات الاحتلال في الضفة الغربية. وقال كوشنير الذي زار البلدة القديمة في مدينة الخليل التي يسيطر عليها مستوطنون والجيش الاسرائيلي «ان الوضع هنا لا يطاق». واضاف «إن العوائق الإسرائيلية، بحق الفلسطينيين ما زالت قائمة».