صاروخ أميركي قتل أبو سليمان الجزائري داخل باكستان

خبير مفرقعات كان يعد لشن هجمات ضد الغرب

TT

يسري اعتقاد بأن عضو القاعدة الذي قتل في غارة جوية أميركية في باكستان الأسبوع الماضي جزائري الجنسية وهناك مزاعم بأنه متورط في تدريب المسلحين والتخطيط لشن هجمات ضد الغرب وذلك وفقا لتصريحات مسؤولين اول من امس.

وقال مسؤولون أن الرجل، وكنيته أبو سليمان الجزائري، قد لقي حتفه في 14 مايو (آيار) في الغارة التي تسببت في مقتل 14 شخصا وهدم مجموعة من المنشآت بجوار قرية دامادولا وهي معقل للقاعدة في شمال غربي باكستان. وصرح كل من مسؤول أميركي مُطلع ومسؤول أوروبي رفيع المستوى أنهما يعتقدان أن الجزائري قد لقي مصرعه. وأضافا أن القوات الأميركية المحاربة للإرهاب تستهدف أهم المخططين للمخابئ في باكستان. ويعتبر مقتل الجزائري خسارة أخرى في سلسلة الخسائر الأخيرة للقيادات في تنظيم القاعدة.

وأضاف المسؤول الأوروبي، الذي طلب عدم ذكر اسمه نظرا لحساسية الموضوع: «كان الجزائري يحتل مركزا هاما في صفوف القاعدة، بل هو في أعلى الصفوف. ويشتبه في أنه كان أحد المتورطين في تدريب واستهداف المصالح الغربية. كما توجد معلومات غير مؤكدة بأنه اشترك في التخطيط لهجمات ضد أوروبا».

وقد رفض المسؤولون الحديث عن عملية الأسبوع الماضي بسبب التوتر السياسي في باكستان جراء الغارات الجوية الأميركية. كما أن قوة القاعدة وحركة طالبان وسط المناطق القبلية في باكستان تحول دون التأكد من المعلومات الواردة.

في الحقيقة، ما زالت هناك بعض الشكوك حول هوية هذا القتيل. فقد صرح مسؤول رفيع المستوى في المخابرات الباكستانية أنه يعتقد أنه ليس الجزائري ولكن مسلح آخر أجنبي. وعلى الرغم من ذلك، قال المسؤولان الأميركي والأوروبي إن معلوماتهما حول هوية الرجل تبدو مؤكدة.

ونقلا عن المسؤول الأميركي الذي طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مكلف بالإدلاء بتصريحات حول هذا الموضوع: «يوجد أسباب قوية تجعلنا نعتقد أن الجزائري لقي مصرعه». وأضاف المسؤول الأوروبي بأنه وردت إشارات ضمنية عن مقتل الجزائري على المواقع المتطرفة على الانترنت.

ويصف المسؤول الأميركي الجزائري بأنه كان خبيرا في المفرقعات و«مدربا مهما للإرهابيين».. «فقد كان عضوا بارزا فيما يتعلق بالتدريب. وأشخاص مثله لهم أهمية كبرى في المخططات الإرهابية. وهذا لا يعني أنه لا بديل له، ولكن القاعدة بذلك فقدت شخصا له خبرة كبيرة».

استطاع زعيم القاعدة أسامة بن لادن ونائبه أيمن الظواهري الهرب من مطارديهم من قبل. كما كادت غارة على دامادولا عام 2006 أن تصيب الظواهري. وصرح مسؤولون بأن الهجمات المنظمة على قادة التنظيم تؤتي ثمارها. وقد قتل قائد ليبي في يناير (كانون الثاني) أثناء إحدى الغارات على باكستان هذا العام.

وتوفي قائد العمليات الخارجية في التنظيم أبو عبيدة المصري متأثرا بعدوى مرضه. وألقي القبض على خليفته العراقي أواخر عام 2006.

ووفقا لما ذكره المسؤولون فقد ظهر الجزائري في باكستان منذ حوالي ستة أعوام، وكان في مركز متوسط، ولكنه ترقى بعد سقوط المخططين والمدربين الآخرين. ويضيف المسؤول الأوروبي: «كان يمكنه أن يخلف المصري».

وعلى الرغم من أن الكثير من مقاتلي القاعدة جزائريين إلا أنه ألقي القبض على القليل منهم في مركز القيادة في باكستان أو أفغانستان. وهم ينشطون بكثافة في شمال أفريقيا وأوروبا والعراق. كما أن زعماء القاعدة يخشون من تسلل جواسيس جزائريون إلى الحركات المتطرفة الجزائرية.

وصرح لويس كابريولي، قائد سابق في قوات محاربة الإرهاب في الاستخبارات الفرنسية بأن النجاح المتزايد للغارات الجوية يشير إلى أن وكالات التجسس الأميركية وحلفاءها أحرزت تقدما في التسلل إلى خلايا القاعدة في باكستان. وقال أيضا: «يجب أن يكون لديك استخبارات جيدة لتتمكن من إصابة مثل هذا الهدف، فذلك يتطلب عناصر بشرية وأيضا فنية. وأعتقد أن الأموال التي يدفعها الأميركان أصبح لها نتيجة».

«أيضا هناك قوات في أفغانستان حيث تجرى تحقيقات مع المعتقلين. فهذه ثمار جهود طويلة الأجل».

*خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»