إعلان رئيس المجلس الوطني الإماراتي عن وساطة روسية يثير غضب الإيرانيين

الخارجية الإيرانية تصف تحركات مسؤول إماراتي بشأن الجزر بـ«مثيرة للريبة ومشبوهة»

TT

في هجوم هو الأول من نوعه، شنت إيران أمس هجوما على رئيس المجلس الوطني الإماراتي (البرلمان)، واصفة محاولاته في تحريك قضية جزر بلاده الثلاث المحتلة من قبل إيران بأنها «مثيرة للريبة ومشبوهة». كما رفضت إيران أي وساطة روسية مزمعة في شأن الأراضي الإماراتية المحتلة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سيد محمد علي الحسيني، في تصريح له حول ما تردد من وساطة روسيا بين ايران والامارات، ان العلاقات بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والامارات هي على أعلى المستويات، «واذا كان هناك سوء فهم بين البلدين فيتم حله عن طريق المحادثات الثنائية، وليست هناك حاجة الى تدخل من الاطراف الاخرى»، وفق ما نقلت وكالة مهر للأنباء.

الهجوم الذي استهدف عبد العزيز الغرير رئيس المجلس الوطني الإماراتي، الذي قام بجملة تحركات دولية لعرض وجهة نظر بلاده في الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث، اعتبره الحسيني مشبوه، إذ قال «التحركات الاخيرة لبعض الافراد في الامارات لتأجيج سوء الفهم الثانوي بين البلدين، مثيرة للريبة ومشبوهة»، من دون أن يسمي الناطق الرسمي باسم الخارجية الإيرانية المسؤول الإماراتي بصورة صريحة.

«الشرق الأوسط» اتصلت بعبد العزيز الغرير في محاولة لمعرفة رأيه في التصريحات الإيرانية ضده، إلا أن المسؤول الإماراتي تحفظ على الرد على ما قاله الناطق باسم الخارجية الإيرانية.

وكانت ايران قد احتلت الجزر الإماراتية الثلاث المشرفة على مضيق هرمز بين ايران والامارات، بعد انهاء الانتداب البريطاني للخليج في 1971، وترفض منذ ذلك الحين مطالبة الامارات باستعادتها، كما ترفض عرض القضية امام محكمة العدل الدولية في لاهاي.

ويقود الغرير، بصفته رئيسا للسلطة التشريعية في بلاده تحركات المجلس الوطني لبلاده، لإيجاد حل لأراضي بلاده المحتلة منذ سبعة وثلاثين عاما، وكان أشد هذه التحركات تصريح رئيس المجلس الوطني الاتحادي الاماراتي برفع الخلاف بين الامارات وإيران على الجزر الثلاث، الى مجلس الأمن، عندما صرح مطلع الشهر الجاري قائلا: «لدينا الكثير من الطرق والخيارات وسنستعمل جميع خياراتنا في الوقت المناسب للمطالبة باسترجاعنا لهذه الجزر»، مضيفا «لا بد من أن تطالب الإمارات إيران باللجوء الى محكمة العدل الدولية».

وقال المسؤول الإيراني ان بلاده اكدت مرارا استعدادها للمحادثات مع الامارات لتسوية «سوء الفهم حول ابو موسى»، في إشارة إيرانية صريحة إلى أن قضية الجزر المحتلة تنحصر في جزيرة أبو موسى وحدها، بدون الحديث عن جزيرتي طنب الصغرى وطنب الكبرى.

وعاد الغرير قبل يومين من روسيا بعد زيارة رسمية وإجراء مباحثات مع المسؤولين فيها، وصفها بأنها «جيدة فاقت نتائجها التوقعات، خاصة في ما يتعلق بقضية الجزر الإماراتية الثلاث»، مضيفا أن وزارة الخارجية الروسية أبدت تفهما واضحا للموقف الإماراتي من هذه القضية واتباعها الأسلوب السلمي لحلها. غير أن الحسيني أكد ان المسؤولين الروس «يعرفون جيدا موقف الجمهورية الاسلامية الايرانية، ونحن نشك بصحة الاخبار التي نقلت عن المسؤولين الروس، كما ان الجانب الروسي اكد ان ما ذكر ليس موقف روسيا».

ونصح المسؤول الإيراني «الاصدقاء الاماراتيين باجراء محادثات ثنائية بهذا الشأن بدلا من القيام بمحاولات عديمة الجدوى لاقحام اطراف اخرى في هذا الموضوع».

وبحسب عبد العزيز الغرير فإن وزارة الخارجية الروسية أبدت استعدادها بناء على طلب وفد المجلس الوطني الإماراتي في القيام بدور الوسيط لاقناع طهران التي لها علاقات جيدة مع موسكو بضرورة الاعتراف بوجود مشكلة قائمة بين الإمارات وإيران بشأن الجزر الثلاث. وعلق الغرير على الموقف الروسي بشأن الوساطة بأنه بداية لتحريك الموضوع مع طهران، لاقناعها بامكانية التفاوض للوصول الى حل بعد أن كان موقفها في السابق هو النفي المستمر لوجود هذه المشكلة العالقة مع الإمارات. ووفقا للغرير فإن الزيارة توجت بدعم واضح من سيرجي ميرونوف رئيس المجلس الفيدرالي، الذي أكد وجوب عودة الجزر الثلاث إلى الإمارات، وهو ما اعتبره وفد الامارات موقفا ايجابيا للغاية يدعم مطالبة الإمارات السلمية باستعادة جزرها.

وأشار الغرير الى أن ميرونوف شفع قوله باقتراح تشكيل فريق يضم رئيسي لجنتي الصداقة الروسية الإيرانية والروسية العربية في مجلس الشيوخ، وممثلا عن المجلس الوطني لبحث الموضوع مع إيران. وأكد الغرير أن المجلس الوطني الاتحادي سيعمل على استثمار هذا الموقف ومتابعته مع الخارجية الروسية والمجلس الفيدرالي الروسي، كما سيتابع الخطوات المكملة لتنفيذ المقترح الروسي في كل المحافل البرلمانية الدولية لإقناع إيران بوجود هذه المشكلة.