640 إعلاميا غطوا انتخاب العماد سليمان.. وعددهم فاق أعداد النواب والضيوف

سجاد أحمر فرش خصيصا ليسير عليه أمير قطر * المعلم حاز اهتمام الاعلاميين.. ووصول الوفد الأميركي سيرا على الأقدام أربك الحراس

أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، يستعرض مع رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، حرس الشرف لدى وصوله امس الى مطار بيروت (أ ف ب)
TT

«تفضلي أسمك موجود على لائحة الارهاب» قال الشرطي ممازحا وهو يفسح الطريق للصحافية الفرنسية التي جاءت لتغطي وقائع جلسة انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان الرئيس الـ12 للجمهورية اللبنانية. قالت انها حضرت خصيصا لأن «لبنان طاحونة العالم العربي» ويستحق ان يحظى كل حدث فيه باهتمام الاعلام الغربي.

ساحة النجمة، حيث مقر البرلمان اللبناني والطرق المؤدية اليها كانت تعيش لحظات تاريخية. فقد طوى اتفاق الدوحة صفحة الأزمة التي كادت تنزلق بالبلاد الى حرب أهلية بعد بوادر الفتنة التي تسببت بها الاحداث الاخيرة.

الإجراءات الامنية مشددة، كما لاحظ 640 اعلاميا بين مراسلين ومصورين فاق عددهم عدد النواب والضيوف ورجال الامن من جيش وقوى أمن داخلي. كلهم حصلوا على بطاقات ليتمكنوا من التجول المحدود حول مبنى المجلس من دون ان يسلموا من عمليات ردع متكررة لإعادتهم الى مكتبة المجلس حيث يمكنهم ان يتابعوا وقائع الجلسة عبر شاشتين عملاقتين. لم يكن بالإمكان تنظيم الترتيبات اللوجستية على الارض بأحسن مما أنجز. فالساحة الصغيرة نسبيا ضاقت بمواكب السيارات التي أقلت النواب والضيوف وصولا الى الباب الرئيسي للبرلمان. النائبان علي حسن خليل وعلي بزي من كتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري، حرصا منذ الثالثة من بعد الظهر على متابعة وصول الضيوف ومرافقة كبار هؤلاء الى الداخل، كما فعل خليل لدى وصول وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل يرافقه السفير د. عبد العزيز خوجة.

السجاد الأحمر الذي فرش عند مدخل البرلمان لم يكن «قشيبا» بما فيه الكفاية لذا تم احضار المزيد منه. قال البعض ان السجاد فرش خصيصا ليسير عليه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي وصل برفقة بري.«النواب النجوم» حظوا باهتمام محطات التلفزة فكانوا ينتقلون من كاميرا الى أخرى للإدلاء بتصريحاتهم. في حين لم يحظ النواب المغمورون بهذه النعمة، لا سيما بعد توقف المجلس النيابي عن العمل لأكثر من عام نصف عام، ما غيّب وجوههم عن الذاكرة. فكانت الاسئلة عن هوية فلان او علان تتكرر لدى وصول اي منهم. كما ان بعض هؤلاء بدوا أكبر سنا مما عهدهم الصحافيون وكأن فترة انقطاعهم عن قاعات المجلس دامت اعواما. الحضور النيابي النسائي حظي ايضا بتعليقات من «الزملاء». قال أحدهم «ستريدا جعجع تصر على ارتداء الابيض وكأنها عروس». اما غنوة جلول فقد وجد «الشباب» ان شعرها «المجعد بلونه الفاتح» يمنحها اطلالة شابة اكثر من ذي قبل. حساسية الفترة السابقة التي كانت تتحكم بالمحطات الاعلامية بحسب انتمائها الى الموالاة او المعارضة لم تحضر يوم انتخاب سليمان رئيسا للبنان. فكان اقطاب الموالاة ضيوف محطات «المنار» و«الجديد» و«ان. بي. ان». كما كان اقطاب المعارضة ضيوف محطتي «المستقبل» و«المؤسسة اللبنانية للارسال». اما مراسلة التلفزيون السوري فحرصت على الانتقائية في اختيار ضيوفها ليأتوا من لون واحد تجنبا للإحراج. في تمام الرابعة بدأ تدفق النواب والشخصيات الى الساحة. وصول وزير الخارجية السوري وليد المعلم حاز اهتمام الاعلاميين الذين تناقلوا الخبر، لاسيما بعد تردد انباء عن احتمال عدم حضوره. ولوحظ ان اعضاء الوفد الاميركي وصلوا سيراً على الاقدام بعد جولة في الوسط التجاري المحيط اربكت رجال الامن المكلفين حراستهم.

نواب «اللقاء الديمقراطي» وصلوا متفرقين وبقوا في الساحة بانتظار وصول رئيس كتلتهم النائب وليد جنبلاط ليرافقوه الى الداخل. اما نواب كتلة «حزب الله» فقد تجمعوا في المبنى المخصص لمكاتب النواب. وعندما اكتمل عقدهم ساروا جميعا باتجاه البرلمان. نواب كتلة المستقبل «وصلوا بسيارات متشابهة من طراز واحد ولون واحد، باستثناء رئيس الكتلة سعد الحريري الذي وصل في موكب خاص مؤلف من خمس سيارات مرسيدس واربع سيارات ذات دفع رباعي. التقى على درج البرلمان مع وزير الخارجية الاماراتي عبد الله بن زايد وصعدا سوية بعد ان لوح بيده. وفي تمام الخامسة فرغت الساحة. انتقل الاعلاميون الى داخل قاعة المكتبة المخصصة لهم وتابعوا مجريات الجلسة. كعادته ضبط بري ايقاع جميع «الزملاء» وفرض عليهم التزام مقاعدهم. كما ذكرهم بوجوب كتابة اسم مرشحهم «حاف» (باللهجة اللبنانية) اي من دون إضافة اي لقب وإلا لا تحتسب الورقة. وبأسلوبه الخاص كان يرد على المعترضين على آلية انتخاب الرئيس. مازح الوزيرة نايلة معوض التي اوضحت ان آلية الانتخاب بشكلها الحالي تشكل خرقا للدستور، فقال لها: «كل ما اريده منك هو صوتك». لدى فرز الاوراق وقف بري الى جانب اللجنة التي تولت الامر وحرص على التدقيق في كل ورقة. الاوراق التي حملت اسم الرئيس ميشال سليمان كانت تقرأ بصوت عال. اما الاوراق الثلاث التي حملت اسماء كل من الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنواب الشهداء واسم نسيب لحود واسم جان عبيد فقد قرئت بصوت خافت، فكرر بري الاسماء بصوت عال. التصفيق رافق اعلان النتيجة التي اعادت الى قصر الرئاسة في بعبدا رئيسا بـ118 صوتا وست اوراق بيضاء والثلاث الباقية. كذلك اطلاق النار. ذلك ان وصية الرئيس سليمان بعدم اطلاق النار في الهواء ابتهاجا لم تنفع، فقد وصل الرصاص الطائش الى ساحة النجمة.