قيادي في التيار الصدري لـ«الشرق الأوسط»: المالكي خرق الدستور .. ونجمع أدلة ضده

قال إن مشاركة الكتلة في الانتخابات المحلية بقائمة مستقلة أمر «غير محسوم» > العثور على 38 مخبأ للأسلحة في مدينة الصدر بعضها في مسجد ومستشفى

TT

هدد التيار الصدري أمس باستدعاء رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى البرلمان لاستجوابه بشأن «الخروقات» التي حصلت يوم الجمعة الماضي عندما «منعت» القوات الامنية العراقية أنصار التيار من تأدية صلاة الجمعة في مدينتي بغداد والبصرة، من ناحية ثانية، اعلن التيار أن مشاركته في انتخابات مجلس المحافظات بقائمة مستقلة أمر «غير محسوم».

وقال النائب عن الكتلة الصدرية عقيل عبد الحسين «سنعمل جاهدين على استجواب رئيس الوزراء في مجلس النواب باعتباره منتهكا للدستور ولم يسمح للتيار الصدري بإقامة شعائره الدينية»، واعتبر عبد الحسين أن هذا الأمر «رسالة واضحة للتيار الصدري بعدم السماح لهم بإقامة صلاة الجمعة»، حسبما اوردته الوكالة المستقلة للانباء (اصوات العراق).

وكان التيار الصدري قد اصدر بيانا دان فيه عملية منع صلاة الجمعة وعدها انتهاكا للدستور لمنع اقامة الشعائر الدينية.

من جانبها، أوضحت اسماء الموسوي، عضو المكتب السياسي للتيار الصدري لـ«الشرق الاوسط» «كان من المفترض ان يناقش البيان داخل جلسة البرلمان غير ان اللجنة الخماسية في الائتلاف وعدت بمناقشة الأمر ونحن وافقنا»، وأضافت «انهم وعدوا بأن يكون البيان على قائمة الأولويات لمناقشته.. ونحن ننتظر رد اللجنة الخماسية من اجل الوصول الى حل». وأوضحت أن عملية دعوة المالكي لحضور البرلمان لاستجوابه بشأن الخروقات لن تتم الآن، وان الأمر يعتمد على رد وفد الائتلاف. وقالت الموسوي ان يوم الجمعة شهد خروقات عدة للاتفاقية في مدن الناصرية وبغداد والبصرة، موضحة أنه تمت «محاصرة» صلاة الجمعة ومنع قيامها «بحجج عدة»، وقالت ان في منطقتي البياع وحي العامل ببغداد اعتقلت القوات الامنية 300 مصل فضلا عن 150 شخصا آخرين من السابلة، واصفة العملية بـ«المستفزة».

وأضافت الموسوي أن «هناك مواد دستورية مصادقا عليها من قبل الشعب العراقي تنص على احترام الشعائر الدينية، لذلك تحدثت الكتلة الصدرية في هذا الموضوع لأن منع صلاة الجمعة يجعل الحكومة في دائرة الاستجواب من قبل ممثلي الشعب». من جانبه، قال النائب احمد المسعودي، عن الكتلة الصدرية، لـ«الشرق الاوسط» إن التيار الصدري «بصدد جمع الأدلة والوثائق التي تدين رئيس الوزراء والضباط ووزير الداخلية، لكن الوضع الآن في مجلس النواب لا يتيح لنا الفرصة»، وأضاف «ننتظر تغييرات سياسية كبيرة خلال اسبوع او اسبوعين»، غير انه احجم عن ذكر هذه التغييرات. وعلى صعيد ذي صلة، قالت الموسوي ان مشاركة التيار الصدري في قائمة مستقلة في انتخاب مجالس المحافظات المزمع اجراؤها في اكتوبر (تشرين الاول) المقبل امر غير محسوم، ونوهت الى ان التيار يدعم ويشجع الشخصيات الوطنية والكفاءات للمشاركة في الانتخابات المحلية.

وكان التيار الصدري قد اتهم الحكومة بأن عملية «صولة الفرسان» التي نفذتها في مدينة البصرة مؤخرا ترمي الى عرقلة التيار عن مشاركته في الانتخابات المحلية، كما أعلن المالكي في وقت سابق أنه سيمنع التيار من المشاركة في الانتخابات ما لم يقوم بحل ميليشيا جيش المهدي الموالية له.

وبهذا الصدد، قال المسعودي إن «التيار الصدري ليس حزبا او تنظيما وانما تيار جماهيري واسع يتألف من المثقفين والكسبة وغيرهم ولهذا يعطي التيار الحق لأبنائه بالتسجيل في الكيانات السياسية للمشاركة في الانتخابات». وأضاف «نظرتنا كتيار الى مجالس المحافظات بانها خدمية وليست سياسية وبالتالي فهي بعيدة عن التجاذبات السياسية».

وقال المسعودي إن التيار الصدري في طور المناقشات مع العشائر للدخول في تحالفات لخوض الانتخابات، وأضاف ان «الذي يقربنا او يبعدنا عن هذه الكتل هو المصلحة الوطنية»، مضيفا «نريد ايصال أناس نزيهين ومثقفين وليس أناسا مسيسين يعملون لصالح أحزابهم مثل المجالس الحالية».

وقال المسعودي ان «قرار مشاركة التيار بقائمة واحدة لم يحسم بعد، وان الكتلة الصدرية بانتظار صدور قانون المحافظات لنرى ما هي الثوابت والشروط».

وميدانيا، اعلن الجيش الاميركي امس ان القوات العراقية المنتشرة في مدينة الصدر معقل ميليشيا جيش المهدي، عثرت على «كميات كبيرة» من الأسلحة والمتفجرات، خصوصا في أحد المساجد ومستشفى خلال عمليات تفتيش.

وأكد بيان أن اثنين من المخابئ التي عثر عليها داخل مسجد ومبنى آخر بالقرب منه يحتويان على مئات البنادق وألغام مضادة للدبابات، وسترات واقية من الرصاص وحوالى مائة صاروخ وكميات كبيرة من القذائف المضادة للدروع. وأشار الى ان «غالبية هذه الأسلحة عثر عليها داخل المسجد». وأوضح ان «الجنود العراقيين اكتشفوا مخبئا ثالثا في احد مستشفيات مدينة الصدر». ووفقا للبيان، فقد عثر على 38 مخبئا للسلاح في الضاحية الشيعية منذ بدء عملية «السلام» الامنية الثلاثاء الماضي، حسبما اوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وينتشر آلاف الجنود العراقيين في معظم أرجاء مدينة الصدر وخصوصا عند مفاصل الطرق، وسط ترحيب السكان الذين سئموا الاشتباكات.

وشهدت المدينة اشتباكات عنيفة خلال الشهرين الماضيين، مما دفع بالقوات الاميركية الى بناء جدار اسمنتي ضخم يمتد بطول اربعة كيلومترات في شارع القدس بهدف إبعاد مرمى الصواريخ والقذائف التي يطلقها مسلحون باتجاه المنطقة الخضراء.