أحد قادة «العمل» الأساسيين يشكل حزبا جديدا باسم «إسرائيل قوية»

توقع انسحاب قيادات أخرى لخلافاتها مع باراك

TT

في ضربة لحزب العمل الاسرائيلي، لا سيما زعيمه وزير الدفاع ايهود باراك، انسحب النائب المخضرم رئيس الوزراء الأسبق، افرايم سنيه، من الحزب معلنا عن تشكيل حزب جديد باسم «يسرائيل حزاكا» اي اسرائيل قوية. وقال سنيه في المؤتمر الصحافي الذي عقده في تل ابيب امس لاعلان الانسحاب «اشعر بحاجة لحزب جديد لملء الفراغ السياسي.. حزب له اجندة اجتماعية يمكن ان يدفع في اتجاه عملية السلام، ويجذب دماء جديدة». وقال سنيه في المؤتمر الصحافي الذي نقلته الإذاعة الاسرائيلية، إنه سيستقيل من الكنيست وسيتنازل عن مقعده البرلماني. ووجه انتقاداً شديداً إلى حزب العمل، معتبراً أنه «عاجز تماماً عن الخروج من الأزمة الحادة التي يمر بها». وأضاف «ان قرار تشكيل الحزب الجديد لم يأت انعكاسا لعلاقاتي الشخصية (في اشارة الى علاقته المتدهورة مع باراك) بل هو ناجم عما تحتاجه اسرائيل». وتابع القول «للأسف الشديد ان حزب العمل فقد ارادته لقيادة عمليات داخل اسرائيل والشرق الأوسط. حاولت ان أوقف (التدهور) لكنني وجدت ان الحزب ليس مستعدا لذلك بعد».

وتابع سنيه القول «أعرف أن أمامي طريقا طويلا مضطربا مليئا بالمطبات. لكنني وطيلة رحلتي العسكرية وكذلك السياسية، لم أتهرب من امام الصعاب. لقد اخترت دوما الطريق الافضل للشعب كما افعل الآن. وسأرحب بأي شخص يريد الانضمام إلي».

وعن اسم الحزب الجديد قال «ان هذا الاسم يمثل القوة العسكرية والاجتماعية للشعب الاسرائيلي»، مستطردا ان هناك شيئين يهددان الوجود المستقبلي لاسرائيل وهما الانشقاق الاجتماعي في الداخل والمخاطر الخارجية.. فمن جهة فان الاستقطاب داخل المجتمع الاسرائيلي في اتساع مطرد.. ومستوايات التعليم والخدمات الاجتماعية في انحدار مطرد، اضافة الى تلاشي احساس المشاركة والضمانات المتبادلة». وعلى الصعيد الخارجي قال «ان الذين يريدون تدميرنا يزدادون قوة. وهذا الوضع، وثمة فئة قليلة من الناس تعرفه جيدا، يتطلب ان تكون لاسرائيل قيادة وطنية افضل وساحة سياسة احسن. لكن في الحقيقة فان نوعية قيادتنا تتدهور كما ان الرأي العام تعب من السياسة».

ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مقربين لسنيه القول انه رفض عرضا من حزب كديما برئاسة ايهود اولمرت بالانضمام. وحمل سنيه باراك جزءاً من المسؤولية عن هذه الأزمة، مشيرا الى أن «النظام السياسي الحزبي لم يعد يتمتع بثقة الجمهور وهناك مجال لدخول أناس جدد».

الى ذلك اجتمع باراك بوزراء الحزب، قبل جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية، وأبلغهم بقرار سنيه الانسحاب من الحزب. ووعد باراك بإعادة دراسة تصرفه، مشيرا إلى انه ربما أخطأ. وحسب مصادر اسرائيلية فان باراك سيحاول استرضاء سنيه واعادته الى الحزب.

يذكر ان باراك كان قد طرد سنيه من منصبه كنائب لوزير الدفاع بعد نجاحه بزعامة حزب العمل ضد عمير بيرتس. ويعتبر سنيه من اشد منتقدي باراك. وابلغ سنيه باراك بقرار الانسحاب في مكالمة هاتفية استغرقت عشر دقائق فقط، بعد قطيعة بين الرجلين تعود الى اشهر مضت، لم يتبادلا خلالها الحديث قط.

ويعتقد مسؤولون كبار في العمل بأن سنيه لن يكون الأخير الذي ينسحب من الحزب وذلك بسبب علاقة باراك (وهو ليس عضوا في الكنيست) السيئة بالنواب.

وقد ينسحب من حزب العمل ايضا النائب عوفير بنيس في حال نجح حزب الخضر في اقناع النائب بالانضمام اليه وترؤسه. وثمة احتمال كبير ان يقبل بنيس العرض، خاصة استطلاعات الرأي ترجح فوز الخضر بـ4 مقاعد في الكنيست في الانتخابات المقبلة.

لكن بنيس نفى ذلك، كما نفى امكانية الانسحاب من العمل كل من عمير بيريتس ويورام مارسيانو.