أولمرت يفشل في دحض تهم الرشى.. ومصادر الشرطة تتوقع تقديم لائحة اتهام ضده نهاية الصيف

المحققون سألوه: سيدي رئيس الوزراء أين الأموال؟

TT

يتضح من معطيات جديدة سربتها مصادر مطلعة على التحقيق مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، ان الاطاحة به اصبحت مسألة وقت. وهو ما اكدته مصادر في النيابة العامة الاسرائيلية التي قالت انه في حال عدم حصول تطورات دراماتيكية في القضية، فإن مسألة تقديم لائحة اتهام ضد اولمرت «باتت مؤكدة».

ولم ينجح اولمرت يوم الجمعة الفائت في دحض الشبهات حول تلقيه رشىً مالية من المليونير الأميركي اليهودي، موريس تالانسكي. وتقدر المصادر ان تقدم لائحة الاتهام ضد رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي تعهد بالاستقالة في حال قدمت اللائحة، حتى انتهاء الصيف كأقصى حد، وستشمل مخالفات غش وخداع. وكان أولمرت قد أبدى انزعاجَه من تسريب معلومات حول القضية. وقال لمحققيه «أنا أتصرف بطريقة رجل دولة، وانتم تقومون دائما بتسريب تفاصيل عن التحقيق، ونحن نستيقظ كل يوم على عناوين رئيسية جديدة حول امور لم تحدث قط». ونفت الشرطة الإسرائيلية امس، مسؤوليتها عن تسرب معلومات بشأن تطورات التحقيق مع اولمرت. وقالت الشرطة في بيان صحافي نقلته الإذاعة الإسرائيلية «إنها تنظر بخطورة إلى أي محاولة لتحميلها مسؤولية التسريبات الأخيرة». وأضافت «أن جهات مختلفة ملمة بتفاصيل التحقيق تسرب المعلومات على أساس مصالح مختلفة لتسليط الأضواء على مسائل لا علاقة لها بالموضوع». ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن هذه المصادر تأكيدها «أن اولمرت اعترف في آخر جولة تحقيق أجريت معه الجمعة الماضي بتسلم مبالغ مالية من تالانسكي لتمويل الانتخابات»، نافيا أن تكون على سبيل الرشوة. وتركزت جلسة التحقيق، التي دامت ساعة واحدة، صباح الجمعة الماضي، في شبهات تتعلق بالغش والخداع وخرق الأمانة ومخالفة قانون الهدايا وتسجيل كاذب في وثائق جمعية وتبييض أموال والحصول على رشى. وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية، فإن اولمرت واجَهَ اسئلة حول مصير الأموال. وقال له المحققون «سيدي رئيس الحكومة، أين المال؟». وتشير المصادر إلى أن المحققين سألوا أولمرت حول سبب موافقته على تلقي مبالغ نقدية بشكل مخالف للقانون، وما هي المبالغ التي تسلمها، ولِمَنْ نقلها، وهل دقق في كيفية صرف الأموال بعد أن سلمها لمديرة مكتبه، شولا زاكين، والمحامي أوري ميسر (صديقه ـ محام مرتبط بملف فساد آخر). كما سألوه إن كان عمل على تسهيل شؤون تالانسكي مقابل الأموال. وكان ميسير قد قدم للشرطة دليلا مدينا بخصوص الاموال، ويشمل ذلك ان اولمرت طلب منه اعادة بعض النقود التي اعطاها لميسير الذي قال انه لا يعرف ما حدث بهذه الاموال.

ونقلت، صحيفة «هآرتس» عن مصدر ضالع في التحقيق، قوله إنه رغم استعداد أولمرت لجلسة التحقيق يوم الجمعة إلا أن «وضعه لم يتحسن خلال الجلسة، فهو لم ينجح في توفير مبررات مقنعة لحقيقة تلقيه للمال، وهو لم يفسر سبب عدم تسجيل المبالغ المالية التي حصل عليها، ولم يُبلغ عنها السلطات ذات العلاقة». وكشفت «يديعوت أحرونوت» بعض تفاصيل إفادة تالانسكي أمام محققي الشرطة. وقال انه «مرتبط بأرض إسرائيل وشعب إسرائيل وتوراة إسرائيل». ويربط مراقبون بين تعاون تالانسكي مع التحقيق، وبين معتقداته اليمينية المتطرفة وعدم تأييده لخطوات سياسية ينفذها أولمرت، مثل استعداده للانسحاب من الضفة الغربية. ومن المقرر ان تستمع المحكمة المركزية في القدس إلى شهادة مبكرة يدلي بها تالانسكي غدا قبل مغادرته إسرائيل عائدا إلى الولايات المتحدة. بعد أن رفض القضاة طلب أولمرت إرجاء موعد الإدلاء بالشهادة.