سورية تنظر إلى وضعها الجديد في المنطقة بحذر

كوشنير يطلب موعدا مع المعلم وسط انتقادات صحافية شديدة له

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر دبلوماسية غربية أن السفارة الفرنسية في بيروت طلبت من وزير الخارجية السوري وليد المعلم موعدا للقاء وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في بيروت على هامش حضور الوزيرين لجلسة مجلس النواب اللبناني لانتخاب رئيس للجمهورية، إلا أن الوزير المعلم لم يحدد موعدا، كون برنامج زيارته إلى بيروت لا يتضمن سوى حضور جلسة انتخاب الرئيس. وانتقدت دمشق كوشنير حول اتفاق الدوحة بين اللبنانيين معتبرة أن «خيبات الأمل كانت واضحة داخل وخارج لبنان» إزاء اتفاق الدوحة رغم أن «الجميع تقريباً رحبوا» به. وكان كوشنير قال إن اتفاق الدوحة يسير في «الاتجاه الصحيح» من حيث انتخاب رئيس للبنان وتشكيل حكومة وحدة وطنية لكنه أشار إلى أن هذا الاتفاق «لم يحقق تسوية للأزمة اللبنانية بعمق».

وقالت صحيفة «الثورة» السورية الرسمية في افتتاحيتها امس إن «الذين خابت آمالهم علناً أو ضمنا إنما قالوا مراراً وتكراراً إنهم يبحثون عن خلاص لبنان، واتهموا غيرهم بإفساد أوضاع لبنان ولذلك هم اليوم يرحبون في الشكل ويخفون الخيبة لأنهم في الحقيقة كانوا يبحثون ليس عن خلاص لبنان بل عن العمق». وأضافت «إذا كان هذا العمق يعني بندقية المقاومة، فإن ما أقاموا به الدنيا على غيرهم مدعين أنه دفاع عن مصالح لبنان إنما كان دفاعاً عن مصالح إسرائيل لأن محركهم الأساسي كان ضرب المقاومة».

وتابعت الصحيفة أن سورية «كانت تعرف أن ثمة أعماقاً يريدون الوصول إليها من خلال رفعهم لراية انتخاب العماد (ميشيل) سليمان» رئيسا للبنان معتبرة أن «هذا التوجه للبحث في العمق بعيداً عن إرادة اللبنانيين وترك قراراتهم لهم هو إنذار خطر جداً يجب التحسب له».

وتوصل الفرقاء اللبنانيون إلى اتفاق لإنهاء الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد لأكثر من عام ونصف العام وكادت تؤدي إلى حرب أهلية لبنانية جديدة.

وبموجب هذا الاتفاق ينتخب البرلمان اللبناني اليوم قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للبنان لينهي فراغا رئاسيا استمر منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقالت الصحيفة الرسمية السورية إن «هذا الاتفاق يدفع بلبنان واللبنانيين خطوة طيبة باتجاه الخلاص من احتمالات الفتن والمضي في الطريق الصحيح».

على صعيد آخر رأت الأوساط السياسية السورية توجيه دعوة فرنسا للرئيس السوري لحضور مؤتمر قمة إطلاق الاتحاد من أجل المتوسط المقرر عقده بباريس في 13 يوليو (تموز) المقبل، مؤشرا على فتح صفحة جديدة في علاقات سورية مع الغرب، في ما اعتبرت صحيفة «الوطن» أن الدبلوماسية الفرنسية بدأت بخطوات «إعادة وصل ما انقطع مع دمشق، وبشكل تدريجي» وقالت الصحيفة المحلية في عددها الصادر أمس إن إدارة نيكولا ساركوزي «رهنت رفع مستوى العلاقات مع دمشق بتسهيل حل الأزمة اللبنانية وانتخاب رئيس، وها قد تم ذلك». ورأت أن زيارة السفير الآن لوروا إلى دمشق جاءت بعد زيارته جميع الدول المعنية بالاتحاد، لأن فرنسا كانت تنتظر «تغيرا ما» ومن هنا اعتبرت «الوطن» زيارته غداة اتفاق الدوحة «قد لا تكون مجرد مصادفة». وتساءلت عما إذا كانت «دمشق ستحضر هذه القمة دون ثمن؟» لافتة إلى أن فرنسا في عهد الرئيس السابق جاك شيراك لعبت دوراً أساسياً بتجميد توقيع اتفاق الشراكة الأوروبية السورية (ضمن مسار برشلونة) الذي تم توقيعه بالأحرف الأولى عام 2004، وأن «المعادلة تغيرت اليوم» متساءلة «هل ستشترط دمشق، توقيع اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي قبل قمة تموز؟».

إلا أن مصادر رسمية سورية رفضت الحديث عن أثمان وقالت لـ«الشرق الأوسط» ان هناك صفحة جديدة «فتحت»، وأن «وضع سورية تغير بالمنطقة وهي تنظر إليه بحذر»، وفي ما يخص حضور سورية لمؤتمر اتحاد من أجل المتوسط، قالت المصادر إن لدى دمشق «ملاحظات جذرية حول فكرة الاتحاد المتوسطي وهي قيد البحث في اجتماع الخبراء العرب في القاهرة، وبانتظار ما ستسفر عنه نتائج هذا الاجتماع» وبحسب المصادر فإن الملاحظات السورية تتصل «برفض أية خطوات تطبيعية مع إسرائيل في ظل استمرار عدم وجود سلام».