مصادر الحريري: لا معلومات عن لقاء مع نصر الله ولا مخاوف من الالتفاف على قرار المحكمة الدولية

TT

يدرك زعيم الاكثرية البرلمانية النائب سعد الحريري حجم المسؤولية التي تتطلبها المرحلة المقبلة، لذا وحتى عصر البارحة (الاثنين) لم يكن قد اتخذ قراره بشأن رئاسة الحكومة، كما قالت مصادر قريبة منه لـ«الشرق الاوسط». وأضافت: «انه يتشاور في الامر مع رئيس الحكومة الحالي فؤاد السنيورة أولا، ومع حلفائه في الاكثرية ثانيا». ونفت أي معلومات نشرتها بعض الصحف عن لقاء بين الحريري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يتم ترتيبه. وقال الحريري في حوار تلفزيوني مع قناة «المصرية» ان خطاب القسم لرئيس الجمهورية ميشال سليمان يظهر مدى توازنه وحكمته. وأضاف: «نحن ننظر الى الرئيس كرجل دولة، لذا كنا مصرين على وصوله الى سدة الرئاسة. لو أجريت الانتخابات قبل فترة، ربما لم تحصل الاحداث المؤسفة التي شهدها لبنان. فالرئيس سليمان هو رجل توافقي وبإمكانه ان يكون حكما بين الاطراف اللبنانية». وأعرب عن أمله بأن يقود سليمان البلاد الى بر الامان. وقال «سيكون له دور تاريخي». وردا على سؤال عن تقويمه لاتفاق الدوحة، قال: «اتفاق الدوحة ليس هدنة أو صلحا. هو حل لمسألة لبنانية كانت شائكة. يمكن ان يؤدي الى مرحلة مصالحة. وهذا ما نحتاجه كلبنانيين بعد الجرح العميق الذي أصابنا. اذا عولج الامر بمسؤولية نكون حيال تسوية تاريخية». وأضاف: «أن موضوع سلاح المقاومة وضع على الطاولة ليصار الى مناقشته في حوار هادئ بين الاطراف وبمشاركة الجامعة العربية».

وأوضح الحريري ان الاكثرية لم تتنازل عندما منحت المعارضة الثلث المعطل في الحكومة المقبلة. وقال: «في العام 2006 طلبت المعارضة الحصول على الثلث المعطل فرفضنا لأن الامر كان يتعلق بالمحكمة الدولية، ولأن الطلب ارتبط بمحاولة اسقاط حكومة السنيورة وبالاعتصام في الشارع. الحكومة اقرت مشروع المحكمة الدولية وتمسكت بقراراتها خلال الفترة السابقة. الا ان الأمور مختلفة بين الماضي والحاضر. اليوم نحن على أبواب انتخابات نيابية بعد عشرة اشهر. وليس صحيحا اننا تنازلنا تحت ضغط السلاح. ما حصل في بيروت منحنا قوة أكبر ودعما أكبر. هناك أطراف حليفة لحزب الله وحركة أمل استنكرت ما حصل. لسنا ضعفاء. نحن أخذنا ما نريد من الحكومة: محكمة دولية وباريس ـ 3. اما هم فقد عطلوا انتخاب الرئيس واقتحموا بيروت وشلوا وسطها من دون ثلث معطل». وأضاف: «اذا كانت المعارضة تحسب انها حسمت الامور على الارض لأنها تعدت على الاملاك فلتفرح بهذا العمل». وعن كيفية جمع «حزب الله» بين المقاومة والعمل السياسي في المرحلة المقبلة، قال الحريري: «بعدما حصل في بيروت والجبل وكل انحاء لبنان، شريحة كبيرة من اللبنانيين تنتقد هذا السلوك. من هنا أهمية تولي الرئيس سليمان وضع كل هذا المسائل على طاولة حوار، وأهمية وجود استراتيجية دفاعية جديدة. الرئيس كقائد للجيش يعرف كيف يستطيع ان يحدد هذه الاستراتيجية. فهو الحكم. الحوار سيتم بطريقة هادئة وليس على الشاشات. هناك دولة هي المسؤولة عن الامن. هذا ما يجب ان يحصل. لذلك نحن مصرون على إطلاق الحوار برعاية رئيس الجمهورية كما قلنا مرارا وتكرارا، وبمشاركة عربية. الحوار يحتاج الى وقت وأجواء ايجابية».

ونفى أي مخاوف بشأن الالتفاف على المحكمة الدولية لإجراء صفقات بين سورية واسرائيل او سورية والولايات المتحدة الاميركية. وقال: «المحكمة انطلقت. والكلام عن التفاف عليها بهدف اجراء صفقة بعيد عن الحقيقة. طريقة انشاء المحكمة وعملها مقارنة بغيرها من المحاكم الدولية يبين ان الامر جدي وسريع. وأملنا كبير بإحقاق الحق».

وعن العلاقة مع إيران، قال: «بالنسبة لنا إيران دولة صديقة، وليست عدوة. لكن ما يهمني هو أمن لبنان وشعبه. يجب عدم التدخل في هذا الشأن».

وابدى استعداده للحوار مع «حزب الله». وقال: «نحن فتحنا ابواب الحوار. ولا استبعد حصوله. الرئيس رفيق الحريري كان رجل حوار وانا ابن هذا البيت». كما نفى احتمال وقوع مشاكل على خلفية توزيع الحقائب الوزارية بين المعارضة والموالاة، مشيرا الى أن لبنان دخل مرحلة جديدة.