موسى في دمشق لتصفية الأجواء: نجاح مؤتمر الدوحة لعدم وجود تدخل أجنبي

رئيس وزراء قطر لدى لقائه الأسد: بالتوافق العربي نستطيع حل أية مشكلة خاصة فلسطين والصومال ودارفور

الرئيس السوري بشار الاسد مستقبلا امس رئيس الوزراء القطري، الشيخ حمد بن جبر آل ثاني الذي انتقل من بيروت الى دمشق بعد جلسة انتخاب الرئيس ميشال سليمان (أ ف ب)
TT

أرجع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، نجاح مؤتمر الدوحة حول الأزمة في لبنان إلى «عدم وجود تدخل اجنبي أثناء الاجتماعات»، مؤكدا انه كان «عملا عربيا متكاملا»، واصفا دور سورية في حل الأزمة في لبنان ومؤتمر الدوحة بأنه «كان مهما وحاسما»، بعد لقائه أمس الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق حيث بحث الوضع في لبنان بعد اتفاق الدوحة، والعلاقات العربية ـ العربية وسبل استعادة التضامن العربي وضرورة التركيز على وحدة الصف الفلسطيني. والتقى موسى ايضا وزير الخارجية السوري وليد المعلم، وقال للصحافيين بعد اللقاء «كانت هناك مشاورات كثيرة ومستمرة مع سورية طوال الايام الاربعة الأخيرة وطوال العشرين شهرا الماضية، وكان هناك عمل عربي تقوم به الجامعة العربية، ولا شك ان الدور السوري كان مهما وايضا حاسما». ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصادر قولها إنه تم التعبير خلال اللقاء عن «الارتياح لانتخاب الرئيس اللبناني التوافقي وضرورة مساندة لبنان بما يعزز أمنه واستقراره».

ووصل موسى إلى دمشق صباح أمس، في زيارة وصفت بأنها (لتصفية الأجواء) بعد نجاح مؤتمر الدوحة، أجرى خلالها مباحثات مع الرئيس الأسد ثم تابع مع نائب الرئيس فاروق الشرع، ثم وزير الخارجية وليد المعلم. وقال موسى في تصريحات للصحافيين إن لقاءه مع الرئيس الأسد كان «ايجابيا ومثمرا جدا» وأنه تركز على العلاقات العربية ـ العربية. وأرجع الأمين العام للجامعة العربية أسباب نجاح مؤتمر الدوحة إلى «عدم وجود اتصالات أو نفوذ أو تأثير أو تدخل أجنبي أثناء الاجتماعات»، وأضاف: «جرى جمع الأطراف اللبنانية كلها مع الأطراف العربية، ضمن عمل عربي متكامل»، وأنه «لم تكن هناك أية اتصالات او نفوذ أجنبي، ما أدى إلى النهاية السعيدة التي انتهينا إليها». وأشار الى ان «العمل العربي الجماعي لرأب الصدع.. موجود ولديه خطوط محددة، وهي المبادرة العربية ونعمل على تنفيذها». وقال ان نجاح مؤتمر الدوحة يدفع بالعمل العربي المشترك إلى تحقيق ايجابيات كثيرة ونشاطات على جبهات عربية أخرى. واعتبر موسى ما جرى في لبنان، بعد حل الازمة «مشجعا جدا» لتسوية الخلافات العربية ـ العربية، واصفا الخلافات بـ«آفة تهدد عالمنا العربي»، وأن العلاقات «ليست على المستوى المطلوب»، مشددا على ضرورة العمل بأقصى سرعة ممكنة على رأب الصدع في العلاقات العربية ـ العربية، محذرا من انه في حال عدم المضي في هذا الاتجاه «لن ننجح في مواجهة التحديات الخطيرة التي تواجه الأمة العربية». وحول وجود مبادرة عربية لحل الخلافات العربية ـ العربية قال موسى «هذه هي الموضوعات الرئيسية التي تمت مناقشتها مع الرئيس السوري بشار الأسد (أمس) بصفته رئيسا للقمة العربية العشرين». وعن العلاقات السعودية ـ السورية، قال «لابد أن نعمل على تحسين هذه العلاقات»، نافيا أن تكون هناك أية وساطة يقوم بها في هذا الشأن، «بل مساع لإقامة علاقات عربية سوية».

وبالتزامن مع زيارة موسى، زار دمشق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية في دولة قطر، قادما من بيروت بعد حضوره مراسم انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، والتقى المسؤول القطري الرئيس السوري بشار الأسد وحضر الاجتماع وزير الخارجية وليد المعلم. وسلم الشيخ حمد، الاسد رسالة من امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني «شكر فيها سورية والرئيس الاسد على الجهود التي بذلها من اجل التوصل الى اتفاق الدوحة لحل الازمة اللبنانية». وحسب وكالة الانباء السورية فان المحادثات تمحورت حول «الاوضاع الراهنة في المنطقة وضرورة تضافر الجهود من اجل حل المسائل العربية ولا سيما ان سورية تترأس القمة العربية». وقال الشيخ حمد للصحافيين «نقلت رسالة من امير قطر تتضمن شكر الرئيس الاسد على دور سورية لانه كان دورا مهما في التوصل الى هذا الحل».

واضاف «نحن سعيدون بأن الجامعة العربية استطاعت ان تتفق على ان الموضوع اللبناني يجب ان يحل، وكان اتفاق الدوحة تتويجا لهذا العمل بالتوافق العربي الذي يملك القدرة لحل اية مشكلة وخاصة الموضوع الفلسطيني ومشكلة الصومال ودارفور». وأضاف: «عندما اتفقوا (الدول العربية) على موضوع الذهاب إلى الأمم المتحدة عام 2006 كان هناك تقدم إيجابي في الموقف الدولي بشأن العدوان (الإسرائيلي) على لبنان، وعندما كان هناك اتفاق على الحل في لبنان رأينا كل الدول العربية ساعدت في الحل، هذا طبعاً نموذج يمكن أن يسهل الحل في أي مكان خاصة في المشكلة الفلسطينية وفي الصومال ودارفور».

من جانبها هنأت سورية لبنان والشعب اللبناني بانتخاب الرئيس سليمان، وكان الرئيس الأسد من أول المتصلين بالعماد سليمان لتهنئته، فبعد ساعات قليلة على انتهاء جلسة مجلس النواب أول من أمس أجرى الأسد اتصالاً هاتفياً مع الرئيس سليمان هنأه بانتخابه «رئيساً توافقياً للجمهورية اللبنانية الشقيقة». وجاء في بيان رسمي أن الحديث خلال الاتصال دار «حول العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين وسبل الارتقاء بها في المرحلة القادمة والأمل بأن يشهد عهد الرئيس الجديد التوافق بين اللبنانيين لتنفيذ ما اتفقوا عليه في الدوحة بما يعزز امن لبنان واستقراره وازدهاره». وأضاف البيان أن الأسد أكد «وقوف سورية إلى جانب لبنان ومساندتها المستمرة لما يتوافق عليه».

كما تم الإعلان رسميا عن «الارتياح لانتخاب الرئيس اللبناني التوافقي وضرورة مساندة لبنان بما يعزز أمنه واستقراره» خلال لقاء الأسد مع عمرو موسى لدى زيارته دمشق أمس. وبدورها رحبت الصحف السورية بانتخاب العماد سليمان واعتبرت صحيفة (تشرين) الرسمية تاريخ 25 أيار أكتسب «بعداً جديداً في الحياة الوطنية والسياسية اللبنانية، عندما اقترن أمس بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية اللبنانية». ولفتت الصحيفة إلى تلاقي هذا التاريخ مع تاريخ 25 أيار من عام 2000 الذي شهد تحرير الجنوب اللبناني وقالت «للتاريخ هنا أهميته الاستثنائية، فهو الذكرى الثامنة للنصر والتحرير وعيد المقاومة، والعماد سليمان أحد أعمدتها»، وأن «كل الدلائل تؤكد أنه سيستمر على هذا النهج الوطني وهو رئيس للجمهورية» معتبرة أن «الرابح الأول في كل ما حدث هو لبنان العربي الحر المستقل والمقاوم».