الجميل يأمل في استعادة المسيحيين دورهم في لبنان وحرب يدعو لتشكيل حكومة تعمل «كفريق واحد»

خطاب القسم يواجه بارتياح سياسي وشعبي واسع

TT

قوبل خطاب القسم الذي ألقاه الرئيس اللبناني المنتخب العماد ميشال سليمان في مجلس النواب اول من امس بارتياح وتقدير واسعين لما تضمنه من مواقف واضحة بالنسبة الى مجمل القضايا الرئيسية المتعلقة بمسيرة لبنان الوطنية والسياسية والاقتصادية ولعلاقاته العربية والدولية، اضافة الى الحشد العربي والدولي الذي رافق اجراءات الانتخابات الرئاسية.

وقد هنأ مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني العماد سليمان بانتخابه رئيسا وتوجه إليه قائلاً: «الآمال معقودة على عهدكم الجديد لما تتمتعون به من علم ومناقبية وكفاءة عالية أثبتت جدارتكم من خلال قيادتكم في الجيش اللبناني. واللبنانيون ينتظرون اليوم منك الكثير بعد ذاك المخاض العسير الذي ذاقوا خلاله مرارة الصبر الطويل». وشكر المفتي قباني «القادة العرب وخاصة المملكة العربية السعودية وقطر وجمهورية مصر العربية على الجهود التي بذلوها من اجل لبنان بدءا من اتفاق الطائف الذي وضع قواعد الدستور اللبناني وصولا إلى اتفاق الدوحة وذلك ضمن البيت العربي».

وقال نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان «ان الشعب اللبناني يتنفس هذه الايام الصعداء بعد ان ازاح الحمل الثقيل عن ظهره بالعودة الى التفاهم والتشاور والتواصل». وأضاف: «ان انتخاب الرئيس سليمان عمل مبارك كبير ومهم، وخطوة اولى في مسيرة الحل» معتبرا «ان ما جرى بالامس (الاول) كان نقلة نوعية عظيمة في تاريخ لبنان». ورأى مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار في خطاب الرئيس سليمان «برنامج عمل شاملا للمرحلة المقبلة». ودعا «افرقاء الساحة اللبنانية الى الانضواء في اطار الدولة والمؤسسات من اجل مستقبل آمن للبنان وللاجيال القادمة». وقال رئيس الجمهورية الاسبق رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» امين الجميل انه ابلغ الرئيس المنتخب انه يعول على دوره وجهوده، مؤكداً ان «حزب الكتائب سيكون الى جانبه في السراء والضراء من اجل انتشال لبنان من هذا المستنقع». ولفت الى ان للرئيس سليمان «تجربة مهمة وبناءة اكان في حفظ وحدة الجيش اللبناني او في حفظ السلم الاهلي، كما استطاع نشر الجيش في الجنوب، وهذه امنية لطالما ناضلنا من اجلها، وايضا نجاحه في قيادة الجيش نحو الانتصار في نهر البارد. كل هذا يجعلنا نتفاءل في هذا العهد الجديد». وافاد الجميل: «لم ينغمس الرئيس سليمان بالسياسة الداخلية. لذلك في انتخابه، وفي ظل هذا الدعم العربي والدولي، فرصة جدية كي نبني سلامنا الداخلي ونطلق حوارا وطنيا يجمع كل اللبنانيين ويرسخ الاستقرار في البلد». متمنيا «ان يشهد العهد الجديد عودة الاسرى في السجون الاسرائيلية والسجون السورية وان يستمر المسيحيون في استعادة دورهم السياسي بعد سنين الاقصاء الطويلة».

وعن اقتصار حضوره على جلسة القسم وغيابه عن جلسة الانتخاب اوضح ان هذا الموقف مرده الى تحفظه على الاصول المتبعة في الانتخاب، اذ كان يفضل ان تجري وفق الاصول المألوفة و«لكن هذا لا يشكل اي انتقاص في شرعية الرئيس ميشال سليمان الذي فاز بشبه اجماع النواب لذلك يتمتع بالشرعية البرلمانية والوطنية». وقال النائب بطرس حرب: «املنا كبير بأن يتمكن الرئيس المنتخب من تشكيل حكومة قادرة على العمل كفريق عمل متجانس قادر على مواكبته في طروحاته المعتدلة والوطنية والقادرة على جمع مواقف الاطراف في ما يمكن الاتفاق عليه لمصلحة الوطن. واني اعتقد بان ما جرى يعيد الامل الى اللبنانيين بأن الدولة اللبنانية باقية وبان النظام السياسي في لبنان وهو نظام ديمقراطي برلماني باق هو ايضا، وان المرحلة السوداء التي اجتازها لبنان بخروج بعض الاطراف السياسية على المبادئ الديمقراطية واللجوء الى العنف قد طويت، وان هناك مرحلة جديدة من التعاون بين السياسيين نأمل نجاحها على الرغم من التشنجات التي لا تزال باقية والتي تظهر في بعض المناسبات والتصرفات».

وسئل عن قراءته لخطاب القسم، فأجاب: «اتبنى كل الخطاب. واشارك الرئيس في جميع الافكار التي احتواها.... وسنكون الى جانبه لترجمة هذه الافكار وتحقيقها لتوحيد لبنان من جديد».

وقال وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون: «ان المرحلة التي نعيشها من الآن فصاعدا ... هي مؤشر لانهاء ازمة سياسية واستكمال المسيرة السيادية بنمط جديد ومختلف، لان الضمانات والرعاية التي واكبت مؤتمر الدوحة اعطت التطمينات اللازمة لتطبيقه في جو من الاستقرار والثبات عبر تحييد لبنان في هذه المرحلة من ان يبقى ساحة ورهينة للصراعات العربية والاقليمية «متمنيا «ان تحكم الروحية التي بدأت في قطر العمل السياسي في المرحلة المقبلة». وهنأت الرابطة المارونية العماد سليمان بانتخابه رئيسا. ووصفت خطاب القسم الذي القاه بأنه كان «شاملا ومتوازنا وقارب الملفات المطروحة بشجاعة وشفافية». ووصف عضو كتلة «المستقبل» النائب غازي يوسف خطاب القسم بأنه «خطاب وطني بامتياز، واقعي جدا، يرسم خارطة الطريق لمستقبل البلد على اساس واقع سياسي توافقي. فكل عناوين الخطاب مساحات من التوافق على نظرة رسمها الرئيس لطي صفحة الماضي من دون التهديد بقطع رؤوس او اي شيء آخر».

من جهته، انتقد النائب عمار حوري (المستقبل) ما حصل من استفزازات على هامش الاحتفالات الشعبية بانتخاب الرئيس. وقال: «بعد الفرحة العارمة التي غمرت اللبنانيين بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، انطلقت موجة جديدة من الاستفزازات في مناطق عدة في بيروت لا تخدم التسوية التي تمت ولا تساعد على تجاوز الجروح البليغة التي اصيب بها ابناء بيروت، خصوصا انه لم يحصل حتى الآن اي اعتذار من بيروت واهلها على ما حصل من اعتداءات على الكرامات وانتهاك للحرمات، مع استمرار بعض الممارسات الميليشيوية حتى الآن». واضاف: «نقول لهؤلاء: اما سمعتم دعوة الرئيس ميشال سليمان في خطاب القسم لبدء مرحلة عنوانها لبنان واللبنانيون؟ لذلك نتوقع منكم وفورا الايعاز لهؤلاء بوقف هذه الاستفزازات».