نجاد: سورية ستدير المفاوضات مع إسرائيل بذكاء ولن تتخلى عن خط المواجهة الأمامي

وزير الدفاع السوري التقى الرئيس الإيراني: إسرائيل تبحث عما ينقذها * دمشق: تأجير الجولان يثير الاستهجان

TT

أعرب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد عن ثقته أمس في ان سورية، حليفة ايران، «لن تتخلى عن الخط الأمامي» في مواجهة اسرائيل. وقال احمدي نجاد خلال لقاء مع وزير الدفاع السوري حسن تركماني، انه على ثقة بأن «القيادة السوريه ستدير الموقف بذكاء ولن تتخلى عن الخط الامامي حتى القضاء بشكل كامل على تهديدات الكيان الصهيوني».

وقال نجاد كما نقلت عنه وكالة الانباء الايرانية الرسمية «حتى الآن كان التعاون السوري ـ الايراني في مختلف المجالات مفيدا للطرفين ويجب توسيع علاقات الدفاع بأكبر قدر ممكن». ودعا الى علاقات دفاعية أوثق. وشدد على ضرورة استمرار وحفظ الاتحاد والتضامن بين ايران وسورية في الموضوعات الإقليمية والدولية. اما وزير الدفاع السوري العماد حسن تركماني، فقد أكد في اللقاء على أهميه المزيد من تدعيم العلاقات الثنائيه، وقال ان «العلاقات بين ايران وسورية تاريخية واستراتيجية وقائمة على ثوابت أساسية لا يمكن المساس بها». وأشار العماد تركماني الى أوجه الاشتراك بين البلدين في الموضوعات المختلفة، وقال ان «الكيان الصهيوني واميركا قد اصيبا بالضعف والانحطاط». واكد ان «الكيان الصهيوني مازال يعاني من تداعيات حرب سبتمبر 2005 وقد اصيب بالضعف والانكسار»، مشيرا الي ان هذا الكيان يبحث عن آلية لتنقذه من هذا الوضع الهزيل، لكنه كلما استمر غاص اكثر في الوحل. وأجرى تركماني اول من أمس، محادثات مع نظيره الايراني مصطفى محمد نجار الذي اكد ان سورية تبقى الحليف «الاستراتيجي» لطهران.

والتحالف بين سورية وايران الذي يعود الى قرابة ثلاثين سنة، تعزز بتوقيع اتفاق تعاون عسكري بين البلدين عام 2006. وقال مصعب نعيمي رئيس تحرير صحيفة «الوفاق» الايرانية الناطقة بالعربية لوكالة الصحافة الفرنسية، إن زيارة تركماني «تهدف للاشارة الى ان العلاقات الايرانية ـ السورية لم تضعف او تتراجع جراء الحوار غير المباشر الاسرائيلي ـ السوري»، معتبرا ان هذا الأمر لن يؤثر على العلاقة بين دمشق وطهران. من جهته، رأى المحلل الايراني المستقل محمد صالح صدقيان، ان الجمهورية الاسلامية ليس لديها رسميا اعتراض على هذا الحوار غير المباشر السوري ـ الاسرائيلي. وقال «لكن بعض دوائر السلطة تعارض اي تقارب مع الاسرائيليين لأنها تخشى ان يؤدي ذلك الى نوع علاقات مماثلة لتلك التي يقيمها الاردن ومصر مع اسرائيل». وبالتالي فان وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي اكتفى السبت بالتعبير عن «الدعم لسورية لكي تستعيد الجولان»، لكن من دون الاشارة الى الحوار السوري ـ الاسرائيلي. واعتبر صدقيان ان العلاقة الاستراتيجية بين دمشق وطهران ومهما كان الامر «ستتواصل.. لانها تخدم مصالح الامتين».

وفي دمشق أكدت مصادر سورية «ان علاقات البلدين حالة مستقرة، مستمرة، متطورة، لا يستطيع أن يغيّر فيها أو يفاوض عليها إلا البلدان فيما بينهما».

من جانب آخر، قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» «إن هناك تنسيقا كاملا بين الجانبين السوري والإيراني وليس هناك أي تأثير سلبي للمفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل على العلاقات بين البلدين. وأنه قبيل الإعلان عن بدء المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل عبر الوساطة التركية، حصلت سورية على دعم الفلسطينيين والمقاومة اللبنانية وطهران، حيث تم اطلاعهم على ما يجري، ضمن إطار التنسيق الدائم، حيث لا شيء يتم تحت الطاولة.