المفوضية العليا تطالب جنوب أفريقيا بمعالجة وضع لاجئي زيمبابوي

بعد موجة من الهجمات العنصرية ضد الأجانب أدت إلى مقتل 56 شخصاً

أطفال مهاجرون من موزمبيق وزمبابوي يتلقون طعاما من الصليب الأحمر لجنوب افريقيا أمس في معسكر للنازحين في جوهانسبيرغ (إ.ف.ب)
TT

دعت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين أمس حكومة جنوب أفريقيا لمعالجة وضع أهالي زيمبابوي الذين يعيشون بشكل غير قانوني في جنوب أفريقيا بعد موجة من الهجمات العنصرية ضد الأجانب، والتي أدت إلى مقتل 56 شخصا. ووصف المتحدث الإقليمي باسم المفوضية، يوسف حسن، الوضع في زيمبابوي بالمتفجر. وأشار إلى أن أغلب أهالي زيمبابوي الذين يعيشون في جنوب أفريقيا الذين تتراوح أعدادهم بين مليون وثلاثة ملايين شخص غير مسجلين. وقال: «نريد أن يتم تسجيلهم وأن يمنحوا نوعا من الحماية المؤقتة».

وكان حسن يتحدث في لقاء مع إحدى إذاعات جنوب أفريقيا بعد أن قامت مجموعة من نحو 700 شخص تضم نساء وأطفالا بالاعتصام أمام مقر المفوضية في بريتوريا يومي الأحد والاثنين بعد أن هربوا من الهجمات على منازلهم وأعمالهم. وقال حسن إن المفوضية رتبت مع السلطات المحلية من أجل اصطحاب المجموعة إلى معسكر للمشردين خارج بريتوريا. وقال إن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تعمل مع الحكومة لمساعدة ضحايا العنف. ومنذ الحادي عشر من مايو (أيار) قامت عصابات في المخيمات العشوائية والمناطق الفقيرة في جوهانسبرغ وحولها وفي عدد آخر من المدن والبلدات في كل أنحاء البلاد بمهاجمة المهاجرين من الدول الأفريقية الأخرى، متهمين إياهم بالاستيلاء على منازلهم ووظائفهم. ومنح بعض هؤلاء المهاجرين وضع لاجئ لكن الأغلبية العظمى هم مهاجرون لأسباب اقتصادية من الدول الأفريقية الأكثر فقرا مثل زيمبابوي الذين أتوا لأكبر اقتصاد في القارة من أجل البحث عن عمل. ونظرا لأن أغلبيتهم يدخلون جنوب أفريقيا بشكل غير قانوني، فإن أعدادهم الدقيقة غير معروفة. وتصل بعض التقديرات إلى القول إن العدد يصل إلى 5 ملايين شخص. ورفض الرئيس ثابو مبيكي دعوات من المعارضة السياسية من أجل إقامة معسكرات للاجئين من أجل تنظيم المهاجرين القادمين. وأصر على ضرورة الاندماج مع المجتمع. وذكرت وسائل إعلام محلية أمس أن بعض المهاجرين الذين شردوا بسبب العنف بدأوا في العودة إلى المناطق التي كانوا يقيمون فيها.

وترك نحو 26 ألفا جنوب أفريقيا متوجهين إلى موزمبيق، فيما أعلنت مالاوي عودة ثلاثة آلاف من مواطنيها. وقال رئيس وزراء إقليم الكاب الغربي، إبراهيم رسول، امس إن تكدس المعسكرات يخلق التوتر بين عدد من جماعات المهاجرين، وإنه يؤيد الدعوات التي أطلقتها حاكمة الإقليم هيلين زيل من أجل نشر الجيش لتأمين عودتهم إلى ديارهم.

من جهة اخرى، قالت الامم المتحدة انها ستعقد مؤتمراً كبيراً عن العنصرية والخوف من الاجانب في جنيف في شهر ابريل (نيسان) من المقبل، ويأتي كمتابعة لقمة عقدت عام 2001 عن الموضوع نفسه، حسب ما ذكرته رويترز. وقالت الامم المتحدة في بيان صدر، الليلة قبل الماضية، ان الدبلوماسيين حلوا خلافاتهم بشأن موعد ومدة ومكان انعقاد المؤتمر في محادثات مغلقة. وقال دبلوماسيون مشاركون ان المحادثات التحضيرية شهدت مفاوضات صعبة بين الدول الغربية والاسلامية وسط دعوات من جانب جماعات يهودية أميركية للولايات المتحدة بمقاطعة ما يخشون ان يكون حدثا مناهضا لاسرائيل.