خليلزاد: جيران العراق تعاملوا معه بطريقة قديمة واستغلوا مصاعبه ببشاعة

السفير الأميركي السابق في بغداد والحالي لدى الأمم المتحدة: غياب الدول العربية عن الساحة العراقية ليس في صالحهم إطلاقا

TT

أكد زلماي خليلزاد المندوب الاميركي الدائم في الامم المتحدة، أن أعمال العنف وعمليات الفوضى التي حصلت في العراق على مدى السنوات الماضية سببه الرئيسي «السياسات السلبية» لدول الجوار في تعاملها مع الوضع في العراق.

وقال خليلزاد في تصريح لمجموعة من الصحافيين بمكتبه في نيويورك «دائما هناك تدخلات سلبية من قبل جيران العراق في شؤونه الداخلية واستمرت هذه التدخلات فترة طويلة رغم دعوات المجتمع الدولي لهذه الدول من اجل ايقاف نشاطاتها السلبية تلك»، مؤكدا أن «طريقة التفكير القديمة لتلك الدول في تعاملها مع الوضع العراقي ساهمت بشكل كبير بتأجيج أعمال العنف وتزايده».

وأضاف خليلزاد «كانت لدى دول الجوار طريقة قديمة في التفكير تجاه ما تحقق في العراق، فقد كانوا يرون المصاعب التي يعاني منها العراقيون لكنهم كانوا يستغلونها بطريقة بشعة جدا، وهو تماما مثلما حصل في قارة اوروبا في عشرينات القرن الماضي عندما كانت دول القارة تتصارع فيما بينها، ومنطقة الشرق الاوسط حاليا فيها نفس التفكير وهو الصراع».

وأوضح السفير الأميركي السابق لدى العراق الذي وجهت له اطراف سياسية عراقية اتهامات بالانحياز لقوى عراقية دون اخرى عندما كان يشغل منصب سفير الولايات المتحدة الاميركية في بغداد قبل اكثر من عام، أن «دول الجوار يمكن ان تلعب دورا إيجابيا على عكس الدور السلبي الذي تقوم به حاليا من أجل المساعدة في تحقيق الأمن والاستقرار والمساهمة في اعادة الاعمار والبناء، مشيرا الى ان بلاده تشجع تلك الدول لفعل كل ما من شأنه مساعدة العراقيين والكف عن السياسات السلبية التي يتعاملون بها مع العراق».

ورد خليلزاد على سؤال تقدمت به «الشرق الاوسط» عن الدول التي يقصدها في كلامه، قائلا «هناك تدفق أسلحة من ايران للميليشيات اضافة الى قيام بعض الجهات الايرانية بتدريب وتقديم الدعم للمجموعات الخاصة التي تستغلها طهران لتحقيق اهدافها في العراق، وكذلك هناك سورية التي لم تساعد العراق مطلقا من خلال سماحها للجماعات المتطرفة والرافضة للعملية السياسية في العراق من استغلال اراضيها لضرب العراقيين وتخريب بلادهم، اضافة الى تركيا التي تتجاوز على الحدود العراقية بين الحين والآخر». وتابع «بالنسبة للدول العربية فهذه الدول لم تقدم ما باستطاعتها للوقوف الى جانب شقيقها العراق، ابتداء من تمثيلهم الدبلوماسي الضعيف، والديون المستحقة لهم على العراق التي لم يخفضونها»، مؤكدا ان «عملية عزل الحكومة الحالية من قبلهم لن يكون في صالحهم اطلاقا».

ودعا الدبلوماسي الاميركي الدول العربية وتحديدا دول الخليج الى لعب دور اكبر في العراق من خلال اعادة فتح بعثاتها الدبلوماسية ببغداد والتعامل بإيجابية مع كافة الأطراف العراقية للمساعدة في التخلص من حالة الانقسامات الداخلية.