القصف الإيراني يهجر عشرات العوائل في كردستان العراق

نازحون: عانينا برد الشتاء ونواجه الآن حر الصيف

لاجئ كردي يحمل أحد أولاده في مخيم أقيم للاجئين الذين فروا من القصف الإيراني لقرى حدودية شمال العراق (أ.ف.ب)
TT

لجأت عشرات العائلات من قرى مجاورة لإيران في اقليم كردستان العراق الى الاقامة في خيم في منطقة قلعة دزه هربا من القصف المدفعي الايراني المتكرر، لكنها تواجه ظروفا معيشية صعبة في ظل انعدام الماء والكهرباء.

وتقول حليمة محمد عبد الله (65 عاما) التي نزحت مع عائلتها «لا نعلم الى متى سنبقى في هذه الخيم بعيدا عن منازلنا ومزارعنا». وتضيف حليمة التي ترتدي الملابس الكردية التقليدية لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «اكثر ما نخشاه هو التعرض للامراض وخصوصا الاطفال وسط هذه الاراضي القاحلة (...) فحقولنا ومواشينا هي مصدر رزقنا ولا نعرف الى متى سنبقى في هذه المنطقة الجرداء».

ويقيم منذ أشهر في حوالي خمسين خيمة نصبها الصليب الاحمر الدولي والامم المتحدة عشرات العائلات التي تعاني جراء انعدام الكهرباء والمياه الجارية، الأمر الذي يدفعها الى البحث عن الينابيع في المنطقة التي تبعد مسافة ستين كلم عن الحدود مع ايران. ويؤكد مسؤولون في حكومة اقليم كردستان العراق أن ايران تقصف من حين لآخر عدة قرى داخل العراق يتمركز فيها حزب «الحياة الحرة الكردستاني» (بيجاك ـ كردي ايراني معارض) من دون وقوع خسائر بشرية.

وتتبع القرى ناحية زاراوة الحدودية الواقعة في قضاء قلعة دزه (160 كلم شمال شرقي السليمانية)، وهي شناوه وماردو وسوركوله وباستيان واليرش ورزكه. وتعتبر المنطقة من معاقل حزب «الحياة الحرة» المنضوي تحت راية حزب العمال الكردستاني ويمثله أكراد إيرانيون.

من جهته، يقول حمد رسول خضر (55 عاما) المقعد بسبب اصابته بشلل قبل اعوام، إن «حياتنا قاسية جدا هنا». ويضيف وهو يراقب اطفالا يتنقلون بين الخيم ونسوة يحضرن الطعام أن «الاوضاع سيئة للغاية ونعيش على مساعدات محدودة تقدمها لنا منظمات انسانية». اما ابراهيم رحمن حسين (32 عاما) فيقول ان «العائلات عانت برد الشتاء الماضي والآن تعاني حر الصيف (...) نخشى على الاطفال من الامراض خصوصا مع نقص الخدمات الصحية وانتشار الافاعي والحشرات».

ويؤكد مسؤول في حكومة الاقليم تقديم «احتجاج رسمي للامم المتحدة بعد تعرض القرى الى قصف ايراني». ويقول ديندار زيباري منسق حكومة الاقليم لشؤون الامم المتحدة، ان «حكومة الاقليم قدمت مذكرة احتجاج رسمية للامم المتحدة سلمتها الى مكتب الامم المتحدة في اربيل وممثلية الامم المتحدة في بغداد». ويضيف «طلبنا منهم اتخاذ موقف رسمي من القصف المدفعي الايراني للقرى الحدودية». ويشير زيباري الى «تعرض حوالي 12 قرية حدودية للقصف، مما أدى الى نزوح قرابة 140 عائلة عن القرى المتاخمة لإيران».