مسؤول إسرائيلي: ترسيم حدود 4 يونيو إحدى القضايا المختلف عليها إضافة لوضع المستوطنين

مؤكدا أن مطالبة دمشق بتغيير سياساتها تجاه إيران وحزب الله وحماس لا تزال قائمة

TT

أكد مسؤول إسرائيلي شارك في الاتصالات غير الرسمية بين سورية وإسرائيل، معقبا على تصريحات الوزير التركي، علي باباجان بشأن توصل المفاوضين الى أرضية مشتركة تبشر بإمكانية التفاوض المباشر بين تل أبيب ودمشق، أن من الواضح أن هناك تقدما جديا في المحادثات. وقال المسؤول «ليس صدفة ان رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، قال في جلسة الحكومة، يوم الأحد الماضي «إننا مقبلون على انعطاف تاريخي في العلاقات مع سورية». وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه ان 85 في المائة من القضايا التي تهم البلدين، سورية وإسرائيل، لتحقيق السلام بينهما، أنجزت واتفق عليها. وبقيت تفاصيل تشكل ما نسبته 15 في المائة من القضايا، ولكن ذلك لا يشمل المطلب الاسرائيلي بأن تغير سورية سياستها الحالية في دعم إرهاب حماس وحزب الله اللبناني وفي التحالف الاستراتيجي مع إيران. فهذه قضايا كما قال، ينبغي التفاهم عليها بما يخدم مصالح الطرفين «وأنا متفائل من ذلك». واستطرد القول إن «هذا لا يعني أن سورية ستضطر لقطع علاقاتها مع إيران وأتباعها في لبنان وفي قطاع غزة، بل أن تؤثر على تلك القوى باتجاه ايجابي يتلاءم مع علاقات السلام السورية ـ الإسرائيلية. وأمامنا مثل واضح في ذلك من العلاقات السورية ـ التركية، حيث أن سورية أوقفت دعمها لحزب العمال التركي ومتمرديه الإرهابيين العاملين ضد تركيا. ففي وضع السلام بين إسرائيل وسورية، لا يجوز لإسرائيل أن تتعاون مع قوى تريد إبادة سورية ولا يجوز لسورية أن تدعم عناصر تريد إبادة إسرائيل».

وأوضح المسؤول أن من بين القضايا المختلف عليها بين الطرفين، ترسيم حدود 4 يونيو (حزيران) 1967. فهذه الحدود لم تكن واضحة بشكل نهائي في منطقتين اثنتين على الأقل، واحدة شرق بحيرة طبريا والثانية أكثر شمالا. والسوريون يطالبون بالوصول الى مياه البحيرة، بينما الإسرائيليون يقولون إن مياه البحيرة تراجعت الى الوراء بسبب انخفاض منسوب المياه فيها. وهناك قضايا أمنية لم تنته بعد. وهناك قضية الاستيطان اليهودي الذي يجب التوصل الى اتفاق حول مستقبله. لكن الطرفين متفقان على أن السيادة السورية على الجولان هي حق سوري، ينبغي التفاهم على صيغة إبداعية حول تطبيقه من دون احداث تفجيرات زائدة في إسرائيل.

وكان باباجان قد أكد في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية السلوفيني، ديمتري ريبل، بعد انتهاء أعمال الاجتماع الـ46 لمجلس الشراكة التركي ـ الأوروبي، ردا على سؤال حول تقدم المفاوضات بين دمشق وتل أبيب، أن السوريين والإسرائيليين توصلوا الآن إلى أرضية مشتركة يمكن البناء عليها «إذا حصل تقدم إضافي في المفاوضات غير المباشرة، يمكننا بعد ذلك الحديث عن حوار مباشر بحضور تركي». ووصف باباجان العملية بـ«الصعبة»، وقال «لكن ما هو مهم هو توفر الإرادة السياسية لدى الطرفين». وأضاف «ما زلنا في البداية فقط ونحن على استعداد لتلبية رغبة الطرفين المعنيين بحضور الحوار المباشر في حال حدوثه، ونحن نشهد على هذه العملية ونأمل نجاحها».

من جانبه، أعرب وزير الخارجية السلوفيني ديمتري ريبل، الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي، عن ترحيب بروكسل بالدور الذي تلعبه أنقرة في تسهيل عملية التفاوض بين إسرائيل وسورية، وقال «إن المسار السوري هو أحد أهم مسارات السلام في الشرق الأوسط»، واصفاً تركيا بـ«الحليف المهم» للاتحاد الأوروبي، خاصة على الصعيد الدولي.