والدة الأسير نسيم نسر: أنتظره بفارغ الصبر وأخجل من انتمائي إلى «اليهود المتجبرين»

إسرائيل تنفي إحراز تقدم في المفاوضات لإطلاق الأسرى

والدة الأسير نسيم نسر أمام صورته (أ ب)
TT

بعد انقضاء فترة الحكم التي أمضاها الأسير اللبناني نسيم نسر في السجون الاسرائيلية بتهمة التجسس لحساب حزب الله أعلن مصدر لبناني لـ «وكالة الصحافة الفرنسية» أنه سيتم اطلاق سراحه الأحد المقبل. وأكدت الخبر قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» التي ذكرت أنه سيتم الافراج عن نسر عن طريق معبر الناقورة بواسطة الصليب الأحمر اللبناني.

وكان قد ألقي القبض على نسر، الذي يحمل الجنسية الاسرائيلية لكونه ابنا لأم يهودية، في حزيران 2002. وحكم عليه بالسجن ست سنوات انتهت منذ حوالي شهر. يذكر أن الجنسية الاسرائيلية التي يحملها نسر شكلت عائقا أمام الافراج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى التي جرت بين «حزب الله» واسرائيل عام 2004. ولهذا السبب طلب نسر اسقاط الجنسية الاسرائيلية عنه. ووافقت المحكمة العليا الاسرائيلية على طلبه.

وأعربت والدة نسر، فالنتين صايغ، في اتصال أجرته معها «الشرق الأوسط» عن فرحتها بخبر الافراج عن ابنها. وقالت: «ارتجفت وشعرت بالصقيع صباح اليوم (أمس) لحظة علمت بالخبر. كل أفراد العائلة ينتظرون قدومه بفارغ الصبر». وأضافت: «كنا نتواصل معه بشكل دائم. وآخر مرة كلمته فيها كانت منذ حوالي 15 يوما. وأكّد لنا أنه سيطلق سراحه في أقرب وقت ممكن».

وترفض والدة نسر اعتبارها يهودية. وتقول: «لا أفكر بإسرائيل، أفكر فقط بلبنان وأفتخر به وبرئيسه الجديد ميشال سليمان. أنا لست يهودية.

أنا مسلمة شيعية جعفرية اعتنقت الاسلام منذ 55 عاما. ولا أقبل أن يقول أحد إنني يهودية لأنني أشعر بالخجل من ان أنتمي الى هؤلاء اليهود المتجبرين الذين لا يعرفون الله».

وتصف ابنها بأنه «شاب شجاع ومقدام لم يكن يتوانى عن مساعدة الآخرين». وتقول: «أتمنى أن يعود نسيم ويعيش حياته بسلام واطمئنان بعدما أمضى هذه السنوات من عمره في السجن. وسأحضر له كل ما يحبه من الطعام وخصوصا البطاطا المقلية والدجاج والسمك».

وعما اذا كانت تعلم عن ابن نسر وابنتيه أي معلومات خصوصا أن الابنتين تعيشان مع والدتهما الروسية في اسرائيل، قالت: «لا نعرف شيئا عن أولاده، لكننا سمعنا عبر وسائل الاعلام أنه سيأتي الى لبنان برفقة احدى ابنتيه». من جهته، أكد عمران نسر، شقيق نسيم، أنهم ليسوا على اطلاع على تفاصيل المفاوضات التي يجريها «حزب الله» عبر الوسيط الألماني مع اسرائيل. وقال: «تفاصيل المعلومات تبقى في اطارها السري، لكننا نثمن دور حزب الله في هذا الاطار لأن تحرير الأسرى هو نتيجة العمل الدؤوب الذي يقوم به».

وعما اذا كان يعتبر أن الافراج عن نسيم هو نتيجة طبيعية لانتهاء فترة عقوبته أم أنها نتيجة للمفاوضات التي يقوم بها «حزب الله» قال: «نعتبر أن قرار الافراج هو ثمرة من ثمار المفاوضات التي يقوم بها حزب الله للافراج عن الأسرى، اضافة الى أن فترة حكمه (عقوبته) قد انقضت. وبالتالي يمكن اعتبارها بادرة حسن نية ضمن الصفقة التي يتم التفاوض بشأنها، على امل الافراج عن بقية المعتقلين في السجون الاسرائيلية».

وفي اسرائيل، نفى مسؤول سياسي الأنباء التي تحدثت عن تقدم في المفاوضات بين حزب الله وإسرائيل حول صفقة تبادل أسرى جديدة.

وقال هذا المسؤول في حديث للإذاعة الاسرائيلية، أمس، انه لا علم لإسرائيل بأي تقدم في المحادثات وان الوسيط الألماني، جيرالد كونراد، فوجئ هو الآخر بما نشر في بيروت حول الموضوع. وأعرب المسؤول الاسرائيلي عن قناعته بأن حزب الله يروج هذه الأنباء بسبب ضائقته السياسية في بلاده ـ «فهو يشعر بأن اللبنانيين بدأوا ينظرون اليه بشبهات بسبب نقضه وعوده بتوجيه السلاح الى فقط الى اسرائيل، وقيامه بتوجيه السلاح الى الداخل اللبناني. ولذلك يفتش عن ألاعيب سياسية جديدة تعيد له المكانة القديمة كحزب مقاومة». وأكد المسؤول ان اسرائيل معنية بالتقدم في المفاوضات حول الصفقة وترحب بذلك وان الكرة موجودة في ملعب حزب الله وليس في الملعب الاسرائيلي. وكان نسر قد هاجر الى اسرائيل باعتباره يهوديا وحاول الاندماج فيها، إلا ان المخابرات الاسرائيلية ضبطته قبل ست سنوات وهو يكلم مسؤولا من حزب الله بالهاتف. وفرضت عليه مراقبة، فتكررت محادثاته مع المسؤول في حزب الله الى ان اعتقل وحوكم بتهمة التجسس لصالح جهة معادية. وخلال المحاكمة، لم تثبت النيابة ان نسر نقل لحزب الله أية معلومات عسكرية حساسة، وتم التوصل الى صفقة بين الدفاع والنيابة تقضي بالاعتراف بالتخابر مع جهة معادية. وحكم عليه بالسجن ست سنوات فعلية. وقد انتهت مدة محكوميته أواسط الشهر الماضي، لكن المخابرات الاسرائيلية امتنعت عن اطلاق سراحه واستصدرت ضده أمر طرد من البلاد بدعوى انه يشكل خطرا على أمن اسرائيل. وبذلك احتجزته في المعتقل الى حين «تنضج الظروف» لطرده. وتقدمت محاميته، سمدار بن نتان، بطلب الى المحكمة لاطلاق سراحه فورا ومنحه حق اختيار المكان الذي يريد العيش فيه. وقالت بن نتان انها التقت نسيم نسر في سجنه مؤخرا فقال لها انه غير واثق من اطلاق سراحه يوم الأحد، لأن ممثلي السلطات الاسرائيلية التقوه عدة مرات في الأسابيع الأخيرة وأبلغوه بمواعيد لاطلاق سراحه، ولكنهم كذبوا. وفي عمان، وجهت «اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين في المعتقلات الاسرائيلية» رسالة الى امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله ناشدته فيها السعي للافراج عن الأسرى الأردنيين في المعتقلات الاسرائيلية. وجاء في رسالة مقرر اللجنة الوطنية للاسرى المهندس ميسرة ملص ان «هناك سبعة وعشرين أسيرا وخمسة وعشرين مفقودا اردنيا لدى الكيان الصهيوني تشرئب أعناقهم وأعناق ذويهم نحو المقاومة اللبنانية وسيدها لإعادة الفرحة إليهم بتحريرهم».