لجنة فلسطينية ـ إسرائيلية لشطب «التحريض» ونشر «ثقافة السلام»

أبو علاء وليفني خلال لقائهما في القدس المحتلة أمس (أ.ف.ب)
TT

أكدت مصادر مسؤولة في السلطة الفلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، ان لجنة فلسطينية ـ إسرائيلية مشتركة، تعمل على مراقبة ودراسة المناهج الدراسية ووسائل الإعلام والمواقع الالكترونية الفلسطينية، لعمل على ازالة كل ما «يحرض على العنف، ويدعو الى عدم التسامح بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي». وتعمل اللجنة التي يطلق عليها «ثقافة السلام»، مع لجان اخرى تم تشكيلها، على اعداد خطة لنشر هذه الثقافة. وستبدأ بإزالة كل النصوص التي يمكن ان تفسر على انها «تحريض» وسيتم الاعتراض عليها، او «لا تعترف بحق تقرير المصير للطرف الثاني، وترفض الاعتراف بوجوده».

وتشكو اسرائيل باستمرار، من «التحريض» ضدها عبر المناهج الفلسطينية، ووسائل الاعلام. وتطالب بإسقاط مفاهيم «وطنية» من الذاكرة الفلسطينية. وأوردت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية مثالا حول استخدام كتاب اللغة العربية مصطلح «شهيد الوطن» خلال احد التمارين. وبحسب «هآرتس»، فان القائم بأعمال المستشار القضائي لوزارة الخارجية الاسرائيلية، دانييل طاوب، والوزير الفلسطيني السابق سفيان أبو زايدة، يترأسان اللجنة. ورفض ابو زايدة التأكيد او النفي لـ«الشرق الاوسط»، وقال انه سيتحدث في الوقت المناسب. لكن مصادر مسؤولة في اللجنة قالت لـ«الشرق الأوسط» ان هذه اللجنة تعمل لما بعد اعلان قيام الدولة الفلسطينية. واضافت «كل ما سيتفق عليه، لن يطبق الا بعد اعلان الدولة الفلسطينية» وتابعت «حينها سنكون جيرانا لإسرائيل، وسيصبح مطلوبا وقف اي تحريض».

وعقدت اللجنة عدة اجتماعات لغرض «وقف التحريض». ووضعت عدة اقتراحات أولية لمعالجة «التحريض». وعلم ان اللجنة عرضت نتائج ما تم التوصل اليه على رئيسي فريقي التفاوض، تسيبي ليفني وأحمد قريع. وبحسب مصادر اسرائيلية وفلسطينية فقد تم التوصل إلى تفاهمات بشأن «معالجة التحريض في الكتب التعليمية، ويجري فحص آليات مختلفة لتنفيذ ذلك».

وقالت المصادر، ان كل طرف يجري حاليا فحصا لمناهج ووسائل اعلام الطرف الثاني، بهدف إعداد قائمة ملاحظات. بعد ان تم وضع معايير لفحص الكتب التعليمية، من خلال طواقم مشتركة، كانت قد ناقشت أخيرا سبل منع التحريض في وسائل الإعلام، وتحديدا وسائل الإعلام الإلكترونية».

ويعتبر انطلاق هذه اللجنة، استئنافا لعمل لم يكتمل أصلا، ما بين السنوات 1998 ـ 2003. اذ عملت لجنة مشابهة لـ«منع التحريض»، من دون ان تنتهي الى نتائج. وكان قد ترأس اللجنة في حينه إسرائيليا الصحافي أوري دان، وفلسطينيا مروان كنفاني النائب الناطق بلسان رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات. وتولي إسرائيل، وقف ما تسميه «التحريض» أهمية بالغة، ووضع أرييل شارون المسألة على رأس قائمة المطالب الإسرائيلية آنذاك. وأخيرا اشتكت وزيرة الخارجية الاسرائيلي بحدة من استمرار استخدام الفلسطينيين لمصلحات مثل «النكبة»، وقالت «إنهم لن يحصلوا على دولة بدون إسقاط هذه الكلمة (نكبة) من قاموسهم».