ملك إسبانيا يختتم زيارته إلى السعودية والبلدان يوقعان اتفاقيتين بشأن نقل المحكومين والتعاون في السياحة

مباحثات خادم الحرمين وخوان كارلوس شملت المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية

TT

اختتم العاهل الإسباني خوان كارلوس زيارته الرسمية للسعودية، حيث غادر جدة مساء أمس. وقد تناولت المباحثات التي أجراها مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، مجمل الأحداث والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، كما بحث الجانبان خلال اجتماعهما الذي عقد في قصر خادم الحرمين الشريفين بجدة مساء أمس الأول التعاون بين البلدين، وسبل تطويره في جميع المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين. وكان في وداع ملك اسبانيا بمطار الملك عبد العزيز الدولي، الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، والأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز سفير السعودية بإسبانيا، وإياد مدني وزير الثقافة والإعلام «الوزير المرافق»، وحمزة القرشي وكيل رئيس المراسم الملكية، واللواء علي النفيعي مدير شرطة منطقة مكة المكرمة، والمهندس مازن خاشقجي مدير عام مطار الملك عبد العزيز الدولي، وسفير مملكة إسبانيا لدى المملكة مانويل الابارت وعدد من المسؤولين.

من جهة ثانية تم بحضور خادم الحرمين الشريفين والعاهل الإسباني التوقيع على اتفاق حول نقل الأشخاص المحكوم عليهم بعقوبة سالبة للحرية بين المملكتين، والتي وقعها من الجانب السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، وعن الجانب الإسباني وزير الشؤون الخارجية والتعاون ميغيل انخيل موراتينوس. كما تم التوقيع على برنامج تنفيذي للتعاون في مجال السياحة بين الهيئة العامة للسياحة والآثار السعودية ووزارة الصناعة والسياحة والتجارة الإسبانية، ووقعها من الجانب السعودي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الأمين العام للهيئة العامة للسياحة والآثار، وعن الجانب الاسباني وزير الشؤون الخارجية والتعاون. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قد كرم ضيفه ملك إسبانيا والوفد المرافق له، وأقام له مساء أول أمس حفل عشاء في قصره بجدة.

إلى ذلك استقبل الملك خوان كارلوس أمس بمقر إقامته بجدة الأمير نايف بن عبد العزيز، وتناول اللقاء بحث أوجه التعاون بين البلدين الصديقين خاصة في الشؤون الأمنية. حضر المقابلة الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز سفير السعودية بإسبانيا، وإياد مدني «الوزير المرافق» واللواء سعود الداود مدير مكتب وزير الداخلية للدراسات والبحوث، والوفد المرافق لملك إسبانيا.

من جهته أقام الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة أمس بقصره في جدة حفل غداء تكريما للعاهل الإسباني والوفد المرافق له، حضر الحفل الأمير الدكتور خالد بن فيصل بن تركي وكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي، والأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة، والأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى إسبانيا، وإياد مدني وزير الثقافة والإعلام وعدد من كبار المسؤولين والوفد المرافق لملك إسبانيا.كذلك استقبل الملك خوان كارلوس أمس بمقر إقامته بجدة، الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي للشؤون العسكرية الذي أكد عقب لقائه العاهل الإسباني بأن الصداقة العميقة والقوية انعكست على العلاقات القوية بين الدولتين «وتعتبر بكل ما تعني الكلمة، من أقرب العلاقات بين المملكة العربية السعودية ودول العالم الأخرى».

واضاف الأمير خالد «لهذا انعكست المناقشات والمباحثات عن كيفية التعاون المستقبلي ووضع تصورات سترفع لولي العهد، ومن ثم ترفع لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز»، متمنيا ان يكون التعاون بين البلدين «الصديقين» تعاوناً مثمراً يعود بالنفع على البلدين.

حضر اللقاء وزير الثقافة والإعلام السعودي «الوزير المرافق» والوفد المرافق للملك الاسباني.

واستقبل عاهل إسبانيا كذلك أمس بمقر إقامته بجدة الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية، الذي وصف عقب اللقاء، العلاقات الاقتصادية بين البلدين بأنها «علاقة وطيدة وتشهد تطوراً وعلى وجه الخصوص الجوانب الاستثمارية، وتم خلال اللقاء مناقشة الطرق التي يمكن من خلالها زيادة الاستثمارات في قطاع البنوك بين البلدين.

وأشار الوزير العساف الى أن اللقاء تطرق إلى الاتفاقيات الاقتصادية التي عقدت بين المملكة وإسبانيا وبحث منطقة التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوربي.

حضر الاستقبال إياد مدني «الوزير المرافق» والوفد المرافق لملك إسبانيا. وفي ذات السياق استقبل الملك خوان كارلوس أمس عمرو الدباغ محافظ الهيئة العامة للاستثمار، وأوضح الدباغ انه تم خلال الاستقبال بحث أوجه تطوير الاستثمار بين السعودية واسبانيا ودعمها بشكل كبير وخاصة في مجالات البنية التحتية وقطاع المياه والكهرباء والمواصلات.

وبين الدباغ لوكالة الأنباء السعودية انه سيتم توقيع اتفاقية بين القطاع الخاص في البلدين بحضور عدد من المسؤولين في الحكومة الاسبانية، عبارة عن استثمار الصندوق السعودي الاسباني للبنية التحتية بمبلغ 200 مليون دولار في مشاريع المياه والكهرباء والميناء بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية. من جانب آخر قام الملك خوان كارلوس والوفد المرافق أمس بزيارة لدار صفية بن زقر للفنون بمحافظة جدة يرافقه وزير الثقافة والاعلام السعودي، وكان في استقباله لدى وصوله مقر الدار الدكتور أبو بكر باقادر وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الدولية، ومحمد بن زقر المشرف على الدار، واطلع العاهل الاسباني على ما تضمه الدار من اللوحات التشكيلية والفنية التي تتضمن بعض مظاهر الحضارة في المملكة العربية السعودية بوجه عام ومنطقة مكة المكرمة بوجه خاص، مبدياً اعجابه بما شاهده في تلك اللوحات من المظاهر الحضارية في المملكة.