كابل: إصابة شرطيين وخمسة مدنيين في هجومين انتحاريين

وزير الدفاع البريطاني يقر إجراء مباحثات سلام مع طالبان

قوات أفغانية وأميركية تعاين موقع التفجير الانتحاري في هلمند (أ.ب)
TT

أقر وزير الدفاع البريطاني ديس براون امس اجراء محادثات سلام بين باكستان وحركة طالبان رغم مخاوف أفغانستان من أن تتيح المحادثات لمقاتلي طالبان اعادة تنظيم صفوفهم وشن المزيد من الهجمات.

وقال براون ان بريطانيا تؤيد أي خطوات من شأنها أن تشجع المسلحين على إلقاء السلاح ووقف العنف، مضيفا أن باكستان وأفغانستان بحاجة للعمل سويا بشأن المشاكل القائمة على حدودهما التي يسيطر مقاتلو طالبان على جانب كبير منها. ومضى قائلا للصحافيين في نادي الصحافة الوطني باستراليا: ان المصالحة يجب أن تكون جزءا من أي استراتيجية رغم أنه من الواضح أن بعض المقاتلين لا يعتزمون إلقاء سلاحهم. ومع تعرضها لموجة من الهجمات الانتحارية دخلت باكستان في محادثات مع مقاتلي طالبان الذين يسيطرون على مساحة كبيرة من المنطقة الجبلية الممتدة على مسافة 2700 كيلومتر مع أفغانستان.

لكن طالبان قالت انها ستقاتل في أفغانستان الى أن تخرج كل القوات الاجنبية من البلاد، كما أبدت أفغانستان قلقها ازاء أي اتفاقات سلام. ويزور براون استراليا لاجراء محادثات مع وزير الدفاع جول فيتزجيبون. وقال ان من حق الدول أن ترحب بعودة المتمردين الى المجتمع ان هم وافقوا على الخضوع لحكم القانون والاعتراف بالحكومات الديمقراطية. وأضاف لو أبدى الناس استعدادا لنبذ العنف والقاء سلاحهم وقبول الحكومة الشرعية والديمقراطية والاعتراف بها... فمن حق الحكومات ذات السيادة أن تقول اننا سنرحب بكم كجزء من مجتمعنا. وتابع بقوله: «هذا هو حقهم ونحن في المملكة المتحدة سنساندهم في فعل ذلك». وتخوض القوات الافغانية، يدعمها ما يزيد على 60 ألف جندي أجنبي، معارك يومية مع مقاتلي طالبان أغلبها في جنوب وشرق أفغانستان وهما أقرب المناطق للحدود مع باكستان.

ويتهم المسؤولون الافغان باكستان بالسماح لطالبان باستخدام الاراضي الباكستانية ملاذا آمنا ومكانا لإعادة التجمع والتخطيط لمزيد من الهجمات. ولبريطانيا نحو 7800 جندي في أفغانستان يتمركز معظمهم في اقليم هلمند في اطار قوة لحلف شمال الاطلسي تضم حوالي 50 ألف جندي منتشرين بالبلاد. من جهة اخرى وفي كابل، صرح مسؤول أفغاني امس بأن ضابطي شرطة وخمسة مدنيين على الأقل أصيبوا بجروح في هجومين انتحاريين بجنوب وجنوب شرقي أفغانستان. وأوضح محمد أيوب قائد شرطة إقليم خوست الجنوب الشرقي أن رجال الشرطة أطلقوا النار على انتحاري في مركبة محملة بالمتفجرات كان يقودها باتجاه قاعدة عسكرية لقوات أميركية أفغانية مشتركة بمنطقة جورباز بالاقليم. وأضاف أن ثلاثة مدنيين أصيبوا في الانفجار الذي وقع صباح امس. وفي هجوم آخر أوضح محمد حسين أنديوال قائد شرطة إقليم هلمند أن انتحاريا فجر دراجة بخارية مفخخة بالمتفجرات كان يقودها بالقرب من مركبة تابعة للشرطة بمدينة لاشكارجا بالإقليم. وقال إن الانفجار أسفر عن مقتل الانتحاري وإصابة اثنين من رجال الشرطة ومدنيين اثنين بجروح. وبينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تفجيري امس إلا أن مسلحي حركة طالبان التي أطاح الغزو الاميركي بحكمها نهاية عام 2001 كثيرا ما يلجأون للهجمات الانتحارية. الى ذلك، قال مسؤولون امس إن 14 قرويا أفغانيا على الأقل لقوا حتفهم وجرح 59 آخرون إثر انحراف شاحنة كانوا يستقلونها من على جانب الطريق في شمال شرقي أفغانستان. وأوضح آغا نور كينتوز قائد الشرطة في المنطقة، أن هؤلاء القرويين كانوا يسافرون بين مقاطعتين في إقليم باداخشان صباح امس عندما سقطت الشاحنة في واد شديد الانحدار. وأضاف كينتوز، إن القتلى هم خمس نساء وستة أطفال وثلاثة رجال، مشيرا إلى أن قوات الشرطة وسكان المناطق المجاورة سارعوا بنقل الجرحى، وبعضهم في حالة خطيرة، إلى مستشفيات في الإقليم.