نيبال تلغي الملكية وتعلن قيام الجمهورية الاتحادية الديمقراطية

الآلاف نزلوا إلى الشوارع منذ الصباح ليحتفلوا ببزوغ فجر الديمقراطية

نيباليون يحتفلون بالغاء الملكية في شوارع كاتماندو أمس (أ.ب)
TT

بعد 240 عاما من الحكم الملكي، صوتت الجمعية التأسيسية في النيبال بأغلبية ساحقة أمس، على الغاء الملكية وأعلنت البلاد جمهورية اتحادية ديمقراطية. ونص الاقتراح الذي تمت الموافقة عليه بأغلبية 560 عضوا مقابل أربعة أعضاء، على تجريد الملك وأسرته من جميع الامتيازات والحقوق الملكية الممنوحة لهم وتحويلهم إلى مواطنين عاديين.

وتدفق الاف النيباليين الى شوارع العاصمة كاتماندو وراحوا يرقصون ويغنون احتفالا ببزوغ فجر الجمهورية، قبل ساعات من الموعد المقرر لالغاء الملكية في هذه الدولة، التي تقع في جبال الهيمالايا، والتي ظلت تقدس ملكها الهندوسي طوال 240 عاما.

وكان تأجيل التصويت الذي كان من المفترض أن يتم في وقت أبكر أمس، مرتين بعد وقوع خلافات بين الأحزاب السياسية الرئيسية حول سلطات رئيس الجمهورية. الا انه في النهاية التأم المجلس مساء وصوت لصالح القرار. وكانت أفادت تقارير إخبارية في وقت سابق بأن الملك جيانيندرا يجري مشاورات مع مساعديه وأنصاره قبل ساعات من تصويت للجمعية التأسيسية. ونقل موقع «نيبال نيوز» الإلكتروني عن مصادر في القصر الملكي، أن الملك يستشير مسؤولي القصر والوزراء في الحكومة التي شكلها عقب سيطرته على كافة السلطات التنفيذية في البلاد في فبراير (شباط) 2005 قبل أن تجبره احتجاجات عمت أرجاء البلاد بالتراجع عن تلك الخطوة بعد 14 شهرا.

وقال الموقع: «شارك في المناقشات المكثفة ولي العهد باراس الذي ساهمت صورته المستهترة أيضا بشكل كبير في سقوط الملكية، بالإضافة إلى بعض أعضاء العائلة الملكية». وكان الآلاف من النيباليين قد خرجوا في مسيرات في العاصمة كاتماندو قبل اعلان نتائج التصويت التاريخي، وكان المتظاهرون يهتفون في ميدان دوربار التاريخي، حيث كان يقيم الملك حتى بداية تسعينات القرن الماضي، «تعيش جمهورية نيبال» و«وداعا يا جيانيندرا». وقال أحد المتظاهرين في كاتماندو: «أخيرا أصبح أمام الناس فرصة لاختيار مصيرهم».

وإلغاء الملكية هو جزء رئيسي من اتفاق سلام أبرم عام 2006 مع المتمردين الماويين السابقين، وأنهى عقدا من الحرب الاهلية التي أودت بحياة أكثر من 13 ألفا.

وذكرت تقارير إعلامية أن الأحزاب السياسية ستمهل الملك جيانيندرا 15 يوما لمغادرة القصر عقب التصويت، وأنها أرسلت تحذيرا أنه في حال لم يغادر بعد انتهاء المهلة فانها ستخرجه منه بالقوة. وأغلقت شوارع العاصمة النيبالية وتم تعزيز الأمن ونشر الآلاف من رجال الشرطة والقوات المسلحة خشية حدوث اضطرابات. ولم يدل الملك بكثير من التصريحات عن خططه المستقبلية بخلاف رغبته البقاء في نيبال. وخروج الملك من القصر يرمز الى سقوطه المدوي بعد ان كان يعمل تحت أمرته الاف الخدم وبعد ان ظلت نيبال ملكية طوال تاريخها وكان ملكها يلقى تقديسا من غالبية الشعب الهندوسية بوصفه تجسيدا للاله فيشنو الذي يحمي الشعب.

وأزيلت صورة الملك من الاوراق النقدية واختفى اسمه من النشيد الوطني وحتى أنه طلب اليه أن يدفع فاتورة الكهرباء. وقال وزير السلام والاعمار رام تشاندرا بودل: «الملك سيعطى مهلة 15 يوما ليغادر القصر وسيحول القصر الى متحف تاريخي بعد مغادرته». ويقول الماويون ان جيانيندرا يستطيع البقاء في البلاد كمواطن عادي ورجل أعمال شريطة أن يحترم قرار الجمعية. ونقل عن الملك قوله انه ليست لديه نية لمغادرة نيبال. ومن المرجح بدلا من ذلك أن ينتقل من قصر نارايانهيتي المهيب الى مقر اقامته الخاص الفخم في كاتماندو.