اللجنة الدولية للتحقيق في مجزرة بيت حانون تلتقي العائلة المنكوبة وتستمتع للشهود

رئيس بلدية المدينة: 3.5% من الأهالي معاقون بفعل الاعتداءات الإسرائيلية

TT

في الوقت الذي واصلت فيه إسرائيل عدوانها على قطاع غزة، باشرت اعمالها في القطاع اللجنة الدولية للتحقيق في المجزرة التي رتكبها الجيش الاسرائيلي في بيت حانون شمال غزة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2006. وزارت اللجنة التي يرأسها الأسقف الجنوب أفريقي ديزموند توتو، الحائز جائزة نوبل للسلام وأمر بتشكيلها المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، صباح امس بلدة بيت حانون، والتقت بالعائلة الرئيسية المنكوبة وهي عائلة العثامنة التي فقدت 18 من افرادها في المجزرة. وخلال زيارة منزل العائلة الذي تعرض للقصف، قال توتو «ما رأيناه وسمعناه أكبر من قدرة البشر على الاستيعاب، أنه لأمر لا يتمناه المرء لألد أعدائه»، مشيرا الى أن زيارة اللجنة تهدف الى رفع تقرير الى الامم المتحدة لحقوق الانسان.

وروت تهاني العثامنة التي فقدت ابنها في المجزرة تفاصيل ما جرى وهي تبكي قائلة «عندما سقطت القذيفة الأولى أمسكت بيد ابني لنهرب، فأفلت مني ليهرب أمامي فعاجلته قذيفة ثانية قضت عليه». ثم توقفت لتنتحب باكية وتضيف متسائلة «كيف بإمكانكم تصور أم تشاهد طفلها أشلاء أمامها في غضون ثوان».

يذكر أن الجيش الإسرائيلي اعلن قبل شهرين أنه أغلق ملف التحقيق في المجزرة وأن أي ضابط أو جندي لن تتم ملاحقته بفعلها. ورفضت إسرائيل بإصرار السماح لأعضاء اللجنة دخول غزة عبر معبر بيت حانون، الأمر الذي دفعهم لدخوله عبر رفح. وسرد رئيس بلدية بيت حانون، محمد كفارنة، لأعضاء اللجنة صور المعاناة التي يكابدها ابناء بلدته التي تعرضت اكثر من غيرها لعمليات التوغل الاسرائيلية. وقال إن 3.5% من مواطنيه الذين يبلغ عددهم 42 ألفا أصبحوا مصابين بإعاقات بفعل العدوان الإسرائيلي المتواصل. واضاف «لا يمكن المقارنة بين ما تقوم به المقاومة كرد فعل طبيعي على جرائم الاحتلال وما تقوم به إسرائيل من استخدام للمدفعية وطائرات الـ«إف 16» وكافة الأسلحة بما فيها أسلحة محرمة دولياً». وحول مزاعم الجيش أن مجزرة العثامنة كانت نتاج خطأ تقني، قال الكفارنة «يمكن أن نصدق أن قذيفة واحدة سقطت بطريق الخطأ، أما أن تنهال على المنزل مجموعة من القذائف بين كل واحدة منها ما يزيد على الخمس دقائق فهو أمر يستحيل أن يدخل في نطاق الخطأ». وكان توتو والوفد المرافق له قد التقوا الليلة قبل الماضية مع رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية وبحثوا أوضاع القطاع في ظل الحصار منذ يونيو (حزيـران) الماضي.

وأكد هنية أنه أوعز لكل الوزراء ذوي الصلة بالتعاون الكامل مع اللجنة وتقديم كافة التقارير والمعلومات المتوفرة واللازمة لتمكنها من تقديم تقرير واضح عن المجزرة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

الى ذلك قتل صباح أمس مقاومان فلسطينيان وأصيب أربعة في قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من المقاومين كانت تتصدى للقوات الاسرائيلية المتوغلة شرق مدينة رفح بجنوب غزة، في حين اعترف جيش الاحتلال بإصابة أحد جنوده.