فرقة «زرياب» تتحدى بالموسيقى التراثية لغة الرصاص

يشكلها 4 شبان ومشروعهم المقبل «موال للعراق»

3 من أعضاء فرقة زرياب يتدربون («الشرق الأوسط»)
TT

على الرغم من دوي الانفجار في المنطقة التي تجمع فيها اربعة من شباب العراق ليعزفوا لحنا، بدا غريبا مع صوت الانفجار في الخارج، الا انهم استمروا في العزف على آلات العود والقيثار، وكان احدهم قد تأخر عن الحضور، الذي اعتاده الاربعة كل يوم أحد، وقال احدهم عن تأخر زميلهم «انه زحام السيارات ومفاجآت الطريق التي قد تعيق أحدنا، لكننا نحضر دوما لنعزف لحنا وسط صراخ الرصاص».

احسان امسك قيثارته ومحمد امسك عوده ووسام كان يمسك الدف ليوازن الايقاع، بينما كان هناك كرسي خال وضع لرابعهم محمد، الذي تغيب ذلك اليوم.

الرباعي شكل قبل عام فرقة «زرياب»، التي يقول عنها احسان انها فرقة فتية لكنها تعزف تراث العراق، ويضيف «شاركنا في مهرجانات داخل وخارج العراق، ونحاول من خلال هذه الفرقة ان نكون لنا لحنا عراقيا متميزا في ظرف استثنائي».

عازف العود محمد يقول «ان الظرف غير الطبيعي قد يولد في الكثير من الاحيان اشياء غالية الثمن، ومن هذه الاشياء ابداع الشباب، فنحن خريجو معهد وكلية الفنون الجميلة وكان تخرجنا قد ولد ابان دخول القوات الاميركية للعراق، وشكلنا من خلال معرفتنا ببعضنا هذه الفرقة التي نحاول من خلالها قول كلمة من خلال اللحن». عازف الايقاع وسام يعزف العود ايضا وهو مدرس في مدرسة الموسيقى والباليه، ويقول انه يعلم لغة الموسيقى للاطفال ويشارك في المهرجانات ليوصل تلك اللغة ايضا. ويؤكد «ان لغة الموسيقى اجمل اللغات». إحسان يؤكد ايضا ان الاوضاع الامنية اثرت عليه وعلى زملائه بشكل مباشر، ففي الكثير من الاحيان تكون اللقاءات صعبة جدا، إما لحظر التجوال او لان منازلهم تقع في مناطق ما تزال ساخنة، ويشير الى ان آلاتهم تبقى في دائرة الفنون الموسيقية، لانهم يخشون من اصطحابها معهم خوفا من استهدافهم من قبل مسلحين متطرفين. هذا الامر اشار اليه ايضا وسام وقال «لقد تأخرت مرة عن حضور التدريبات، لان رتلا اميركيا كان قد قطع الشارع الى المنطقة التي تقع فيها قاعة التدريب».

لكن رغم كل التحديات هناك لحن يخرج من بين اصابع هؤلاء الشباب يتحدى كل الاوضاع الامنية، ليسكت كل اللغات وتبقى فقط لغة الحب في الموسيقى.

الشباب الاربعة يعدون العدة الان لمشروع كبير يطلقون عليه «موال للعراق»، يلخص كل ما مر به العراق في هذه الفترة ليخرج على شكل موسيقى تسجل على اشرطة وتشارك بها الفرقة في المهرجانات. ويقول إحسان عن هذا الامر «سنمزج بين الآلة الشرقية والغربية لموال العراق وسنقوم بكل التدريبات الممكنة عليه وسنقول كلمتنا الفصل من خلال هذا اللحن الذي نعتقده سيمثل كل عراقي».