نساء البصرة يتنفسن الصعداء بعد «صولة الفرسان»

عدد كبير منهن يطلبن مساعدة للعمل في مشاريعهن الخاصة

TT

شهدت الأوضاع الاجتماعية في محافظة البصرة بعد عملية «صولة الفرسان» تطورا واضحا، خاصة في انحسار أعمال العنف التي كانت تطال النساء، واختفاء الجماعات التي تطالب النساء بـ«الاحتشام». وأكدت القاضية سعاد السعد رئيسة محكمة الأحداث في البصرة، تحسن أوضاع المرأة بشكل عام في المحافظة، إثر نجاح العمليات العسكرية، حيث أعادت الأسواق فتح أبوابها حتى ساعة متأخرة، وعادت الفتيات للسير بطمأنينة في الشوارع. وقالت للصحافيين امس، «إن ظاهرة قتل النساء قلت إلى حد كبير»، مؤكدة عودة الطالبات والموظفات إلى ارتداء السراويل، التي كانت بعض الجهات تهددهن بالقتل في حال ارتدائها.

من جهتها، أوضحت كريمة حسن مسؤولة شبكة الحماية الاجتماعية في مجلس محافظة البصرة، أن أعدادا كبيرة من النساء بدأن بمراجعة مجلس المحافظة طلبا للمساعدة على المباشرة بالعمل في مشاريعهن الخاصة.

من جانبها أكدت نرمين عثمان وزيرة شؤون المرأة بالوكالة، أنها تلقت تقريرا من محافظة البصرة يؤكد أن تحسن الوضع الأمني هناك انعكس إيجابيا على أوضاع النساء. وقالت عثمان في تصريحات إن «العنف اللفظي والديني، الذي كانت تتعرض له النساء خف بشكل كبير، خاصة قضية فرض الحجاب على النساء المسيحيات». وأشارت إلى أن الوزارة ستقوم بدءا من الشهر المقبل بتنفيذ برنامج من جزءين، يؤكد على الأساليب اللاعنفية في تسيير الأمور داخل المجتمع. وعبرت عثمان عن تمنياتها في أن تنجح خطتها في توقف جميع المركبات عن السير في مدينة البصرة لمدة دقيقتين، تعبيرا عن تضامن المواطنين مع استخدام الأساليب اللاعنفية.

وقالت الطالبة محاسن علي وهي في المرحلة الاخيرة من كلية التربية لـ«الشرق الاوسط» في النادي الطلابي للكلية، الذي توشح باجواء التوديع بقرب انتهاء السنة الدراسية، «ان الحياة الجامعية ما زالت متأرجحة بين المد والجزر، حيث سمحت بعض العمادات باقامة حفلات التخرج وسط انغام الفرق الموسيقية، فيما منعت كليات اخرى هذه الاحتفالات، ومن بينها كلية الدراسات التاريخية».

واوضحت رشا محمد (مدرسة)، ان المرأة في البصرة التي لاقت الويلات نتيجة الحروب وتفردها بعد غياب الزوج والولد والاب بادارة شؤون البيت وتربية الاطفال طيلة عقد الثمانينات، تستحق الان التقدير والثناء وليس العنف واجواء التهديد التي كانت سائدة قبل عملية «صولة الفرسان». واشارت الدكتورة نهاد محمد اكاديمية في جامعة البصرة ان «المرأة العراقية تبوأت مناصب وزارية منذ الخمسينات، امثال نزيهة الدليمي وانتزعت لها مكانة مرموقة في عوالم الابداع والعطاء الانساني، ولا يمكن اعادتها الى عصور التخلف والظلام».