السودان: «العدل والمساواة» تدعو الحكومة للحوار بعد أسبوعين من هجومها على الخرطوم

الناطق باسم الحركة لـ«الشرق الأوسط»: السلام هدف استراتيجي لا تراجع عنه والحل السياسي هو خيارنا

TT

أكدت حركة العدل والمساواة السودانية، التي تقاتل في دارفور، التزامها بالحل السياسي الشامل والعادل لقضية السودان في دارفور، باعتبار ان السلام هدف استراتيجي لا تراجع عنه، بعد اسبوعين من شنها هجوما عسكريا على العاصمة السودانية، ادى الى مقتل العشرات.

وقال الناطق الرسمي باسم الحركة احمد حسين لـ«الشرق الاوسط»، ان السلام لا تراجع عنه.. والحل السياسي هو هدف استراتيجي، داعياً الخرطوم الى التواضع والعمل على صيغة جديدة تؤمن الشراكة للجميع في ادارة الحكم، من دون اقصاء او تمييز، مشترطاً ان توقف الخرطوم ما اسماه «الابادة الجماعية والتطهير العرقي ضد ابناء دارفور، خاصة المقيمين في العاصمة الخرطوم». وتابع «لا يمكن التفاوض مع نظام يقوم بقتل وتشريد المواطنين يومياً». ولم يتسن الاتصال بمسؤولين حكوميين في الخرطوم، للرد على دعوة الحوار، التي اطلقتها الحركة المتمردة في دارفور.

وطالب حسين بتفعيل الوساطة الدولية المكونة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي، بالضغط على الخرطوم، لايقاف «تعنتها بالاستمرار في الحرب»، كاشفاً عن اتصالات اجرتها الوساطة مع حركته والفصائل الاخرى، لكنه أبدى استنكاره لاعلان تأجيل اجتماع الترتيبات الامنية الخاص بوقف العدائيات، الذي كان يزمع عقده بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة في العاصمة السويسرية جنيف نهاية الشهر الجاري.

وقال حسين ان «الوساطة هي الجهة الوحيدة المنوط بها ابلاغ الاطراف بمكان وزمان انعقاد الاجتماعات او تأجيلها»، مشيراً الى ان حركته تعمل على التنسيق مع الفصائل الاخرى، معتبراً ان الاجواء السياسية بعد احداث العاشر من مايو (آيار) اصبحت ايجابية لتوحيد الحركات في دارفور وقوى الهامش وانصار التحول الديمقراطي من القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني. وحدد حسين هدفين للتحالف الجديد، بقبول النظام للسلام الشامل ومعالجة جذور المشكلة. وقال الناطق باسم حركة العدل، ان «حكومة البشير تعيش حالة هستيريا بعد اقتحام العاشر من مايو الجاري على ام درمان وازدادت وتيرة دق طبول الحرب.. وحسب معلوماتنا فان الحكومة ارسلت وفوداً الى كل من ايران والصين لتأمين تدفق الاسلحة لها لتنفيذ مشروعها في القتل والتشريد»، واضاف «نحذر كل من يساعد النظام باعطائه الغطاء السياسي والعسكري والدبلوماسي لقتل ابناء شعبنا».

من جهة ثانية قال المتحدث باسم حركة تحرير السودان الوحدة محجوب حسين في تصريح لرويترز، ان حركته لن تشارك في أي مفاوضات الا اذا وجهت دعوة لحركة العدل والمساواة للمشاركة فيها، وان الامم المتحدة ينبغي أن ترأس المحادثات، رافضا الرئاسة الحالية التي يتولاها الاتحاد الافريقي. وحذر محللون من مخاوفهم لخطورة الاوضاع في الوقت الحالي على مستقبل عملية السلام برمتها، وقالت فابيين هارا من المجموعة الدولية لادارة الازمات، وهي مركز للابحاث مقره نيويورك لرويترز: «كل شيء جرب في عملية السلام في دارفور فشل حتى الان». مشيرة الى البطء في تنفيذ اتفاق السلام في دارفور (المبرم عام 2006) وهو ما اعتبرته فشل النقل (لعملية حفظ السلام) الى الامم المتحدة. ورأت ان الجهود الرامية لاحياء عملية السلام لا تحقق نجاحا. وترك ذلك فراغا في عملية السلام على الارض. وقال متحدث باسم فريق الوساطة في عملية حفظ السلام المشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي، ان الضباط يواصلون الضغط من أجل عقد جولة محادثات جديدة، رغم التحديات.